الانتخابات المحلية الجزائرية: إغلاق مكاتب التصويت في جميع الولايات وبدء فرز وعد الأصوات

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
27 نوفمبر 2021
الانتخابات البلدية
+ الخط -

أغلقت مكاتب التصويت في الانتخابات المحلية الجزائرية أبوابها، عند الساعة الثامنة مساء اليوم السبت، عند نسبة تصويت تجاوزت 33%، فيما يتوقع أن ترجئ السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات إعلان النتائج إلى ما بعد غد الإثنين؛ بسبب كثافة محاضر الفرز في هذه الانتخابات المزدوجة لانتخاب مجالس بلدية، وأخرى ولائية.

وبدأت عمليات فرز الأصوات في مكاتب التصويت بصورة علنية، وبحضور المراقبين والمواطنين والمرشحين، لضمان أكبر قدر من النزاهة والشفافية.

وبعد إغلاق مكاتب التصويت، عمد رئيس مكتب التصويت في ثانوية خليفة الطيب ببلدية أحمر العين في ولايو تيبازة قرب العاصمة الجزائرية، حاج علي مهدي، على فتح الصندوق بحضور عدد من المرشحين، وعدّ أوراق الاقتراع التي كانت في داخله، قبل أن يتم فتح المغلفات، فيما يساعده في العملية ثلاثة معاونين؛ يتولى أحدهم تدوين نتيجة كل ظرف، قبل أن يتم تجميع المعطيات وتدوين محضر نهائي يشمل مجموع الأصوات، وعدد الأوراق المعبر عنها لصالح كل حزب، ويستلم كل ممثل قائمة نسخة من المحضر.

وبذات الطريقة تحدث عمليات فرز الأصوات في كل المكاتب، وسمح في غالبيتها للمواطنين وممثلي المرشحين بالحضور، ووفقاً للقانون الانتخابي، يتم عد أوراق التصويت الصالحة للاحتساب بعد تحييد الأوراق الملغاة، قبل أن يتم الفرز على مستويين؛ الأول يتم فيه الفرز على أساس القوائم، لمعرفة حصة كل قائمة من مجموع الأصوات المعبر عنها في التصويت، حيث يتم إقصاء كل القوائم التي تحصل على نسبة أقل من 5% من الأصوات، ثم يتم توزيع المقاعد في المجلس البلدي أو الولائي على القوائم المتبقية، بحسب ما حصلت عليه من الأصوات، قبل الانتقال إلى فرز ثانٍ يتم على أساس المرشحين داخل كل قائمة على حدة، لاحتساب عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح في القائمة نفسها وترتيبهم، لمعرفة من يشغل المقاعد التي حصلت عليها القائمة الفائزة، مع التذكير أنّ الناخب يصوّت على قائمة واحدة فقط لكن يمكنه اختيار مرشح أو أكثر من تلك القائمة.

وكانت عمليات الفرز قد بدأت في بعض الولايات التي أغلقت مكاتب التصويت فيها مبكراً قبل الساعة الثامنة، وقفزت نسبة التصويت العام من 4% في حدود العاشرة صباحاً إلى 13% في حدود الواحدة ظهراً ثم إلى 24% عند الرابعة مساء، لتستقر في حدود 33% عند غلق مكاتب التصويت عند الثامنة مساء، وبذلك تكون الانتخابات المحلية قد سجلت أعلى معدل تصويت مقارنة بالثلاثة استحقاقات انتخابية الأخيرة التي جرت بعد الحراك الشعبي ومع الانتخابات النيابية التي جرت في يونيو/حزيران الماضي، والتي كانت أعلاها 30%.

وعلى الرغم من أنّ بعض القوائم ومكاتب الأحزاب السياسية بدأت تعلن مبكراً عن النتائج الأولية في كل بلدية، إلا أنّ التوقعات تشير إلى احتمال أن تتمهل السلطة المستقلة للانتخابات في الإعلان عن النتائج الأولية، لحين استكمال تجميع محاضر الفرز وعد الأصوات، بالنظر إلى كون أنّ الانتخابات المحلية تعرف تصويتاً مزدوجاً، والعدد الكبير من الدوائر الانتخابية البالغ 1541 دائرة انتخابية، بالنسبة للانتخابات البلدية، و58 دائرة انتخابية بالنسبة للانتخابات الولائية، ويرجح أن تؤخر السلطة الإعلان عن النتائج حتى يوم الثلاثاء المقبل.

