الاحتلال لن يحاكم جنوداً نكّلوا بمسن فلسطيني حتى استشهاده

14 يونيو 2023
من تشييع جثمان الشهيد المسن عمر أسعد، 13 يناير 2022 (العربي الجديد)
+ الخط -

قال المحامي العام العسكري في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إن الجنود الذين تركوا مسناً فلسطينياً يحمل الجنسية الأميركية في العراء خلال الليل بعد إلقاء القبض عليه، وتم العثور عليه لاحقاً وقد فارق الحياة "لن تتم محاكمتهم جنائيا وإنما سيواجهون إجراءات تأديبية".

وفي 12 يناير/كانون الثاني 2022، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية قرية جلجليا، شمالي رام الله، ونكلت بالمسن عمر أسعد (80 عاماً)، فاستشهد خلال الاعتداء عليه.

وفي حينه، قال أقاربه لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال أوقف مركبة المسن وسط القرية، وأخرجه منها بالعنف، وكبّله وغطّى عينيه، وألقى به في بناية قيد الإنشاء، إلى أن عثر عليه ميتا في ساعات الصباح وهو مكبل اليدين.

وزعم جيش الاحتلال أن أسعد قاوم "بصوت عالٍ وبإصرار" محاولات الجنود اقتياده من سيارته إلى حاجز عسكري، وأضاف أنه بسبب رفضه التعاون قام الجنود بتكميم فمه مؤقتاً بقطعة قماش وكبلوا يديه بمربط بلاستيكي.

وعقب تحقيق أولي، عزل جيش الاحتلال ضابطين ووبخ قائد كتيبة على خلفية وفاة أسعد، التي قال إنها نجمت عن "فشل أخلاقي وخلل في اتخاذ القرار".

وقالت الهيئة القانونية التابعة لجيش الاحتلال في بيان، أمس الثلاثاء، إن قرارها اتخذ "عقب جلسات استماع وبعد فحص شامل لمواد التحقيق، والتي أظهرت عدم وجود علاقة سببية بين الأخطاء في سلوك الجنود والوفاة".

وخلص تشريح فلسطيني لجثة أسعد الذي كان يعاني من مشكلات في القلب إلى أنه أصيب بنوبة قلبية ناتجة عن الإجهاد. وعزا المسؤولون الفلسطينيون ذلك إلى تنكيل الجنود الإسرائيليين به.

وزعمت وحدة المحامي العام العسكري أن مسؤولا طبيا عسكريا توصل إلى أنه يستحيل القول إن وفاة أسعد نتجت على وجه التحديد عن سلوك الجنود، وإن الجنود لم يكونوا على علم بحالته الصحية.

وعبرت واشنطن في حينه عن "قلقها البالغ" وقالت إنها تتوقع "تحقيقاً جنائياً وافياً ومحاسبة كاملة".

ودعا القادة الفلسطينيون إلى محاكمة الجنود المتورطين أمام محكمة دولية.

وخلص تقرير لمنظمة ييش دين الحقوقية الإسرائيلية، استنادا إلى بيانات عسكرية للفترة من 2017 إلى 2021، إلى أن الجنود الإسرائيليين حوكموا على أقل من واحد في المئة من مئات الشكاوى بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.

وذكرت المنظمة أنه حتى في الحالات النادرة التي أدين فيها جنود بإلحاق أذى بالفلسطينيين، أصدرت المحاكم العسكرية أحكاما مخففة للغاية، وهو ما يظهر "تقاعس نظام تطبيق القانون العسكري عن اتخاذ الإجراءات المتناسبة بشأن الجرائم التي يرتكبها الجنود ضد الفلسطينيين".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون