الجزائر تتجه لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا بعد 19 شهرًا من الأزمة

02 نوفمبر 2023
تغيير طفيف في موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء(Getty)
+ الخط -

أفادت صحيفة إسبانية، اليوم الخميس، بأن الجزائر تستعد لإرسال سفير جديد إلى مدريد، بعد مرور 19 شهراً من الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين نتيجة تغيير موقف إسبانيا من النزاع في الصحراء وتأييدها لخطة الحكم الذاتي المقترحة من المغرب. هذا التحول يأتي مع تغيير طفيف في موقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذي دعا إلى إيجاد حل سياسي مقبول للنزاع بين الجانبين.

وفقاً لصحيفة "الكونفيدونسال" ونقلاً عن مصادر مطلعة على العلاقة بين مدريد والجزائر، فإن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد عين عبد الفتاح دغموم سفيراً جديداً للجزائر لدى إسبانيا. وسبق للسفير دغموم أن شغل منصب وزير مستشار في سفارة الجزائر في مدريد، وهو الرقم الثاني في السفارة، وقبل ذلك عُين سفيراً للجزائر في غينيا كوناكري في عام 2019. وعاد إلى الجزائر منذ بضعة أشهر للعمل في وزارة الخارجية.

يشغل منصب السفير الجزائري في مدريد حالياً شخص آخر بعد استدعائه بسبب الأزمة السابقة، حيث تم تعيينه سفيراً في باريس. لذا، تعتبر عملية تعيين سفير جديد مهمة ويجب أن تتم بموافقة مدريد قبل أن يتسنى للسفير الجديد أداء مهامه. من المرجح أن يكون تعيين دغموم جزءاً من سلسلة تعيينات دبلوماسية حديثة شملت تعيين وزير الخارجية السابق صبري بوقادوم سفيراً في واشنطن ووليد شريف في الرياض، بالإضافة إلى عدد من السفراء الآخرين.

 

في 18 مارس/آذار الماضي، اندلعت أزمة دبلوماسية مفاجئة بين الجزائر وإسبانيا. وكان سببَ الأزمة تغيير مفاجئ لموقف إسبانيا، حيث أعلنت دعمها لخطة الحكم الذاتي في منطقة الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، والتي تحظى بدعم من الجزائر. رداً على هذا التحول، قررت الخارجية الجزائرية استدعاء سفيرها من مدريد للتشاور.

في 26 إبريل/نيسان الماضي، أعلن الرئيس تبون رفضه لعودة السفير الجزائري إلى مدريد، مشيراً إلى أن عودته تعتمد على توضيحات صريحة من إسبانيا لإعادة بناء الثقة بين البلدين. وفي 8 يونيو/حزيران 2022، قررت رئاسة الجزائر تجميد معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة مع إسبانيا عام 2002، واتخذت إجراءات لعرقلة التجارة مع إسبانيا دون إعلان رسمي.

بالرغم من عدم وجود تعليق رسمي من السلطات الجزائرية بشأن تعيين سفير جديد، يشير مسؤول كبير سابق في الحكومة الجزائرية، للصحيفة الإسبانية، إلى أهمية العودة إلى الحوار والعلاقات الدبلوماسية الطبيعية. ويعتبر أن خطاب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي كان نقطة تحول مهمة، حيث دعا إلى البحث عن حل سياسي مقبول لنزاع الصحراء في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، مما قد يساهم في إنهاء الأزمة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

مع تفهم عميق من قبل الجزائر للتغيير الطفيف في موقف إسبانيا، يعتقد مراقبون أن هذا يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تخفيف حدة الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وقد رأى ريكاردوا غونزاليس، المحلل الإسباني المتخصص في العلاقات الإسبانية المغاربية، أن خطاب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي كان نقطة تحول حاسمة بالنسبة للجزائر. حيث دعا إلى البحث عن حل سياسي مقبول لنزاع الصحراء وذلك في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

من الجدير بالذكر أن الجزائر قد فهمت هذه الرسالة السياسية واستجابت بشكل إيجابي، متطلعة إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية وإنهاء الحظر التجاري الذي كانت قد فرضته على الواردات والسلع الإسبانية. هذا يأتي خاصة بعد تأثير الأزمة السابقة على الشركات الإسبانية.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مراقبون أن تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في قمة تيرانا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث دافع عن حق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية تتعايش مع الدولة الإسرائيلية، تعزز فرص التسوية وتشجع الجزائر على حل الأزمة مع إسبانيا.