الجزائر: تبون يدخل غمار الحملة الانتخابية وسط انتقادات من منافسيه

17 اغسطس 2024
ملصق يشجع الجزائريين على التصويت بالانتخابات 15 أغسطس 2024 (بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يبدأ حملته الانتخابية في قسنطينة، مكتفياً بأربعة تجمعات شعبية فقط، معتمداً على دعم قادة الأحزاب السياسية السبعة.
- تبون يركز على الحضور التلفزيوني بدلاً من الجولات الانتخابية، مطمئناً إلى الحزام السياسي والشعبي الذي شكله، ويعد بتحقيق نتائج جيدة في الانتخابات.
- منافسو تبون ينتقدون سياساته الاقتصادية والاجتماعية، مشيرين إلى فشلها في تحسين معيشة الجزائريين، وتعهدوا بإحداث تغييرات جذرية في حال وصولهم إلى الحكم.

يدخل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر/ أيلول المقبل، غمار الحملة الانتخابية، غداً الأحد، في أول تجمع شعبي له في مدينة قسنطينة كبرى المدن في شرق الجزائر. وسيكتفي تبون بتنشيط أربعة تجمعات شعبية جهوية فقط خلال فترة الحملة الانتخابية التي انطلقت الخميس الماضي وتدوم حتى 4 سبتمبر/ أيلول المقبل، وسينوب عنه في تنشيط الحملة الانتخابية في باقي الولايات قادة الأحزاب السياسية السبعة التي قررت دعمه في هذه الانتخابات بخلاف انتخابات الرئاسة عام 2019 التي جال فيها تبون على كل الولايات والمدن الكبرى.

ويعود قرار تحجيم حضور الرئيس الجزائري في الحملة والتعويض عن ذلك بالحضور التلفزيوني إلى عدة اعتبارات ترتبط بحسب متابعين بظروفه والسياق العام الداخلي والإقليمي الذي يفرض عليه الاستمرار في التركيز على الأوضاع ومتابعتها من جهة، ومن جهة ثانية إلى اطمئنان تبون للحزام السياسي والشعبي الذي شكله، وبالتالي فهو يثق بتحقيقه نتائج جيدة بالانتخابات، بالإضافة لعدم شعوره بوجود منافسة حادة تدفعه إلى الإلقاء بثقله في الحملة الانتخابية.

وفي السياق، عقد قادة ستة أحزاب سياسية كبرى، تمثل الأغلبية النيابية وتدعم تبون، وهي: جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني وجبهة المستقبل وحزب صوت الشعب والفجر الجديد، اجتماعاً مع وزير الداخلية إبراهيم مراد، بصفته مدير الحملة الانتخابية لتبون، للتشاور حول تنفيذ الحملة الانتخابية وتوزيع الأدوار والنشاطات السياسية فيما بينها. ودافع مدير حملة تبون الوزير ابراهيم مراد، اليوم السبت، في مدينة سطيف شرقي الجزائر، عن سياسات الرئيس وقال إنها كانت تستهدف "تحصين الجزائر وضمان سيادتها وإنهاء التبعية الغذائية والتخلص من تبعية البلاد لعائدات المحروقات وتشجيع الاستثمارات الزراعية في الصحراء وتحسين البنية التحتية لقطاعات النقل والسكن"، مشيراً إلى أن تبون يتعهد ببلوغ الصادرات خارج المحروقات حدود 15 مليار دولار سنة 2025 و30 مليار دولار سنة 2030.

لكن منافسي تبون في هذه الانتخابات، رئيس حركة مجتمع عبد العالي حساني والسكرتير الأول يوسف أوشيش، وجّها اليوم انتقادات حادة للسياسات التي انتهجها الرئيس في ولايته الرئاسية الأولى، وقال أوشيش في تجمع شعبي بولاية برج بوعريريج إن "سياسات المراحل السابقة من الحكم بُنيت على الإقصاء والتهميش وكانت فاشلة، ولذلك لم تستطع تجسيد تطلعات الجزائريين، سواء على مستوى الديمقراطية أو على الصعيد الاقتصادي وتحسين معيشة الجزائريين، كما أنها تسببت في طغيان السلطة التنفيذية على باقي السلطات"، وتعهد بإحداث القطيعة مع هذه السياسات في حال وصول حزبه إلى الحكم في البلاد.

من جهته، قال المترشح عبد العالي حساني في تجمع، مساء الجمعة، بمدينة عنابة شرقي الجزائر إنّ السياسات التي طُبقت في السنوات الأخيرة أظهرت محدوديتها من حيث النتائج والأثر على المستوى المعيشي للجزائريين، مشيراً إلى أن الغلاء الملاحظ في أسعار المواد التموينية وانهيار قيمة الدينار وضعف النجاعة الاقتصادية في القطاع الصناعي خاصة تدفع إلى ضرورة إحداث مراجعة لهذه السياسات، ولفت في السياق إلى ملف تصنيع السيارات وتعطل ملف توريدها من الخارج في نفس الوقت، بسبب ما وصفه بـ"الارتباك والتردد في القرار الاقتصادي".