وكانت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، قد أعلنت في وقت سابق مساء اليوم السبت، تمديد التصويت في الانتخابات المحلية لاختيار أعضاء المجالس الشعبية والولائية، ساعة إلى غاية الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، كما كان متوقعاً، وذلك لتسهيل قيام الناخبين الذين لم تسمح لهم ظروفهم للالتحاق بمراكز التصويت لأداء حقهم الانتخابي.

وأصدر رئيس سلطة الانتخابات في الجزائر، محمد شرفي، قراراً يتضمن الترخيص لمجموع رؤساء المندوبيات الولائية للانتخابات تأخير توقيت غلق مكاتب التصويت في بعض أو كل البلديات التابعة لإقليم اختصاصهم في الولايات المعنية حتى الثامنة.

وأعلن شرفي، في إيجاز صحافي، أنّ نسبة التصويت في الانتخابات البلدية بلغت 24.27% حتى الرابعة مساء؛ أي قبل أربع ساعات من موعد غلق مكاتب الاقتراع، فيما بلغت نسبة التصويت في الانتخابات الولائية 23.30%، وأوضح أنّ 5.7 ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم من مجموع 23.5 مليون ناخب مسجل في اللائحة الانتخابية الوطنية.

عملية التصويت في الانتخابات الجزائرية 2021 (العربي الجديد)

وأقرّ رئيس سلطة الانتخابات بتسجيل تجاوز في مركز انتخابي في منطقة وهران غربي الجزائر، عندما حاول رئيس مكتب انتخابي إخفاء محاضر الانتخابات وتهريبها إلى خارج مكتب التصويت، قبل أن يتم توقيفه حيث يوجد بين يدي العدالة التي ستنظر في التجاوزات التي ارتكبها، مشدداً على أنّ "السلطة ستواجه بحزم كل من يحاول الإخلال بالسير الحسن للعملية الانتخابية".

سلسلة تجاوزات في الانتخابات المحلية الجزائرية

وفي السياق نددت "جبهة القوى الاشتراكية" بسلسلة تجاوزات شابت العملية الانتخابية في ساعاتها الأولى، وقالت إنّ هياكلها المحلية سجلها عديداً من التجاوزات، ما يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية.

وقال المتحدث باسم الحزب، وليد زرابي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التجاوزات المسجلة تخص غلق بعض مراكز الاقتراع إلى ساعات متقدمة من النهار، مثلما حدث في أحد المراكز ببلدية بئر خادم في العاصمة الجزائرية، وتأخُراً في فتحها ببلدية طلمين بولاية تيميون جنوبي الجزائر".

عملية التصويت في الانتخابات الجزائرية 2021 (العربي الجديد)

كما أوضح أنه تم تسجيل "سوء للتنظيم وفوضى داخل المراكز الانتخابية بعديد من المراكز في ولاية بومرداس، وغياب أوراق الاقتراع الخاصة بقائمة جبهة القوى الاشتراكية في مراكز انتخابية بولاية قسنطينة، أما في حالة أخرى ببلدية حيدرة بولاية الجزائر فقد تم وضع الأوراق الانتخابية بشكل لا يتطابق مع معايير العملية الانتخابية ما يعرضها للإلغاء".

وانتقد المتحدث باسم "جبهة القوى الديمقراطية" التي تشارك في هذه الانتخابات بعد مقاطعتها للاستحقاقات الانتخابية الثلاثة التي جرت منذ الحراك الشعبي، ما وصفها بـ"العراقيل الإدارية ومنع مناضلين ومتعاطفين مع الحزب من التصويت بولاية البويرة بالرغم من كونهم مسجلين بالبطاقة البلدية للانتخابات واستظهارهم لبطاقة الهوية لدى مكاتب الاقتراع المسجلين بها وفقاً لتعليمة سلطة للانتخابات".

وحمّل السلطة التي يقع على عاتقها تنظيم الانتخابات مسؤولية التجاوزات التي حدثت، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ "الحزب عندما قرر المشاركة في الانتخابات كان يدرك أنه ستحدث مثل هذه التجاوزات".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في الجزائر دعما لغزة / أكتوبر 2023 (العربي الجديد)

سياسة

جددت أحزاب سياسية في الجزائر مطالباتها السلطة بفتح الفضاءات العامة والسماح للجزائريين بالتظاهر في الشارع دعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني وإسناداً للمقاومة.
الصورة
فارسي سيكون إضافة قوية للمنتخب الجزائري (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يشهد معسكر المنتخب الجزائري الجاري حالياً في مركز سيدي موسى بالعاصمة الحضور الأول للظهير الأيمن لنادي كولومبوس كرو الأميركي محمد فارسي (24 عاماً).

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).

المساهمون