الجيش الجزائري يعلن تنفيذ عملية أمنية ناجحة ضد الإرهاب غربي البلاد

12 ديسمبر 2022
تمكن الجيش من القضاء على ثلاثة مسلحين (فاروق باتيش/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، يوم الأحد، عن تمكن وحدة من الجيش من القضاء على ثلاثة مسلحين، خلال عملية بحث وتمشيط، كانت تقوم بها في جبل قوراية بولاية تيبازة، 150 كيلومتراً غربي العاصمة الجزائرية. وتم خلال العملية نفسها، والتي تأتي في إطار مكافحة الإرهاب، توقيف إرهابي رابع، واسترجاع أربع قطع أسلحة، بينها مسدسان رشاشان من نوع كلاشينكوف، ومخازن ذخيرة، وثلاث نظارات ميدان وأغراض أخرى، كانت بحوزة عناصر المجموعة الإرهابية.

وأضاف البيان أن هذه "النتائج الإيجابية والحاسمة لمختلف وحدات الجيش، لتؤكد دوماً عزم وإصرار قواتنا المسلحة على القضاء على ظاهرة الإرهاب في بلادنا"، إذ كانت قيادة الجيش قد أطلقت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، عملية "اجتثاث الإرهاب"، ونجحت خلال السنوات الأخيرة في القضاء بصورة شبه كلية على ما تبقى من المجموعات الإرهابية.

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش عن القضاء على إرهابيين منذ آخر عملية له من هذا النوع في شهر مارس/آذار الماضي، عندما تمكن الجيش من القضاء على سبعة إرهابيين ينشطون في مجموعة إرهابية من بقايا تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، في منطقة سكيكدة شرقي الجزائر، وقبلها القضاء على إرهابي واحد على الحدود مع شمال مالي.

ويعتقد أن تكون العناصر التي نجح الجيش في تحييدها أمس الأحد، ضمن مجموعة تتبع تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، يقودها أمير التنظيم في منطقة غربي الجزائر، يدعى أوب خليل إدريس، واسمه الحقيقي أبو مدين دبار، والذي كان مفتي "القاعدة" لسلوس مدني، المدعو عاصم أبو حيان، (عقب توقيفه من قبل قوات الجيش)، قد وجه له نداءً خاصاً عبر التلفزيون في شهر إبريل/نيسان الماضي، دعاه فيه لحقن الدماء ووقف النشاط الإرهابي وتسليم نفسه وعناصره.

وقال "أدعوك أن تسمعني، وأن تراجع نهائياً وتستجيب سريعاً لوقف العمل المسلح، وليس وراء دعوتي هذه سوى النصح، فبادر ومن معك إلى الاقتناع بوقف العمل المسلح"، مضيفاً: "لقد قضيت 28 سنة في العمل المسلح، وظهر لي أن العمل المسلح ستكون له عواقب وخيمة، وها أنا أعلن توبتي من العمل المسلح وأبرأ منه، لقد تبت وندمت عما بدر مني ومن العمل المسلح، وأوجه هذا النداء إلى المسلحين، وهذه شهادة مني لكل عناصر التنظيم القاعدة".

وتبرز العملية الأخيرة استمرار وجود فلول لمجموعات إرهابية، ما زالت ترفض الاستجابة لنداءات سابقة كان وجهها مفتي تنظيم "القاعدة" ومقربون منه أيضاً، إلى بقايا المسلحين لدعوتهم لوضع أسلحتهم والنزول من الجبال، كما تؤكد البيانات الأخيرة التي تعلن عنها قيادة الجيش بشأن توقيف عدد من العناصر ينشطون في شبكات دعم وإسناد المجموعات المسلحة، والتي تشير إلى أن وجود بقايا المسلحين، مرتبط بوجود هذه الشبكات التي توفر الدعم والمؤونة للإرهابيين في الجبال.

ويفسّر الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة حسين عيسى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، رفض بعض عناصر المجموعات الإرهابية الاستجابة لنداءات قيادات التنظيم الإرهابي بوقف النشاط وتسليم أسلحتهم، بكون "التراتبية في التنظيم الإرهابي لم تعد محترمة، مقارنة بالسنوات الماضية، بحيث لم تعد هناك سلطة فعلية للقيادات، خصوصاً تلك التي تسلّم نفسها للسلطات، على العناصر في المجموعات من جهة، ومن جهة ثانية الانقطاع في الاتصال بين المجموعات بفعل الضربات الناجحة التي وجهها الجيش والأجهزة الأمنية للتنظيم الإرهابي، إضافة إلى عدم الثقة، وهذا كله يخلق لدى البقايا في الجبال ارتباكاً كبيراً".

المساهمون