الانتخابات العراقية: الأجنحة السياسية للفصائل الخاسرة تحشد أنصارها

13 أكتوبر 2021
مفوضية الانتخابات العراقية ستجري عملية عد وفرز يدوية لمحطات انتخابية في بغداد (Getty)
+ الخط -

صعّدت الفصائل المسلحة الخاسرة بالانتخابات العراقية، من لهجتها إزاء نتائج الانتخابات، مجددة رفضها القبول بها، وبينما دعت أنصارها إلى الاستعداد للتدخل، وجهت رسائل تحذيرية إلى المفوضية المستقلة للانتخابات بشأن النتائج. 

يجري ذلك في وقت أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أنها ستجري عملية عد وفرز يدوية لمحطات انتخابية في العاصمة بغداد، في ظل ضغوط وتهديدات تتعرض لها المفوضية من القوى الحليفة لإيران والتي حققت أرقاماً ضعيفة بالنتائج. 

ومنذ الأمس، عقدت الفصائل المسلحة والقيادات السياسية المرتبطة بها، اجتماعات عدة لبحث موقفها إزاء نتائج الانتخابات، فيما لوحت ما تسمى بـ"الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، وهي هيئة تمثل مجموعة من الفصائل الحليفة لإيران، بالتحرك بوجه ما عدتها "فبركة" الانتخابات.

وخلال مؤتمر صحافي، عقدته الأجنحة السياسية الممثلة لمليشيا "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، عصر اليوم الأربعاء، دعا رئيس حركة "حقوق" والقيادي بمليشيا "كتائب حزب الله"، حسين مؤنس، أنصار جماعته، إلى "الاستعداد"، وأن يكونوا على "أتم الجاهزية"، احتجاجاً على نتائج الانتخابات البرلمانية". 

وأكد مؤنس أن لديهم أكبر عدد من المراقبين في المراكز الانتخابية، واستطعنا الحصول على 60% من أشرطة التصويت العام، التي أثبتت عدم صحة النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات"، واصفاً ما أعلنته المفوضية من نتائج بالـ"هزيلة، وتجاوز على استحقاقات حركة حقوق، وهي نتائج مغايرة تماماً لما هو متوفر لدينا". 

من جهته، قال مرشح مليشيا "عصائب أهل الحق"، حسن سالم، إن "نتائج أشرطة الأصوات في كل المحطات أعلى من النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات"، مضيفاً: "بناء على ذلك، فإننا نمهل المفوضية أن تراجع نفسها وأن تتحمل المسؤولية عما تسببت به من توتر في الشارع العراقي، وعليها إعادة العد والفرز اليدويين لتبيان الحقيقة وإنصاف من سرقت أصواتهم".

وتابع: "حدثت خروقات وتجاوزات أمام مفوضية الانتخابات، ولم تحرك ساكنا، ولم تكن هناك حيادية في كل عملها ومفاصله، وكانت ضد المرشحين والجهات السياسية وتحابي جهة معينة"، محذراً "لن نسكت على هذه المهزلة". 

وأثارت المواقف المتتابعة التي تصدر عن قيادات الفصائل، التي تطعن في نتائج الانتخابات، مخاوف من ردود فعل وتحركات خارج إطار القانون، ما دفع الحكومة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية في بغداد. 

الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرة داغي، دعا إلى موقف حكومي ضد كل من يهدد باللجوء إلى السلاح اعتراضا على نتائج الانتخابات، وقال في تغريدة له: "يجب أن يكون هناك موقف واضح من الدولة ضد الأطراف التي تهدد باستخدام السلاح وإشعال الفتنة بسبب خسارتها في الانتخابات وتستقوي بالخارج ... اليوم يريد هؤلاء أن يشعلوا البلاد لأجل السلطة والمنصب". 

وكانت مفوضية الانتخابات قد أقدمت في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء، على حذف نتائج الانتخابات التي أعلنتها في وقت سابق على موقعها الإلكتروني، لتعود فجر اليوم وتضع نتائج جديدة تضمنت عدة تغييرات تتعلق بفوز مرشحين خاسرين وخسارة مرشحين سبق أن أعلنت فوزهم. 

وعللت المفوضية ذلك بمواصلتها احتساب أصوات المحطات الانتخابية التي لم تصل إلى بغداد بسبب خلل فني، رغم أنها سبق أن أعلنت عن وصول جميع صناديق الاقتراع عبر مروحيات عسكرية إلى العاصمة لتأمينها.

المساهمون