الاحتجاجات محلّ الاحتفالات في ذكرى ما تسميه إسرائيل "يوم الاستقلال"

14 مايو 2024
محتجون إسرائيليون في شوارع تل أبيب، تل أبيب 13 مايو 2024 (اليكسي روزنفيلد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الذكرى السنوية ليوم الاستقلال الإسرائيلي، تحولت الاحتفالات إلى مظاهرات في الجليل وأماكن أخرى بسبب تصاعد التوترات من إطلاق صواريخ حزب الله والمقاومة الفلسطينية.
- المستوطنون المتأثرون بالحرب نظموا مظاهرات مطالبين بالأمن والدعم الحكومي للعودة إلى منازلهم، معبرين عن الضرر الذي لحق بهم والحاجة إلى خطط عمل واضحة.
- الاحتجاجات تعكس عدم رضا المستوطنين ورؤساء السلطات المحلية عن تجاهل الحكومة لمعاناتهم، مطالبين بإجراءات فعالة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتحذيرات من اعتبار استمرار الوضع انتصارًا لحماس وحزب الله.

طغت الاحتجاجات على الاحتفالات التي اعتادت إسرائيل إحياءها كل عام في مثل هذا اليوم، 14 مايو/أيار، في ما تسميه "يوم الاستقلال"، وخرجت مسيرات احتجاجية في منطقة الجليل المحتلة ومناطق أخرى في حين شهدت المنطقتين الشمالية والجنوبية إطلاق صواريخ من قبل حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في غزة.

وتأتي ذكرى هذا اليوم على الإسرائيليين بشكل مختلف عن معظم السنوات الماضية، منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبعد أكثر من سبعة أشهر على عملية "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

ونظم سكان المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، الذين يقيم معظمهم خارج منازلهم منذ بداية الحرب، عدة مظاهرات في أنحاء متفرّقة في الجليل. وتحوّلت المنطقة الشمالية لتكون أشبه بمنطقة أمنية عازلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما تضرر عدد كبير من منازل المستوطنات التي فيها، وتشهد المنطقة حالة شلل تامة كسرتها اليوم المظاهرات التي تطالب بالحسم وإعادة الأمن إلى المنطقة ليتمكن المستوطنون من العودة إليها.

وانتشرت الاحتجاجات على عدة مفارق مركزية في منطقة الجليل الأعلى  والجليل الغربي، بقيادة عدد من رؤساء السلطات المحلية في المنطقة، للمطالبة بتوفير الأمن والميزانيات وخطط للشمال وكذلك للمصالح التجارية والزراعة التي تضررت بسبب الحرب.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن موشيه دافيدوفيتش، رئيس منتدى خط المواجهة، قوله خلال مشاركته في إحدى المظاهرات: "نحن نطالب الحكومة بتقديم خطط عمل وإبلاغ سكان الشمال متى يعودون إلى منازلهم"، وهاجم دافيدوفيتش الحكومة قائلاً إن "الناس ليس لديهم يقين، ولا أمل، وفقط هناك حالة من اليأس. نحن لا نيأس ولا نتنازل ونقول للحكومة ورئيسها الذي لا يمت للواقع بصلة، سنعيش هنا نحن وأولادنا، يحق لنا العودة إلى منازلنا".

وأضاف دافيدوفيتش: "نريد أن نكون آمنين في منازلنا ولا نريد أن يطلق حزب الله النار على بيوتنا، ولا نقبل بأن يحدد لنا جدول الأعمال، ولا بأن تتجاهلنا الحكومة التي لا علاقة لها بما يحدث على أرض الواقع ... لن نتنازل عن بيوتنا وسنبقى هنا قبل وبعد هذه الحكومة الفاشلة".
 
وبالقرب من مستوطنة كريات شمونة خرجت مظاهرة أخرى بمشاركة مستوطنين بينهم رؤساء سلطات محلية، وقال رئيس السلطة المحلية لمستوطنة مفوؤوت حرمون، بيني بن  موفحار، إنه "في يوم الاستقلال الـ76 لدولة إسرائيل أناشد حكومة إسرائيل بأن تستيقظ الآن. الدولة تفقد الشمال"، وأضاف أن "الشمال في انهيار تام ولا يتوقف الأمر عند منطقة خط المواجهة حتى 9 كيلومترات".

وقال ديفيد أزولاي، رئيس مجلس مستوطنة المطلة التي دمّرت نيران حزب الله العديد من منازلها منذ اندلاع الحرب، إنّ "التخلي عن المستوطنات الحدودية هو انتهاك للثقة القائمة بين القيادة والسكان"، مشيراً إلى أن الأمور لم تصل "من قبل أبداً إلى الوضع السائد اليوم، بسبب اتخاذ الحكومة قراراً بعدم اتخاذ قرارات وتنازلت عن قطعة أرض فيها زراعة وسياحة وسكان، ووضعت عشرات الآلاف من جنود الجيش الإسرائيلي مكانهم كبديل للاستيطان في الجليل".

وأضاف أوزلاي: "في الليلة الماضية، تم إطلاق صاروخين آخرين مضادين للمدرعات على البلدة (المستوطنة)، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالمنازل وإصابة مدني. الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن إخفاق فظيع". واعتبر آفي شطيرن، رئيس بلدية كريات شمونة، أن "ما يحدث اليوم هو مجرد بداية لما قد يحدث في المستقبل. إذا لم تعد الحياة في الشمال إلى مسارها ولم يعد سكاننا إلى منازلهم، سنحرص على أن لا تستمر الحياة في منطقة المركز (تل أبيب الكبرى) كالمعتاد أيضاً. سنتوقف عن الصمت ونطالب بإجابات واضحة".

وقال رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى، غيورا زالتس، في إحدى المظاهرات: "هذه الحرب لها صورتان للنصر فقط: الأولى هي عودة جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة) إلى منازلهم، والثانية هي عودة سكان الشمال والجنوب إلى منازلهم. فكل يوم وكل أسبوع يمر دون هذه الصور هو انتصار لحماس وحزب الله وهزيمة لدولة إسرائيل".