الجزائر تطالب بمحاسبة فاغنر بعد قصف مدنيين شمال مالي قرب حدودها

27 اغسطس 2024
مندوب الجزائر يتحدث في اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في المنطقة، 22 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

طالبت الجزائر بمحاسبة دولية للأطراف التي نفذت هجوماً بطائرة مسيّرة، قصفت مدنيين في منطقة تين زواتين المالية، على مقربة أمتار من الحدود بين مالي والجزائر، ما تسبب في مقتل 20 مدنياً من مالي. ودعت الجزائر إلى تحرك دولي لملاحقة الجيوش الخاصة (المرتزقة) التي تستعين بها بعض الدول، في إشارة إلى مجموعة فاغنر الروسية.

وقال ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، في جلسة نقاش بمقر الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ75 لاعتماد اتفاقية جنيف، أمس الاثنين: "قرأت في الصحافة أن هناك 20 مدنياً مالياً تم قصفهم بطائرة مسيّرة، أولئك الذين ضغطوا على الزر لإطلاق هذا الهجوم لا يخضعون للمساءلة أمام أي طرف". وشدد على أنه يتعين "العمل على وقف انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستعين بها بعض الدول"، في إشارة إلى مرتزقة فاغنر الروسية التي تتعاون مع الجيش المالي في الهجوم على الحركات الأزوادية شمال مالي، وحذر من "عدم مساءلة تلك الأطراف بشأن انتهاكاتها، وما تتسبب فيه من تهديدات وأخطار على المنطقة".

وأضاف بن جامع: "نحن ملزمون بالخوض في نقاش بشأن المخاطر الجديدة التي تهدد دولنا، ولا أذكّر بالمخاطر التكنولوجية فحسب، وإنما الجيوش الخاصة التي تقوم بعض الدول بالاستعانة بها"، مؤكداً: "نحن على مستوى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة حاولنا ونحاول الاهتداء إلى الصيغة التي ستأخذ بأفعال هذه الأطراف غير الحكومية، وكذا العقاب الذي قد ينزل عليها من جراء ما تقترفه بحق القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي".

ويفهم من هذا التصريح الرسمي تصاعد القلق الجزائري بشأن تمركز قوات فاغنر في أكثر من جهة قرب الحدود الجزائرية، حيث تشارك تلك القوات، التي أصبحت تسمى الفيلق الأفريقي، مع قوات الجيش المالي من الجنوب، كما تدعم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر قرب حدودها الجنوبية الشرقية. ويعد هذا أول تعليق رسمي للجزائر على التطورات الأمنية التي شهدتها منطقة تسمى أخربان، في منطقة تين زواتين، داخل الأراضي المالية، وقرب مدينة تين زواتين الجزائرية، ما أدى، بحسب بيان للإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي (ائتلاف يضم الحركات الأزواد)، إلى مقتل 21 شخصاً، بعضهم أطفال.

وتجددت الحرب في شمال مالي بين قوات الجيش المالي وحركات الأزواد، بعد قرار سلطة المجلس العسكري الانتقالي في مالي، نهاية العام الماضي، إلغاء العمل باتفاق الجزائر للسلام الموقع في مايو/ أيار 2015، والسعي لاستعادة السيطرة على مدن شمال مالي القريبة من الحدود الجزائرية، والتي تسيطر عليها حركات الأزواد.

وكانت حركات الأزواد قد كبدت قبل أسبوعين قوات الجيش المالي الذي تدعمه قوات مجموعة فاغنر الروسية، خسائر كبيرة في الجنود والعتاد، في معارك قرب تين زواتين على مقربة من الحدود الجزائرية، ما دفع الجيش المالي إلى الرد باستخدام طائرات بدون طيار في هذا الهجوم.

وكانت الجزائر قد عبرت، نهاية الشهر الماضي، عن قلقها من عودة الاقتتال بين الجيش المالي وحركات الأزواد، واعتبرت أن عودة الحرب في شمال مالي جاءت كنتيجة لوقف العمل باتفاق الجزائر للسلام الموقع عام 2015، وعبرت عن استعدادها الدائم للقيام بأية مبادرة وبذل أي جهد سياسي من شأنه أن يسهم في وقف الحرب والتوتر في مالي.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.