الانتخابات الأميركية: ساعات حاسمة في الاستحقاق الأكثر تقارباً

04 نوفمبر 2024
ترامب في كارولينا الشمالية، 2 أكتوبر 2024 (كريستيان مونيروزا/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تنطلق الانتخابات الرئاسية الأميركية بين دونالد ترامب وكامالا هاريس وسط منافسة شديدة في الولايات المتأرجحة، حيث يظهر ترامب تقدماً في استطلاعات الرأي في أريزونا وجورجيا وميشيغن، بينما تتقدم هاريس على المستوى الوطني بفارق ضئيل.
- يحتاج المرشحون إلى 270 صوتاً من المجمع الانتخابي للفوز، مع تنافس شديد على 93 صوتاً في الولايات المتأرجحة، حيث أظهرت استطلاعات متباينة تقدم هاريس في بعضها وترامب في أخرى.
- ركزت حملات المرشحين على قضايا مختلفة، حيث استهدفت هاريس الناخبين اليهود والعرب، بينما ركز ترامب على الاقتصاد والهجرة، مع ظهور إعلامي مكثف للمرشحين.

تنطلق غداً الثلاثاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يتنافس فيها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس. وفي الوقت الذي أدلى فيه أكثر من 72 مليون ناخب أميركي بأصواتهم مبكراً في الانتخابات الأميركية هذا العام، من إجمالي 244 مليوناً مؤهلين للتصويت، إلا أن نسبة التصويت المبكرة لا تزال أقل مما كانت عليه في هذا الوقت من عام 2020، والتي شهدت تصويت 101.5 مليون شخص في التصويت المبكر، حين كانت الحماسة شديدة لدى الديمقراطيين والمستائين من وجود ترامب في السلطة، لإطاحته وعدم السماح له بولاية ثانية. اليوم، تشتد المنافسة بين ترامب وهاريس، خصوصاً في الولايات المتأرجحة، لكن مع تطبيع أكثر لوجود ترامب، واستياء عام من أداء الرئيس الحالي جو بايدن، الذي لم يف بشكل عام بالكثير من تعهداته، سواء على صعيد الاقتصاد، أو في ملفات خارجية عدة، قلّلت من منسوب التفاؤل لدى الليبراليين والتقدميين في حزبه الديمقراطي.

وأظهر آخر استطلاعات للرأي لشركة أطلس، والذي كان أحد أكثر الاستطلاعات دقة في 2020، بحسب موقع "فايف ثرتي آيت"، تقدّم ترامب على هاريس في كل الولايات المتأرجحة السبع، وهي أريزونا وميشيغن وكارولينا الشمالية وويسكونسن وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا. وتقدم ترامب على هاريس بفارق 3.4 نقاط في كارولينا الشمالية، و2.5 نقطة في جورجيا، و6.5 نقاط في أريزونا، و5.5 نقاط في نيفادا، ونقطة في ويسكونسن، و1.8 نقطة في بنسلفانيا. وبينما أشار متوسط استطلاعات الرأي لموقع 538 إلى تقدم هاريس على في الانتخابات الأميركية على المستوى الوطني بفارق نقطة واحدة فقط، منح نموذج تحليل استطلاعات الرأي للموقع المتخصص في الانتخابات الأميركية في الوقت الحالي، ترامب 53 من أصل 100 فرصة للفوز بالانتخابات، وهاريس 47 من أصل 100 فرصة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الرئيس السابق الانتخابات مع توقعات بفوزه.

استطلاعات لشركة أطلس: ترامب يتقدم على هاريس في كل الولايات المتأرجحة السبع

تقدّر نماذج الانتخابات الأميركية أن متوسط خطأ الاقتراع في الحالات التنافسية هذا العام سيكون 3.8 نقاط (إيجاباً أو سلباً)، ما يعني إمكانية فوز أحد المرشحين. وتضم الولايات المتأرجحة السبع التي ستحسم الانتخابات 19 مقعداً في المجمع الانتخابي في ولاية بنسلفانيا و16 في كارولينا الشمالية ومثلها في جورجيا و15 في ميشيغن و11 في أريزونا و10 في ويسكونسن و6 في نيفادا.

