استمع إلى الملخص
- وزارة الدفاع الجزائرية تؤكد انتماء المسلحين لجماعات تنشط في الساحل، وتعتبر العملية دليلاً على حزم القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب وتطهير البلاد منه.
- العمليات تأتي في سياق متابعة أمنية دقيقة لتحركات المجموعات المسلحة، مع تأكيد الخبراء على نجاح الجيش في إحباط مخططاتها ودلالة ذلك على ضغوط تواجهها في شمال مالي.
أعلن الجيش الجزائري توقيف خمسة مسلحين ينتمون إلى صفوف تنظيمات مسلحة تنشط في الجنوب ومنطقة الساحل، في عمليتين منفصلتين نفذهما الجيش في برج باجي مختار وتمنراست جنوبي الجزائر، في أول عملية من نوعها تعلن فيها السلطات الجزائرية القبض على مجموعة مسلحة كاملة منذ عملية سكيكدة شرقي البلاد في مارس/أذار 2022.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية بأن العملية الأولى تمت في منطقة تمنراست، وتمكن خلالها الجيش من توقيف أربعة مسلحين، وهم إين أجنة أحمد المدعو أحمد التارقي، وفوغاس عبد الكريم المدعو بكة، وأبرزولغ موسى المكنى مشقي، وحاج عصمان بوجمعة المكنى جما، ولم يذكر البيان تاريخ التحاقهم بالجماعات المسلحة، لكنّه أكد انتماءهم إلى الجماعات المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل.
وتمت العملية الثانية في منطقة برج باجي مختار، حيث أوقِف المسلح بربوشي معطا مولان، المسجل لدى السلطات الجزائرية على لائحة المسلحين المبحوث عنهم والمطلوبين للعدالة، واعتبر البيان هذه العمليات تأكيداً على "حزم القوات المسلحة لتطهير البلاد من آفة الإرهاب". واسترجعت قوات الجيش في هذه العمليات حزمةً من قطع الأسلحة والذخيرة كانت بحوزة المسلحين، منها رشاشان وأربع بنادق كلاشنيكوف.
وهذه من المرات القليلة التي يتمكن فيها الجيش الجزائرية من توقيف مجموعة مسلحة كاملة جنوبي البلاد، منذ آخر عملية مماثلة جرت في سكيكدة شرقي الجزائر في مارس/آذار 2022، وقال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة في منطقة الساحل عيسى حساين، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن هذا يعني أنه "كانت هناك متابعة أمنية دقيقة لتحرك هذه المجموعة التي قدِمت من شمال مالي والساحل، ونصب لها الجيش الجزائري كماشة لتوقيف عناصرها"، مضيفاً أن "وجود مجموعة مسلحة كاملة قدمت من الساحل يدل على أن هذه المجموعات ربما كانت تخطط لعمليات جنوبي الجزائر لكن الجيش نجح في إحباط ذلك، لكنه يؤشر أيضاً إلى أن هذه الجماعات بدأت تشعر بالتضييق والملاحقة من الجيش المالي في مناطق تمركزها شمالي مالي، بعد سلسلة العمليات الأخيرة التي نفذها ضد تمركز المسلحين، ما دفع بها إلى محاولة الهروب باتجاه مناطق جنوبي الجزائر".
وكانت الجزائر قد شهدت في إبريل/نيسان الماضي، أول ظهور لمسلحي القاعدة شمال الجزائر منذ مايو/أيار 2022، حيث أعلن الجيش الجزائري القضاء على مسلحين يتبعان لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي داخل البلاد، أحدهم كان قد التحق بصفوف الجماعات المسلحة قبل 18 عاماً، أي في عام 2006، في منطقة وادي الفضة بولاية الشلف غربي الجزائر.