الاحتلال يحقق مع خطيب المسجد الأقصى والمستوطنون يحشدون لاقتحامه

08 مايو 2023
الشيخ عكرمة صبري (وسط) متجهاً للتحقيق 8 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -

بدأت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي تحقيقاً بتهمة "التحريض" مع الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وأشهر خطباء المسجد الأقصى، استجابة لضغوط الجماعات اليهودية المتطرفة، التي دعت أتباعها إلى أوسع اقتحام للمسجد في 18 مايو/أيار الجاري.

وبعد احتجازه لنحو خمس ساعات في  مركز "المسكوبية" بالقدس المحتلة، أفرجت قوات الاحتلال قبل عصر اليوم، عن الشيخ صبري.

وقال صبري، (85 عاماً)، إن التحقيق معه على مدى الساعات الخمس تركز حول القدس والمسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين، إضافة إلى موضوعات أخرى جرى التحقيق فيها في استدعاءات سابقة، منها موضوع الشهداء والموقف منهم.

وقال المحامي حمزة قطينة، من طاقم الدفاع، إن سلطات الاحتلال خضعت لضغوط الجماعات اليهودية المتطرفة التي تتهم صبري بالتحريض في خطب صلاة الجمعة، وتطالب اليوم بتقديم لائحة اتهام بحقه.

من جهته، قال المحامي خالد زبارقة، من طاقم الدفاع، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن التحريض على الشيخ عكرمة صبري من قبل المجموعات اليهودية المتطرفة، "التي أصبحت جزءاً من الحكومة الفاشية الإسرائيلية"، يضع الشيخ صبري في خطر استهدافه من قبل "المجموعات الإرهابية التي أصبحت تمارس الإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين".

وأضاف زبارقة: "الشيخ عكرمة صبري يمارس عمله الطبيعي، الديني والشعبي، ويتفاعل مع قضايا المجتمع".

وكان الشيخ صبري قد خضع، في غضون السنتين الماضيتين، لسلسلة من الاستدعاءات بتهمة "التحريض"، كما صدرت ضده قرارات منع سفر إلى الخارج.

ويتزامن استدعاء الشيخ صبري مع دعوات أطلقتها الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة نهاية الأسبوع المقبل.

وحدد ما يعرف بـ"اتحاد منظمات الهيكل" المتطرف يوم 18 الجاري موعداً للاقتحام، بمناسبة "الذكرى العبرية" لاحتلال القدس.

وفجرت الجماعات المتطرفة، خلال محاولة عدوانها في هذه الذكرى عام 2021، معركة "سيف القدس"، التي أطلقتها حركة حماس، رداً على اقتحام الأقصى، وتزامناً مع مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال في شتى مدن الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني. 

وتسعى هذه الجماعات لرفع أعداد مقتحمي الأقصى هذا العام إلى أكثر من خمسة آلاف.

في هذه الأثناء، اقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى في ساعات صباح اليوم، بحماية قوات الاحتلال الخاصة، وبقيادة الحاخام إيهودا غليك، وأدت طقوساً وصلوات تلمودية في محيط مصلى باب الرحمة، بحسب مصدر من الأوقاف الإسلامية تحدث لـ"العربي الجديد".

من ناحية أخرى، هدمت جرافات الاحتلال، صباح اليوم، مشتلاً زراعياً، بدعوى إقامته من دون ترخيص، وجرّفت أراضي على المدخل الجنوبي الشرقي من بلدة حزما شمال القدس المحتلة.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية وفجر اليوم، 23 فلسطينياً من مناطق متفرقة في الضفة الغربية بما فيها القدس.

مجموعات المقاومة تستهدف الاحتلال

من جانب آخر، أكدت "كتيبة نابلس" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، تصديها بالرصاص والعبوات المتفجرة، محلية الصنع، لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الشرقية من نابلس، وخاصة منطقة قبر يوسف.

في حين أعلنت "كتيبة جنين"، التابعة للسرايا، استهدافها بالرصاص مستوطنة "جانير" المقامة في المنطقة الشمالية الشرقية من جنين، أمس.

وأعلنت "كتيبة السموع"، جنوب الخليل، استهداف تجمع للمستوطنين في منطقة "بسموها أساهيل" بوابل من الرصاص صباح اليوم.

عزل أحمد سعدات

إلى ذلك، اقتحمت قوات القمع التابعة لإدارة السجون قسمي "5" و"7" في سجن "ريمون"، ونقلت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات والقائدين في الجبهة عاهد غلمة، ووليد حناتشة، إلى التحقيق والعزل.

وحمّل نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية عن مصير سعدات ورفاقه، مبيناً أنّ الأسرى نفّذوا خطوات احتجاجية أولية تمثلت بتأخير إجراء الفحص الأمني، مطالباً بالكشف عن الجهة التي نُقل القادة إليها.

على صعيد آخر، اعتدى مستوطنون، اليوم الاثنين، على المزارعين الفلسطينيين خلال عملهم في أراضيهم في بلدتي قريوت وجالود، جنوب نابلس.