يحتاج أي مرشح رئاسي في الانتخابات الأميركية إلى ما مجموعه 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي للوصول إلى البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يؤمّن ترامب من الولايات الحمراء أو ولايات تميل للجمهوريين نحو 213 صوتاً، مقابل 232 صوتاً لهاريس من الولايات الزرقاء أو ولايات تميل للديمقراطيين، فيما يتنافسان فعلياً على أصوات الولايات المتأرجحة فقط. ويبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي للولايات المتأرجحة التي تحدّد نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية 93 صوتاً (مندوبون كبار)، يمثلون الولايات السبع، وذلك من أصل 538 مقعداً.

لا أفضلية للمرشحين في الانتخابات الأميركية

بيّن استطلاع جديد للجمهوريين في ولاية أيوا الحمراء، تقدّم هاريس بفارق أربع نقاط على ترامب، في ما عدّ مفاجأة في الانتخابات الأميركية بهذه الولاية. وأجرى الاستطلاع "ديس موينس ريجستر/ميديا كوم أيوا"، والذي يُعد أحد أكثر الاستطلاعات دقة، واعتبر أن ذلك بسبب الناخبات المرجح أن يدلين بأصواتهن لصالح المرشحة الديمقراطية، فيما ردت حملة ترامب في بيان، بأن هذا الاستطلاع شاذ، مستندة إلى استطلاع لشركة "إيمرسون" الذي خرج أيضاً أول من أمس السبت، وأظهر تقدّم ترامب بفارق 10 نقاط في الولاية، ما يجعلها شبه محسومة لصالح الرئيس السابق. وسيحصل المرشح الذي يظفر بولاية أيوا على ستة أصوات في المجمع الانتخابي، ولم يركز المرشحان الرئاسيان كثيراً على الولاية في حملتيهما الانتخابيتين، باعتبارها محسومة لصالح الجمهوريين.

ويعول الديمقراطيون على خروج أنصارهم يوم الانتخابات (غداً) في ظل زيادة سجّلت في إقبال الجمهوريين على التصويت المبكر. واستهدفت هاريس في إعلانات الساعات الأخيرة في ولاية بنسلفانيا، الناخبين اليهود، مؤكدة أنها ستواصل العمل على دعم إسرائيل وما وصفتها بـ"حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، حتى لا يتكرر ما حدث من حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023"، فيما استهدفت المرشحة الديمقراطية في ولاية ميشيغن الناخبين العرب، مؤكدة أن "ما حدث في غزة خلال عام مرعب، لا يمكن استمراره، ولن أصمت".

قال المتحدث باسم حملة هاريس، مايكل تايلر، إنها تعتزم التصويت عبر البريد

أول من أمس السبت، حضر ترامب وهاريس، في كارولينا الشمالية، وهي إحدى الولايات المتأرجحة في ما يعرف بمنطقة حزام الشمس (كانت تصوت عادة للجمهوريين قبل أن تصبح متأرجحة). وانتقل ترامب من كارولينا الشمالية إلى فيرجينيا، وهي ليست ولاية متأرجحة، حيث تنبأ بأن فوزه سيكون ساحقاً، وبأنه سيظفر بالتصويت الشعبي، وتصويت الناخبين الكبار، فيما كانت هاريس تحثّ الناخبين على التصويت المبكر، لـ"منح الجيل الشاب قيادة جديدة"، تقول إنها تمثلها.

ولم يُعرف ما إذا كانت هاريس قد صوّتت بعد في التصويت المبكر، كما فعل بايدن الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم حملتها، مايكل تايلر، السبت، إنها تعتزم التصويت عبر البريد، في إشارة إلى أنصار ترامب والجمهوريين الذين لا يحبذون كثيراً التصويت عبر البريد، ويعتبرون أنه ينطوي على غشّ يذهب لصالح الديمقراطيين. أما ترامب، فأكد أنه سيصوت شخصياً في فلوريدا.

وركّزت الرسائل الأخيرة لهاريس، على حقوق المرأة والإجهاض، وعلى خطر عودة منافسها للحكم، فيما ركّز ترامب في رسائله الأخيرة على الاقتصاد والهجرة، وهما الملفان اللذان يمنحانه أفضلية بين الناخبين. ويعلق ترامب مستقبله السياسي على الفوز بأصوات الشباب الذكور الساخطين والذين يشعرون بخيبة أمل متزايدة تجاه المؤسسات. وتشير بيانات التصويت المبكر إلى أن هذه الشريحة لم تخرج بعد للتصويت في الانتخابات، وأنهم يصوتون بمعدلات أقل بكثير من العديد من المجموعات الديمغرافية الأخرى، بمن فيهم أقرانهم من الإناث.

