الاحتلال يواصل نقل قوات من غزة إلى جبهة لبنان تحسباً لتوسع الحرب مع حزب الله

27 يونيو 2024
جندي إسرائيلي يحمل قذيفة مدفعية قرب الحدود مع لبنان/ 11 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيد تموضع قواته من قطاع غزة إلى الجبهة اللبنانية استعدادًا لتصعيد محتمل مع حزب الله، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يسمح بعودة سكان المستوطنات الشمالية.
- قيادة المنطقة الشمالية في الجيش تبدأ بتدريب الجنود على سيناريوهات القتال في مناطق جبلية وحضرية، دون تحديد موعد للعملية العسكرية المحتملة، والتي تعتمد على تطورات الوضع السياسي والعسكري.
- وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يزور واشنطن لبحث الأوضاع على الجبهة اللبنانية وتعزيز استعدادات إسرائيل لحرب محتملة، مع تأكيد إسرائيل على تفضيل الحل الدبلوماسي مع لبنان في الوقت الراهن.

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بنقل المزيد من القوات من قطاع غزة إلى جبهة لبنان خشية توسّع الحرب الحالية مع حزب الله. وذكرت القناة 12 العبرية، التي أوردت الخبر الليلة الماضية (الأربعاء/ الخميس)، أن إسرائيل معنية بالتوصّل إلى اتفاق مع حزب الله يتيح عودة سكان المستوطنات الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان إلى منازلهم بعد أكثر من ثمانية أشهر على مغادرتهم لها، إلا أن المستويين السياسي والعسكري يدركان أن احتمالات التصعيد كبيرة، وعليه تقرر نقل قوات من قطاع غزة إلى الشمال.

ويدور الحديث عن قوات إضافية غير تلك الموجودة على الجبهة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أو التي نُقلت خلال الأشهر الماضية، في إطار استعداد الجيش للتصعيد في حال فشل الحلول الدبلوماسية من خلال الوسطاء بالتوصّل إلى اتفاق يبعد قوات حزب الله عن الحدود، ويقود إلى وقف متبادل لإطلاق النار وعودة المستوطنين. كما يأتي قرار نقل القوات من غزة إلى الحدود الشمالية، وفقاً للقناة ذاتها، على خلفية انتقال جيش الاحتلال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة، التي تشمل عمليات دهم واغتيالات موضعية، وبعد "استكمال المهمة تقريباً أمام كتائب حماس في رفح"، فيما تواصل طائرات جيش الاحتلال قصفها العنيف لعدة مناطق في قطاع غزة.

تدريب واسع للجيش استعداداً لحرب محتملة مع لبنان

وبدأت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال باستيعاب الجنود القادمين من الجنوب وتدريبهم استعداداً لعملية عسكرية محتملة على الأراضي اللبنانية. وأجرى جيش الاحتلال، يوم أمس، تدريباً واسعاً لقوات الاحتياط على الحدود الشمالية، تخللته استعدادات لسيناريو يشمل القتال في منطقة معقّدة وجبلية، واستخدام النيران في مناطق حضرية. وعلى الرغم من الاستعدادات المكثّفة في صفوف جيش الاحتلال، إلا أن توقيت العملية العسكرية المحتملة لم يتقرر بعد، ويتعلّق بتطوّرات الحرب في غزة ووتيرة إطلاق النار من الأراضي اللبنانية، وباحتمالات التوصّل إلى اتفاق بين إسرائيل وحزب الله بوساطة أميركية. ونقل موقع القناة عن مسؤول عسكري كبير لم يسمّه، تحدث عن احتمال توسّع الحرب على الجبهة اللبنانية، قوله إن "إسرائيل ستكون مطالبة بعملية عسكرية قوية جداً في لبنان".

وكجزء من الاستعدادات لحرب شاملة، جاءت زيارة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والوسيط بين إسرائيل ولبنان عاموس هوكشتاين، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس. وكان للأوضاع والتطورات على الجبهة اللبنانية نصيب من هذه الاجتماعات، كما دفع غالانت نحو حل الأزمة بين اسرائيل والإدارة الأميركية بشأن تزويد واشنطن تل أبيب بشحنة الأسلحة التي جُمّدت، والتي ترى الأخيرة أنها ضرورية ومصيرية في ظل الحرب واحتمالات توسّعها. وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل في أهداف الحرب، وعندما تختلف معها في المسار فإن الحل يكون داخل الغرف المغلقة، في إشارة على ما يبدو إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن هناك انخفاضاً كبيراً في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل.

هنغبي: سنركّز جهودنا على تسوية بشأن لبنان

وفي ردّه على سؤال بشأن إمكانية التوصّل إلى تسوية على الجبهة اللبنانية، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال مشاركته في مؤتمر في جامعة رايخمان في هرتسليا، أول أمس الثلاثاء، إن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي في الوقت الراهن، وستركّز جهودها في الأسابيع المقبلة للتوصّل إلى تسوية كهذه، وأوضح أنه "من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، المطلوب واقع مختلف عن الواقع الذي كان قائماً في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ومن يقود الجهود هي الإدارة الأميركية بقيادة المبعوث الخاص عاموس هوكشتاين، الموجود على اتصال وثيق معنا ومع المسؤولين الحكوميين في لبنان. هو متفائل، ويعتقد أن التغيير الذي سيحدث بعد انتهاء العملية (العسكرية) المكثّفة في رفح والانتقال إلى مرحلة تعميق الإنجاز، سيسمح لحزب الله بالتخلي عن التضامن اليومي (مع القطاع) الذي أظهره خلال الحرب في غزة". وأضاف هنغبي: "نحن نؤمن بهذه التسوية. هناك من هم متشككون أكثر منا، ولكننا سنخصّص أسابيع عديدة للوصول إلى هذه التسوية. وإذا لم يجرِ التوصل إلى تسوية بالسبل الدبلوماسية، فسنتوصل إليها بطرق أخرى، لكننا نفضل حالياً التركيز على المسار الدبلوماسي".