الجزائر: استسلام أول مسلح كان ينشط في الساحل بعد نداءات "التوبة" الموجهة من قيادات سابقة بـ"القاعدة"

27 ابريل 2022
المسلح الذي سلّم نفسه للسلطات بعد نداءات قيادات سابقة بـ"القاعدة" (فيسبوك)
+ الخط -

بدأت النداءات التي وجّهتها قيادات سابقة في "تنظيم القاعدة" في بلاد المغرب، قبل أيام، للإرهابيين الذين ما زالوا يحملون السلاح في الجزائر ومنطقة الساحل، بضرورة وضعه وتسليم أنفسهم للسلطات، تؤتى ثمارها، بعد إعلان السلطات عن عودة أول مسلح كان ينشط في الساحل.

وأعلن بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، أن إرهابيا سلّم نفسه، أمس الثلاثاء، للسلطات العسكرية في إن قزام أقصى جنوبي الجزائر، قرب الحدود بين الجزائر وشمالي النيجر، بعد أكثر من ثماني سنوات من نشاطه في صفوف المجموعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع، بأن الإرهابي المسمى بيرحمان إبراهيم، والذي يدعى "الوندري إبراهيم"، سلّم السلطات مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، ومخازن للذخيرة وجهاز اتصال لاسلكي، بالإضافة إلى كمية من الذخيرة التي كانت بحوزته.

ووصف البيان العملية بأنها" تؤكد نجاعة المقاربة التي تعتمدها القيادة العليا للجيش، بقصد القضاء على ظاهرة الإرهاب واستتباب الأمن والطمأنينة عبر كامل أرجاء البلاد"، وهي مقاربة تعتمد على دعوة الإرهابيين إلى تسليم أنفسهم بالاستناد إلى دعوات وجهتها قيادات إرهابية سابقة، أو ملاحقتهم حيثما كانوا.

 وقبل أيام، وجّه المفتي العام لـ"تنظيم القاعدة" في بلاد المغرب، لسلوس مدني، المعروف باسم عاصم أبوحيان، الذي ألقي عليه القبض قبل شهر شرقي الجزائر، نداء إلى كل المجموعات الإرهابية لوقف العمل المسلح. وقال أبو حيان في اعترافات بثها التلفزيون الجزائري "لقد قضيت 28 سنة في العمل المسلح، وظهر لي أن العمل المسلح ستكون له عواقب وخيمة، وها أنا أعلن توبتي منه وأوجه هذا النداء إلى المسلحين لوقفه".

 كما وجّه عضو مجلس الأعيان في "تنظيم القاعدة" في بلاد المغرب وأمير منطقة شرقي الجزائر، سفيان بطيب، نداء إلى المسلحين وأمير "تنظيم القاعدة" في بلاد المغرب، أبو عبيدة العنابي، لحقن دماء عناصر التنظيم في كل من الجزائر ومالي، والسماح لهم بالعودة إلى حضن الدولة ووقف النشاط المسلح.

توقيف 13 عنصرًا بتهمة دعم جماعات إرهابية في أرجاء متفرقة

وفي نفس السياق، أعلن بيان وزارة الدفاع الجزائرية، توقيف 13 عنصرا كانوا ينشطون في شبكات دعم وتموين الجماعات الإرهابية، في عمليات منفصلة في أرجاء متفرقة من البلاد.

وأشار البيان إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار مكافحة الإرهاب، مبينًا أن الأجهزة الأمنية ركزت في الفترة الأخيرة على تفكيك مزيد من شبكات الدعم والإسناد التي كانت تمول المجموعات الإرهابية بالمؤونة والأدوية والأغراض والمعلومات.

وقبل أسبوعين، بثت السلطات اعترافات لأمير "كتائب التنظيم" في منطقة شرقي الجزائر، سفيان بطيب، الذي كان قد التحق بالنشاط الإرهابي عام 1997، حيث ألقي عليه القبض قبل شهر في منطقة سكيكدة شرقي البلاد. واعترف بطيب بالدور الكبير لشبكات الدعم والإسناد في إطالة أمد النشاط الإرهابي.

وقال إن "جماعات الدعم والإسناد هي السبب الرئيسي في إطالة نشاط الجماعات المسلحة، لأنها لم تكن تستطيع أن تستمر لولاهم... نصيحتي لعناصر شبكات الدعم أن يبتعدوا عن هذا الطريق، سواء كانوا على اعتقاد خطأ، أو طمعا في المال الذي كانت تمنحه إياهم الجماعات المسلحة مقابل خدماتهم لها".

المساهمون