الجيش الأميركي و"قسد" يعلنان وقف دوريات مواجهة "داعش" شمالي سورية

03 ديسمبر 2022
القوات الأميركية أوقفت جميع العمليات المشتركة مع "قوات سورية الديمقراطية" (Getty)
+ الخط -

أوقفت القوات الأميركية الدوريات العسكرية المشتركة في شمال سورية، المعنية بمواجهة "داعش"، تزامناً مع التهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية برية تستهدف المسلحين الأكراد.

ومن المقرر بدء دوريات أمنية أخرى، خاصة حول السجون من جديد، السبت.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، الجمعة، إنّ القوات الأميركية أوقفت الآن جميع العمليات المشتركة مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي يقودها الأكراد ضد "داعش" في سورية.

وأضافت أنّ القوات الكردية والأميركية تواصل تسيير دورياتها، وتحافظ على الأمن في مخيم الهول للنازحين والسجون.

من جهتها، قالت "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة في سورية، الجمعة، إنها أوقفت جميع عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، نتيجة القصف التركي على المنطقة التي تسيطر عليها.

وكثفت تركيا قصفها وضرباتها الجوية على شمال سورية في الأسابيع الماضية، وتستعد لعملية برية مستهدفة مقاتلين أكراداً سوريين تصفهم بأنهم إرهابيون، لكنهم يشكلون الجزء الأكبر من "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" آرام حنا، في حديثه مع وكالة رويترز، إنّ "كل عمليات التنسيق والعمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب مع التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة، وكذلك "جميع العمليات الخاصة المشتركة التي كنا ننفذها بانتظام"، قد توقفت.

وتسبب القصف التركي، باستخدام أسلحة بعيدة المدى وضربات جوية، في استياء الولايات المتحدة حليفة أنقرة في حلف شمال الأطلسي.

وأبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، نظيره التركي خلوصي أكار، يوم الأربعاء الماضي، بأنّ الولايات المتحدة "تعارض بشدة أي عملية عسكرية تركية جديدة في سورية".

كما قال أوستن، إنّ الضربات التركية "هددت بشكل مباشر سلامة الجنود الأميركيين الذين يعملون مع شركاء محليين في سورية لهزيمة داعش"، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وردد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، هذه التصريحات، قائلاً للصحافيين، إنه بينما تدعم الولايات المتحدة قدرة تركيا على الدفاع عن نفسها داخل أراضيها، "هناك أسباب كثيرة تجعل هذه العمليات تثير قلقنا"، بما في ذلك الضرر المحتمل للمدنيين والأميركيين في هذه المنطقة من سورية.

وقال كيربي للصحافيين في إفادة صحافية، "لا نريد أيضاً أن نرى أي شيء قد يؤثر على قدرتنا على الاستمرار في الضغط على (داعش) والتأثير على شراكتنا مع قوات سورية الديمقراطية". وأضاف أنّ العمليات التركية السابقة "جعلت قوات سورية الديمقراطية أقل استعداداً لمواصلة المساهمة في التصدي لداعش".

ودعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "قوات سورية الديمقراطية" بضربات جوية ومعدات عسكرية ومستشارين منذ عام 2017، وساعدها في البداية على استعادة الأراضي من "داعش"، ثم دعم عمليات التطهير ضد خلايا نائمة لمتشددين.

وقال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية شيخموس أحمد، لـ"رويترز"، إنّ الغارات التركية في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني عطلت العمليات في مخيم الهول ومحيطه، حيث يتم احتجاز نساء وأطفال مقاتلي "داعش".

وقال إنّ العمليات الإنسانية توقفت لعدة أيام، موضحاً أنّ بعض القاصرين المنتمين إلى التنظيم حاولوا الفرار لكن تم الإمساك بهم.

وأكد مصدر غربي مطلع على الأمر، أنّ هناك "بعض التحركات المقلقة" في القسم الذي يتم فيه احتجاز نساء وأطفال أجانب على صلة بالتنظيم.

لكن متحدثاً باسم القيادة المركزية الأميركية قال، إنّ "قوات سورية الديمقراطية" ما زالت "تسير دوريات حراسة وتحافظ على الأمن في مخيم الهول للنازحين ومرافق الاحتجاز".

وقال قائد "قوات سورية الديمقراطية" مظلوم عبدي، في وقت سابق هذا الأسبوع لـ"رويترز"، إنه يطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود. وأضاف "ما زلنا قلقين. نحتاج إلى تصريحات أكثر قوة ووضوحاً لوقف تركيا". 

(رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون