الاحتلال يحكم على الأسير المهندس محمد الحلبي بالسّجن الفعلي مدة 12 عاماً

30 اغسطس 2022
يواجه الحلبي منذ اعتقاله أطول محاكمة في التاريخ (تويتر)
+ الخط -

أعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، أنّ محكمة الاحتلال في بئر السبع حكمت على الأسير المهندس محمد الحلبي من غزة، بالسّجن الفعلي لمدة 12 عاماً، بعد 172 جلسة عقدت له منذ تاريخ اعتقاله عام 2016.

وأكّد نادي الأسير، في بيان له، أنّ هذا القرار "يعكس فقط رغبة الاحتلال بالانتقام من الأسير الحلبي، الذي صمد على مدار سنوات اعتقاله في وجه منظومة كاملة، ورفض جميع التهم الموجهة له، ووضع منظومة الاحتلال بكافة أجهزتها في مأزق، واليوم تُترجم ردها على صموده بالحكم عليه هذه المدة".

وبيّن نادي الأسير أنّ المحكمة "نفّذت فعلياً قراراً سياسياً في قضية الأسير الحلبي، وهذا القرار الظالم يعكس فعلياً المستوى الذي وصل له ما يُسمّى بالجهاز القضائي للاحتلال من عملية إمعان في التطرف، فعلى الرغم من أنّ أجهزة الاحتلال بما فيها الجهاز القضائي كانت دائماً ولا تزال أداة في يد المستويات الأمنية والسّياسية الإسرائيلية عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني، إلا أننا نشهد اليوم تطرفاً غير مسبوق مقارنة بالعقود الماضية، فحتى القضايا التي كان من الممكن أن يكون فيها اختراق، أُغلقت أمامها الأبواب الممكنة".

وتابع نادي الأسير أنّ قضية المهندس الحلبي والحكم عليه اليوم "هي كذلك رسالة واضحة لكل من يعمل في المجال الحقوقي في فلسطين، وصفعة تتلقاها المنظومة الحقوقية الدولية التي تكتفي فعلياً بالتعبير عن موقفها طوال هذه السنوات، فعلى الرغم من المطالبات المتكررة بالإفراج عنه استناداً لمعطيات جازمة بأنّ التهم الموجه إليه باطلة وغير صحيحة، إلا أنّ الاحتلال نفّذ ما أراده دون اعتبار لأي من تلك المواقف، وهذا الأمر يفرض تساؤلات عن دور المنظومة الحقوقية الدولية، وحالة العجز حيال أي قضية تتعلق بالعدوان على الشعب الفلسطيني المستمر منذ عقود".

واعتُقل الأسير الحلبي في 15 يونيو/حزيران عام 2016 عند عودته من القدس، حيث كان يحضر اجتماعاً دورياً مع مديريه في مؤسسة "الرؤيا العالمية" في مكتب القدس، وجرى تحويله عقب اعتقاله إلى مركز تحقيق عسقلان، حيث استمر التحقيق معه لمدة 52 يوماً، تعرض فيها للتعذيب الجسدي والنفسي، وحُرم من لقاء محاميه خلال هذه الفترة، وذلك في محاولة للضغط عليه لانتزاع اعترافات منه بالقوة، وتسببت عمليات التعذيب التي تعرض لها بفقدانه للسمع بنسبة 50%، ومشاكل صحية أخرى.

ويواجه الحلبي منذ اعتقاله أطول محاكمة في التاريخ، حيث حاول الاحتلال على مدار سنوات اعتقاله الممتدة منذ عام 2016، الضغط عليه من أجل انتزاع أي اعتراف منه، وكذلك محاولة إقناعه ومحاميه بإتمام صفقة، الأمر الذي رفضه، ورفض كذلك جميع التهم الموجهة إليه إلا أنّ المحكمة "أدانته"، وحكمت عليه اليوم.

الحلبي من مواليد عام 1978، يحمل شهادة في الهندسة المدنية، وكان يعمل مديراً لمؤسسة "الرؤيا العالمية"، ومنحته أكاديمية السلام في ألمانيا، خلال فترة اعتقاله، الدكتوراه الفخرية تكريماً له ولعمله الإنساني. وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.