الاحتلال يبدأ مخطط شق نفق يربط مستوطنات شمال شرق القدس

05 اغسطس 2021
المخطط يتوقع أن يستمر العمل به ثلاث سنوات (أحمد الغرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أمس الأربعاء، تنفيذ مخطط لشق طريق استيطاني جديد إلى الشمال من مدينة القدس، وتحديداً في محيط حاجز قلنديا العسكري وامتداده حتى قريتي جبع وحزما في الشرق من القدس، والمنطقة الصناعية عطاروت المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في قرية قلنديا إلى الغرب من القدس.

ووفقاً لخليل تفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق والخبير في شؤون الاستيطان، فإن هذا المخطط المتوقع أن يستمر العمل به لثلاث سنوات ينتهي في العام 2024 يهدف إلى إيجاد طريق للمستوطنين القادمين من مستوطنات شمال شرق القدس ومستوطنات شرق رام الله (آدم وجبع بنيامين وكوخاف يعكوڤ وبيت إيل الخ...) كبديل عن طريق حزما، وإنشاء طريق ممتد من مستوطنة كوخاف يعكوڤ شمالي قرية جبع إلى مستوطنة عطاروت مروراً بمنطقة الكسارات ثم أسفل حاجز قلنديا العسكري، وذلك لتسهيل حركة المستوطنين وربط مستوطنات الضفة بمدينة القدس.

ويشكل هذا المخطط جزءا من مخطط استيطاني كبير كان طرح قبل عدة سنوات على أراضي مطار القدس الدولي (قلنديا) المهجور، لتوسيع مستوطنة "عطروت" شمال مدينة القدس المحتلة، وبناء حي استيطاني يمتد على نحو 600 دونم من المطار المهجور ومصنع الصناعات الجوية حتى حاجز قلنديا، علما بأنه تمت مصادرة هذه الأراضي في مطلع السبعينيات على يد حكومة حزب العمل آنذاك، متضمناً حفر نفق تحت حي كفرعقب من أجل ربط الحي الجديد بتجمع المستوطنات الشرقي.

يذكر أن هذا المخطط الاستيطاني وضع قبل عدة سنوات، وتم تجميده في أكثر من مناسبة بسبب الضغوط السياسية الدولية الرافضة للاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967، وخصوصا المعارضة التي أبدتها الإدارة الأميركية السابقة، برئاسة باراك أوباما في حينه، التي عارضت التوسع الاستيطاني بالقدس. في حين أصدر وزير الإسكان الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، أوامر باستئناف العمل على المشروع الاستيطاني بعد انتخاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لينفذ هذه الأيام في عهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت، مدعوماً من قبل رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليئون.

ويرى تفكجي خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن المشاريع المطروحة، من خلال بناء هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية شمالي القدس، بما في ذلك النفق، هي مشاريع وخطط كان قسم كبير منها معدا مسبقاً وبعضها مقر وقد تمت الموافقة عليها ورصد الموازنات اللازمة لتنفيذها، في حين أن معظم هذه المشاريع عبارة عن مخططات لمجلس التجمعات الاستيطانية “يشع” لتطوير وتوسيع المستوطنات وزيادة حيزها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لكن التأثير الأكبر سيكون على المقدسيين القاطنين في حيي كفر عقب والمطار والمقدر عددهم بأكثر من 80 ألفاً، إضافة إلى عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يستخدمون طريق المواصلات الرئيسي الواصل ما بين القدس ورام الله، وبين رام الله ومدن الجنوب في بيت لحم والخليل، حيث تعبر هذا الطريق يومياً آلاف المركبات، وغالبا ما تؤدي إجراءات الاحتلال من وضع حواجز تفتيش وإغلاق أخرى إلى أزمات سير خانقة وضاغطة جدا، خاصة في المنطقة الممتدة بين كفرعقب وحاجز قلنديا، وبين قريتي جبع وحزما.

في حين، إن شق النفق واستخدامه حصريا من قبل المستوطنين في المستوطنات الواقعة إلى الشمال الشرقي من القدس سيمنحهم انتقالا سلساً وآمنا، ويجنبهم أزمات السير الخانقة التي سيعاني منها الفلسطينيون، خاصة في الفترة التي تسبق الانتهاء من تنفيذ المشروع، والذي سيستغرق العمل به ثلاث سنوات.