الاعتداء على السفارة الأميركية ببيروت: عمل فردي ولا خيوط إرهابية

06 يونيو 2024
انتشار الأمن اللبناني قرب السفارة الأميركية، بيروت 5 يونيو 2024 (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شخص يحمل الجنسية السورية أطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت، مما أدى إلى إصابته وتوقيفه من قبل الجيش اللبناني، وكشفت التحقيقات أن الفعل كان بمبادرة فردية لنصرة غزة.
- السفارة الأميركية أكدت استمرار العمل بشكل طبيعي بعد الحادث، معربة عن ثقتها بالتحقيقات اللبنانية وأصدرت توصيات للمواطنين الأميركيين في لبنان بمتابعة التنبيهات.
- الحادث أثار ردود فعل متباينة، حيث استغله سياسيون لبنانيون لانتقاد الوجود السوري، بينما أدانت الإمارات العربية المتحدة الاعتداء وشددت على أهمية حماية المباني الدبلوماسية.

قال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إن "التحقيقات في الاعتداء المُسلَّح على السفارة الأميركية في بيروت أظهرت حتى السّاعة أنّ مطلق النار نفّذ العملية بمبادرة فردية، ولا ينتمي إلى أي خليّة أو تنظيم إرهابي، وقام بهذا الفعل على حدّ قوله نصرةً لغزة"، وأشار المصدر إلى أن "التحقيقات مستمرّة في الاعتداء، ومطلق النار لا يزال في المستشفى يتلقى العلاج، ولا عدد محدّداً للموقوفين باعتبار أنّ الرقم يتغيّر سريعاً إذ هناك أشخاص كثر يتم الاستماع إليهم ومن ثم تركهم (إطلاق سراحهم) بعد أخذ إفادتهم، وهم من أفراد عائلة منفذ العملية أو على صلة به أو يتواصل معهم، وهذه الإجراءات طبيعية لكشف جميع ملابسات وخيوط ما حدث، ولا تعني أنهم متورّطون في العملية".

كما قال مصدر في السفارة الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد": "نحن نثق بالتحقيقات التي تجريها الأجهزة اللبنانية وعلى تواصل مستمرّ مع السلطات في لبنان لمعرفة ما حصل، والعمل اليوم في المقرّ طبيعي، ونأمل ألا يتكرّر ذلك".

وتعرّضت السفارة الأميركية في بيروت، أمس الأربعاء، لإطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، وردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. وأفاد بيان للجيش اللبناني، بأنّ دورية من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش داهمتا أمس عدداً من المنازل في بلدتيْ الصويري ومجدل عنجر – البقاع الغربي وأوقفتا السوري (ع.ج) والمواطن (ا.ز) للاشتباه بعلاقتهما بالسوري (ق.ف) مطلق النار على السفارة وثلاثة من أفراد عائلته، فيما يواصل الجيش عمليات الدهم في موازاة متابعته للتحقيقات بإشراف القضاء المختص.

وأعلنت السفارة الأميركية في بيان أنه "تم الإبلاغ عند الثامنة والنصف من صباح الأربعاء عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخلها"، مشيرة إلى أنه "بفضل رد الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وفريقنا الأمني فإنّ منشآتنا والعاملين آمنون والتحقيقات جارية"، وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد" إنه "خلال الحادث الأمني ​​الذي وقع أمس أصيب أحد أفراد قوة الحرس المحلي بجروحٍ".

إقفال السفارة الأميركية أبوابها

وأقفلت السفارة الأميركية في بيروت أبوابها عقب الحادث الأمني وأوصت مواطنيها في لبنان بمراقبة موقع السفارة الخاص بالسفر لتلقي التنبيهات والأخبار عن كثب بهدف معرفة التطورات العاجلة التي قد تؤثر على الأمن الداخلي، كما ذكّرت ضمن نصائح السفر الخاصة بـ"ضرورة تجنّب مواطني الولايات المتحدة في لبنان السفر إلى منطقة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ومنطقة الحدود اللبنانية – السورية، ومخيمات اللاجئين، وتجنّب التظاهرات وتوخي الحذر في محيط أي تجمعات أو احتجاجات كبيرة".

واستغلّ العديد من السياسيين اللبنانيين الحادث للتصويب على الوجود السوري في لبنان وشنّ هجوم على اللاجئين مع تكرار خطابات التحريض والكراهية والتحذير من مخاطر بقائهم، ولا سيما على الصعيد الأمني.

وأدانت الإمارات، اليوم الخميس، "بشدّة، الاعتداء الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة في بيروت، مشددة على أهمية حماية المباني الدبلوماسية حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي"، وأضافت الخارجية الإمارتية، في بيان، أن "دولة الإمارات، تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي".

وكانت السفارة الأميركية في بيروت تعرّضت في سبتمبر/أيلول الماضي لإطلاق نار دون وقوع إصابات، وتم إيقاف المهاجم وقتها، والذي تبين أنه عامل في خدمة التوصيل (ديلفري) أطلق النار بعد مشادّة مع أحد عناصر الأمن. كذلك، شهد محيط السفارة في بيروت، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي اشتباكات بين عناصر الأمن اللبنانية ومتظاهرين خلال وقفة احتجاجية نُفذت دعماً لغزة واستنكاراً للسياسة الأميركية الداعمة للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وذلك خلال الأيام الأولى بعد عملية "طوفان الأقصى".

المساهمون