طالب الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، اليوم السبت، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آلية لمنع تسييس القضايا الإنسانية المتعلقة بالمساعدات، وهي مطالبة جاءت عقب تحذيرات أممية من ارتفاع عدد المحتاجين في سورية، بعد إعلان استئناف دخول المساعدات الإنسانية لمنطقة شمال غربي سورية من معبر باب الهوى الحدودي.
وجاء في بيان الائتلاف الذي نشر على "فيسبوك": "يطالب الائتلاف الوطني المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آلية منصفة تمنع تسييس القضايا الإنسانية، ولا سيما ملف المساعدات، وتضمن استمرار دخولها الآمن ودون أي تمييز من أي نوع كان، إلى المحتاجين في عموم سورية بشكل مستمر، مع وجود نظام رقابة يضمن التوزيع العادل للمساعدات، ويراقب عمليات التوزيع داخل مناطق سيطرة نظام الأسد، لتفادي سرقتها من قبل المليشيات التابعة له؛ ذات النفوذ الواسع في مناطقه".
وفي يوليو/ تموز الماضي، استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار سويسري برازيلي يجدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود شمال غربي سورية، عبر معبر باب الهوى، لتسعة أشهر.
مدير فريق منسقو استجابة سورية محمد حلاج أوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عدد المحتاجين في سورية خلال عام 2023 زاد عن العام الذي سبقه بنحو 700 ألف نسمة، وأضاف بأن مناطق زيادة عدد المحتاجين جاءت لعوامل عدة، منها الفساد: "سورية متقدمة جداً بمؤشرات الفساد، الأمر الآخر تعطى المساعدات لغير المستحقين، كذلك عدم كفاية السلة، ما يدفع السكان لبيع جزء منها لشراء الأدوية، في مناطق النظام هناك تلاعب وإتاوات على المساعدات القادمة من الوكالات الأممية 27 في المائة من المساعدات الأممية تذهب للتمويل العسكري لدى النظام".
وكانت نائبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية نجاة رشدي قد حذّرت من ارتفاع عدد المحتاجين في سورية، من 15.3 مليوناً إلى 16.7 مليون شخص، وذلك خلال اجتماع لمجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية في سورية، عقد في جنيف قبل يومين.
وأعربت المبعوثة الأممية عن القلق إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سورية في "ظل الأزمات الاقتصادية والتمويل المحدود للوكالات الأممية"، موجهة نداء من أجل دعم العمليات الإنسانية وتمويلها بشكل كاف، ومؤكدة الحاجة لرسم "مسار جديد ورؤية تقدم ملموساً في التحديات طويلة الأمد التي تؤثر على السوريين والعمل على تخفيف معاناتهم".
الناشط الإعلامي عدنان الطيب قال لـ"العربي الجديد" إن كلّ من يعتمد على "المساعدات الإنسانية مع قرب انتهاء دخولها للمنطقة شمالي سورية يعيش في حالة من الخوف من انقطاع هذه المساعدات، ودائماً هناك ما يعرقل دخولها، والمشكلة الثانية هي النقص في حجم هذه المساعدات كونها تتعرض لتخفيض مستمر بداعي نقص التمويل".
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد لفت، في بيان صدر عنه في 12 يناير/ كانون الثاني، إلى التوصل إلى اتفاق جديد بين الأمم المتحدة ومختلف الأطراف، بما فيها النظام السوري، على تمديد السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، لمدة 6 أشهر، بدءاً من 13 يناير/ كانون الثاني 2024 وحتى يوليو/ تموز، مع بقاء معبري باب السلامة والراعي لشهر إضافي بموجب التفويض الرابع حتى 13 فبراير/ شباط 2024، واللذين تدخل عبرهما المساعدات المتعلقة بإغاثة متضرري زلزال فبراير 2023.