أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مئات العائلات من أهالي مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، على مغادرة منازلهم إلى خارج المخيم، تحت تهديد قصف منازلهم.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه أجلت أكثر من 500 عائلة من داخل مخيم جنين، مؤكداً أنه يواجه صعوبة في التنقل داخل المخيم بسبب الطرق المغلقة جراء الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال.
وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، الذي انتقل لغرفة العمليات في جنين، في حديث لـ"العربي الجديد": "قمنا بإجلاء نحو ثلاثة آلاف مدني فلسطيني من مخيم جنين، وقمنا بنقلهم إلى مستشفى جنين الحكومي، الذي يعاني من اكتظاظ شديد". وتابع: "جيش الاحتلال دخل بيوت العائلات خلال النهار، وحاصرها، ونكّل بأفرادها، وحالياً تم تبليغنا بأن مركز بلدية جنين الشبابي الكوري التابع للبلدية أصبح مركز إيواء لأهالي المخيم".
الجيش الإسرائيلي يجبر عائلات مخيم جنين علي النزوح وترك المخيم.
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) July 3, 2023
نكبة اخرى في #جنين pic.twitter.com/A3rsdz0NNC
بدوره، قال عضو لجنة متابعة مخيم جنين محمود السعدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال هدد سكّان مناطق الساحة وجورة الذهب في المخيم بقصف منازلهم في حال عدم إخلائها في أقرب وقت، ما دفع عدداً من أهالي المخيم، وتحديداً النساء منهم، إلى مغادرة منازلهم بشكل مؤقت إلى أقرب منطقة محاذية للمخيم بدافع شخصي، من دون تلقي أي مساعدة أو حماية من جهات رسمية أو دولية وحقوقية".
وأشار السعدي إلى أن مناطق أخرى غادرها سكّانها نتيجة انقطاع مقومات الحياة اللازمة، مثل الكهرباء والماء، وسط حالة تعيد للأذهان مشهد اجتياح جنين عام 2002. مضيفاً: "نأمل من الجميع أن يقف أمام مسؤولياته، لأن جنين تدفع اليوم فاتورة عن الوطن أكمله".
في المقابل، أعلن عشرات المواطنين من مدينة جنين والبلدات والقرى التابعة لها استعدادهم لفتح بيوتهم ومنشآتهم لاستقبال واستيعاب آلاف النازحين من مخيم جنين.
وأكد الناشط سعيد أبو الرب، من بلدة قباطية، جنوب جنين، لـ"العربي الجديد"، أن معظم العائلات في البلدة أعلنت عن فتح دواوينها لإيواء سكان المخيم، فيما تسابق الناشطون لتوفير المأكولات والمشروبات والأغطية لهم.
إلى ذلك، عمّمت المجموعات الإخبارية الناشطة في جنين قوائم بأسماء وأرقام المستعدين لاستقبال العائلات النازحة، في وقت لجأت الغالبية العظمى إلى مستشفى جنين الحكومي، وإلى مقر المقاطعة التابع للسلطة الفلسطينية.
من جهة أخرى، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، محيط مسجد الأنصار في مخيم جنين، فيما أصيب شاب من بلدة جبع بجروح خطيرة خلال مواجهات مع الاحتلال في جنين، وهدمت جرافات الاحتلال السور الخارجي لمستشفى جنين الحكومي، وحاولت دهس المواطنين المحتشدين في محيط المستشفى، وقصفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، وبناية سكنية داخل المخيم بعدما أجلي سكانها بالكامل.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية إجلاء 8 شهداء جراء عدوان الاحتلال على جنين، وأنها تعاملت مع نحو 100 جريح، بينهم 20 بحالة خطيرة، إضافة إلى شهيد في مدينة البيرة.
على صعيد منفصل، أصيب طفلان بجروح بالرصاص في الأطراف السفلية، مساء اليوم، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عايدة شمال بيت لحم، جنوبي الضفة، ونقلا إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، إذ تأتي تلك المواجهات بعد قمع الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت في مدينة بيت لحم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، ما أدى لإصابة عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.