استمع إلى الملخص
- يشكل الحريديم 13% من سكان إسرائيل، وعادة ما يُعفون من الخدمة العسكرية، مما أثار استياءً واسعًا بين الجمهور الإسرائيلي.
- يعارض الحزبان الدينيان في الحكومة هذا القرار، ويعتبره زعماء الحريديم تهديدًا لهويتهم الدينية، بينما استجاب بعض أفراد الطائفة لأوامر الاستدعاء.
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إخطارات استدعاء للتجنيد لألف من أفراد طائفة اليهود المتشددين (الحريديم) في خطوة تهدف إلى زيادة قواته، لكنها قد تزيد التوتر الداخلي، وذلك بعد أمر تاريخي من المحكمة العليا يقضي ببدء تجنيد الشباب المتدينين في الجيش. وفي 25 يونيو/ حزيران الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي لا يمتثل طلابها للخدمة العسكرية. ويشكل أفراد هذه الطائفة نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.7 ملايين نسمة، وعادة لا يخدمون في الجيش بدعوى تسخير حياتهم لدراسة التوراة.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاماً بالخدمة العسكرية لمدة تتراوح بين 24 و32 شهراً. وبموجب ترتيبات سياسية طويلة الأمد، جرى إعفاء الحريديم من التجنيد الإلزامي. وخلق هذا النظام استياء واسع النطاق بين الجمهور الإسرائيلي، خاصة بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب على غزة. وقضت المحكمة بأن نظام الإعفاءات كان تمييزياً.
وعارض الحزبان الدينيان في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا التحول الجديد في السياسة، الأمر الذي فرض ضغوطاً شديدة على الائتلاف اليميني في ظل استمرار الحرب على غزة. ويقول زعماء الحريديم إن إجبار طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية إلى جانب الإسرائيليين العلمانيين، ومنهم نساء، ينذر بتدمير هويتهم الدينية. وحث بعض الحاخامات أفراد الطائفة على حرق أي أوامر استدعاء تصل إليهم.
ولا يرفض كل أفراد الطائفة الخدمة. وكان الجيش الإسرائيلي أنشأ عدداً من الوحدات المخصصة لهم. واستجاب لأوامر الاستدعاء اليوم الأحد عدد من أفراد الحريديم ممن لم يطلبوا الإعفاء من التجنيد، وعبروا عن أملهم في التوصل إلى حل وسط. وقال نتساخ كوهين (19 عاماً) قبل دخوله قاعدة التجنيد "إذا كنت تريد تجنيد الحريديم، فتعلم أولاً ما عليك القيام به لفعل ذلك. لا تنفذ ذلك بالقوة".
وقال آخرون من الحريديم الأكثر تزمتاً دينياً إنهم لن يوافقوا أبداً على الخدمة في الجيش. وقال ديفيد مزراحي، وهو طالب في معهد لاهوت من القدس المحتلة يبلغ من العمر 22 عاماً، "من لا يفهم قيمة الدراسة لا يمكنه فهم السبب وراء رفض الحريديم للتجنيد". وأضاف أن فرض التجنيد يزيد حدة الخلاف. ومن المتوقع بعد المجموعة الأولى من الاستدعاءات إرسال إخطارات أخرى إلى نحو 3000 من الحريديم خلال الأسابيع المقبلة.
(رويترز، العربي الجديد)