الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي والمستوطنون يستبيحون البلدة القديمة في الخليل

02 أكتوبر 2023
من اقتحام المستوطنين البلدة القديمة في مدينة الخليل (العربي الجديد)
+ الخط -

استباح مئات من مستوطني "كريات أربع" المقامة على أراضي جنوب الضفة الغربية، ظهر اليوم الاثنين، أحياء في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وشارع بئر السبع، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامناً مع إغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل، الذي استباحه المستوطنون، بحجّة الاحتفال بالأعياد اليهودية. 

وكانت قوات الاحتلال أغلقت، مساء أمس الأحد، المسجد الإبراهيمي في وجه المصلين المسلمين، وتركته متاحاً بشكل كامل أمام المستوطنين من الجماعات الدينية اليهودية التي أدت فيه طقوساً تلمودية، ويستمر الإغلاق، حتى مساء يوم غد الثلاثاء.

وقال مدير المسجد الإبراهيمي، غسان الرجبي لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي 10 أيام من كل عام أمام الفلسطينيين، في إطار استمرار تقسيمه زمانياً، ومكانياً"، مبيناً أن "جماعات استيطانية متطرفة تتحضر لإقامة حفلات صاخبة داخل المسجد، بالإضافة إلى فرضهم واقعاً جديداً عبر رفعهم الأعلام الإسرائيلية على أسوار المسجد، وإقامة طقوس تلمودية في سياق استفزاز مشاعر المسلمين".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن ضباط جيش الاحتلال جالوا، صباح اليوم الاثنين، على أصحاب المحلات التجارية المحاذية لحاجز شارع الشهداء، وشارع بئر السبع، ومنطقة باب الزاوية، وأبلغوهم بأن يغلقوا محلاتهم قبل الموعد المحدد لاقتحام مستوطني تل الرميدة، وبيت رومانو، الذين يتجمهرون على حواجز البلدة القديمة مع توافد حافلات للجماعات الاستيطانية من مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي جنوب شرق الخليل.

ويتعامل الاحتلال مع شارع بئر السبع منطقةً عسكريةً مغلقة، كما يقول منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، عماد أبو شمسية، الذي أشار في حديث لـ"العربي الجديد، إلى أن الاحتلال "يزحف في اقتحامات مستوطنيه لمناطق جديدة لم يصل إليها سابقاً، ويغلق عدداً أكبر من المحال التجارية التي تعتبر مصدر رزق أصحابها الأساسي، بالإضافة إلى انتشار قناصة جيش الاحتلال على أسطح المباني الفلسطينية المطلة عليه، ويفرض حظر التجول على السكان الفلسطينيين.

وأفاد الهلال الاحمر الفلسطيني في بيان له، الاثنين، بأن طواقمه تعاملت في الخليل مع إصابة قاصرين اثنين برصاص الاحتلال المطاطي في الرأس والآخر في المؤخرة يبلغان من العمر 15و 13 عاماً، نقلاً إلى مستشفى عالية الحكومي في مدينة الخليل.

واندلعت مواجهات في منطقة باب الزاوية، أطلق خلالها جنود الاحتلال القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين المارّين، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة فتاة فلسطينية من جراء اعتداء الاحتلال عليها بالضرب في منطقة باب الزاوية. 

وكان لافتاً، وفق أبو شمسية، "رفع أعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي في أحياء البلدة القديمة من الخليل وعلى أسطح المحلات الفلسطينية، بالإضافة إلى تهديد أهالي المنطقة ومنعهم من الحركة والتنقل، وإجبارهم على نقل مركباتهم من مكان الاقتحام".

وأضاف المتحدث أن "الارتباط المدني الفلسطيني أبلغ سكّان البلدة القديمة في الخليل أن اقتحاماً آخر للمستوطنين سيُجرى غداً الثلاثاء، وسط مخاوف أهالي المنطقة بأن تتزايد اعتداءات المستوطنين في اقتحاماتهم بعدما ألقوا الحجارة على نوافذ منازل الأهالي ومركباتهم، في البلدة القديمة من الخليل".

يقتحم المستوطنون شارع بئر السبع، للوصول إلى قبر "حبرون" أو "بن كناس" الذي يزعمون أنه يعود ليهودي سكن الخليل قديماً، ويتواجد القبر أسفل منزل فلسطيني في المنطقة.

وحسب ما ورد في اتفاقية الخليل، التي وقعت عام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، فإنه يحق للإسرائيليين دخول المناطق التالية: كهف أوثينال بن كانس في شارع بئر السبع، وشارع بئر حرم الرامة شمال الخليل، ومنطقة عين سارة وسط مدينة الخليل، ومنطقة إيثال أفرهام المعروفة ببلوطة إبراهيم، وذلك بحماية إسرائيلية وتواصل مسبق مع السلطة الفلسطينية، إضافة للموافقة الضمنية على الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي، الذي قسمه الاحتلال بعد مجزرة الحرم عام 1994.

واندلعت مواجهات اليوم، في محيط مخيم العروب شمال الخليل، أطلق جنود الاحتلال خلالها الرصاص والغاز المسيل للدموع، واعتقل فتى أثناء المواجهات واقتاده إلى جهة مجهولة.

كما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال قرب مخيم عقبة جبر جنوب أريحا شرق الضفة الغربية، خلال تأمين تلك القوات اقتحام المستوطنين لمنطقة "قصر هيريدوس" قرب المخيم، بزعم الاحتفال بالأعياد اليهودية، فيما أصيب شاب بجروح بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال تلك المواجهات، بحسب ما أفاد به الصحافي عادل أبو نعمة "العربي الجديد".

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له، بأن طواقمه تعاملت مع إصابة شاب بالرصاص الحي في الرجل خلال المواجهات التي اندلعت على أطراف مخيم عقبة جبر في أريحا، قدم له ما يلزم من إسعافات وحوّل إلى مستشفى أريحا.

وأصيب عدد من طلبة المدارس بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، ظهر اليوم الإثنين، خلال استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الذي اقتحم قرية جلبون شرق جنين.