وغازل الرئيس الأميركي السابق في الأيام الأخيرة، مجموعة الشباب في خطاباته وظهوره في البودكاست، محاولا تعويض الميزة الكبيرة التي تتمتع بها هاريس لدى الناخبات، لكن سياسته وتصريحاته خاطرت بتوسيع هذه الفجوة. ويزعم مسؤولو حملة هاريس أن رسائل ترامب في اللحظة الأخيرة تأتي له بنتائج عكسية. ووفقاً للبيانات الداخلية لحملتها، فإن تجمع الرئيس السابق الذي استمر لساعات في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك الأسبوع الماضي، أدّى إلى إبعاد الناخبين غير الحاسمين رأيهم عنه.

شرائح غير متجانسة وتصويت متردّد

من جهتها، وبعد عقدها تجمعاً جماهيرياً في مدينة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، ظهرت هاريس بشكل مفاجئ في برنامج "ساترداي نايت لايف"، حيث حضرت في عرض كوميدي مباشر لمحاولة الوصول إلى الناخبين على منصة واسعة الانتشار، في العرض الافتتاحي إلى جانب الممثلة الكوميدية مايا رودولف، التي تلعب دور هاريس في البرنامج. وتوجهت هاريس أمس الأحد إلى ميشيغن مجدداً، فيما عاد ترامب أمس إلى كارولينا الشمالية وبنسلفانيا وجورجيا. واستغل ترامب في كارولينا الشمالية، التقرير الأخير للوظائف المخيّب للآمال، لمهاجمة إدارة بايدن. وفي فرجينيا، أشاد ترامب بالملياردير إيلون ماسك، قبل أن يتوقف في الولاية التي لم يفز بها جمهوري منذ عام 2004، داعياً الناخبين إلى الخروج والتصويت من أجل "تحقيق الانتصار السياسي الأعظم في تاريخ البلاد". وقال: "في اليوم الذي أقسم فيه اليمين، ينتهي غزو المهاجرين ونبدأ استعادة بلادنا، لأن الولايات المتحدة أصبحت الآن دولة محتلة".

ترامب: في اليوم الذي أقسم فيه اليمين، ينتهي غزو المهاجرين ونبدأ استعادة بلادنا، لأن الولايات المتحدة أصبحت الآن دولة محتلة

ونظمت بضعة آلاف من النساء في مختلف أنحاء الولايات مسيرة، السبت، وذلك بعد ما يقرب من ثماني سنوات من أول مسيرة نسائية في واشنطن ضد ترامب، وذلك دعماً لهاريس. كما بدأ معجبو المغنية تايلور سويفت يحشدون من أجل هاريس، وقال تحالف يسمى "Swifties for Kamala" إنه أرسل 50 ألف رسالة بريد مرفقة بها أساور صداقة إلى الشابات في بنسلفانيا اللواتي نادراً ما يصوتن. ومن المقرر أن تعقد المرشحة الديمقراطية، اليوم الاثنين، ثلاثة تجمعات انتخابية في هذه الولاية المتأرجحة المهمة.

وتسعى وزارة العدل الأميركية إلى إرسال مراقبين إلى 86 مقاطعة في 27 ولاية في الانتخابات الرئاسية، فيما أعلن مسؤولون جمهوريون في عدد من الولايات أنهم سيتدخلون لمنع السلطات التنفيذية من دخول مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء. وحدّدت الوزارة خمس مقاطعات في ميشيغن، ومثلها في جورجيا، وأربعاً في ويسكونسن، وثلاثاً في بنسلفانيا وكارولينا الشمالية، وواحدة في نيفادا، إضافة إلى مقاطعات في ولايات أخرى، من بينها فلوريدا وكاليفورنيا وفيرجينيا وتكساس. غير أن وزير خارجية فلوريدا كورد بير، رد قائلاً إنه سيمنع السلطات الفيدرالية من دخول مراكز الاقتراع، بينما أشارت الوزارة إلى أن هؤلاء المراقبين سيذهبون إلى مقاطعات وأماكن يحتمل أن تشهد بعض المشكلات.

وتسبب إلغاء المحكمة العليا بنوداً رئيسية من قانون حقّ التصويت لعام 1965 في تراجع سلطات الوزارة على الانتخابات، إذ ألغت سلطة الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة الفيدرالية قبل إجراء تعديلات في لوائح التصويت، كما أدى لحاجة الوزارة إلى الحصول على موافقة مسبقة من الولايات للمراقبة على الانتخابات.

المساهمون