قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، إن الجيش وقع على "الاتفاق الإطاري" لأن من مصلحة العسكريين دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
وأضاف البرهان، في كلمة له أمام حفل زفاف جماعي بولاية نهر النيل، شمال السودان: "همّنا هو أن يكون هناك جيش واحد وطني يحمي أهل السودان، وأي كلام خلاف هذا الكلام لن يكون مقبولاً".
وتقرأ تصريحات البرهان في سياق خلاف مستمر وعلني بينه وبين نائبه في مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وكان حميدتي قد ظهر في أكثر من مرة، واصفاً انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي بقيادة البرهان بالـ"فشل"، كما تحدث بشكل مستمر عن عودة عناصر النظام السابق للحكم، واتهم على نحو غير مباشر الجيش بالتخطيط للإطاحة بنظام الحكم في أفريقيا الوسطى، ما أضطر البرهان لاحقاً لنفي ذلك ودحض تلك الاتهامات.
ويظهر الخلاف أكثر في تصريحات حميدتي المؤيدة بالكامل للاتفاق الإطاري الموقع في ديسمبر/كانون الأول الماضي بين العسكر والمدنيين، مقابل تأييد بتحفظ من البرهان في أكثر من مناسبة.
وأضاف البرهان، في كلمته اليوم: "إذا كان هناك أي جهة تتخيل أنها تخوّف الجيش فهي مخطئة، لأن الجيش ظل يقاتل لمدة 100 عام، ولم تستطع جهة هزيمته"، وأنه "سيظل باقياً حتى لو تمكنت جهة ما وقتلت قادة الجيش، بمن فيهم البرهان، خصوصاً وأنه مسنود من الشعب ومن شباب السودان"، بحسب تعبيره.
وحثّ قائد الجيش السوداني السياسيين على الاتفاق والتوافق لإخراج البلاد من أزمتها دون المزايدة والكيد لبعضهم البعض، مطالباً قوى إعلان الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية بإكمال خطوات الاتفاق بينهما للخروج من السجال السياسي الحالي، مشيراً إلى أن ذلك سيعجل بخروج كل القادة العسكريين من السياسة، وإفساح المجال للآخرين، لا سيما وأن هناك من يعتقد أن العسكريين هم سبب تعطيل العملية السياسية.
وأوضح أن "الجيش أيّد الاتفاق الإطاري لأنه يعالج مشكلات السودان، ولم نقبله إرضاء لقوى إعلان الحرية والتغيير، ولا الكتلة الوطنية، بل من أجل السودان".
وتعهد بعدم مساندة أي طرف سياسي على حساب الطرف الآخر، مستنكراً الحديث الذي يُقال عن وجود عناصر داخل الجيش موالية للنظام القديم، مشدداً على أن "ذلك كله كذب، لأن الجيش جيش كل السودان والسودانيين".
وحذر البرهان من المزايدة باسم الجيش، لافتاً إلى أن "الفرصة مواتية أمام قوى إعلان الحرية والتغيير لتقود السودانيين بشرط أن تجلس وتتفق مع خصومها"، متعهداً بأن "يكون الجيش تحت قيادة القوى المدنية، متى ما كانت قوى حقيقية تريد فعلاً سودان الحرية والسلام والعدالة".