أوقف الأمن التونسي، مساء الاثنين، القيادي بحركة النهضة، نور الدين البحيري، ومدير إذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة نورالدين بوطار، بعد حملة اعتقال مماثلة طاولت معارضين للرئيس التونسي قيس سعيّد نهاية الأسبوع الماضي.
وأكد المحامي، سمير ديلو، لـ"العربي الجديد" أنه تم إيقاف وزير العدل السابق ونائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري، مساء اليوم الاثنين، مضيفا أنه تم إيقاف ابنه كذلك.
وأكدت المحامية دليلة مصدق، أن الأمن التونسي أوقف نورالدين بوطار، وكتبت في تدوينة على حسابها بموقع "فيسبوك": جاء فيها "إيقاف نورالدين بوطار واقتياده الى الڤرجاني". ونشرت قبلها بقليل: "الأمن يداهم منزل نورالدين بوطار مدير موزاييك إف م. الآن تفتيش ومنعي من الدخول وإمكانية إيقاف نورالدين".
وهو ما أكده كذلك عضو جبهة الخلاص الوطني، جوهر بن مبارك على صفحته بـ"فيسبوك" حيث قال "بعد مداهمة منزل نورالدين البحيري منذ قليل تجري الآن مداهمة منزل نور الدين بوطار".
إلى ذلك، أصدرت حركة النهضة التونسية بيانا نددت من خلاله بـ"محاصرة ومهاجمة منزل الأستاذ نور الدين البحيري نائب رئيس حركة النهضة ووزير العدل الأسبق واختطافه واقتياده إلى جهة مجهولة بعد الاعتداء بالعنف الشديد على زوجته وأبنائه".
وقالت النهضة إنها "تدين بشدة عمليات الاختطاف والتنكيل والممنهج للمعارضين لسلطة قيس سعيد الانقلابية ولكل صوت إعلامي حر وتعبر عن تضامنها مع الأستاذ نور الدين بوطار وتطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين خارج إطار القانون".
وذكر البيان أن "البحيري وُجّهت له عدة تهم كيدية ملفقة في قضايا أثبتت هيئة الدفاع عنه تهافت قرائنها وعجز مختطفيه على تقديم ملفّ قضائي متكامل ضدّه رغم التلفيق الممنهج".
وأكدت النهضة أن "توسع سلطة الانقلاب في التنكيل بكل رموز المعارضة وكل صوت حر من النقابيين والإعلاميين والمثقفين ورجال أعمال ونشطاء سياسيين وغيرهم إنما هو دليل تخبط وعجز عن مواجهة الأزمات التي خلقها الانقلاب"، مجددة "رسالة صمود في مواجهة هذا العبث والتنكيل الممنهج".
وعبرت الحركة "عن استعدادها للتضحية من أجل إنقاذ البلاد من الكارثة التي حلت بها بعد انقلاب 25 جويلية (يوليو/ تموز) 2021"، في إشارة إلى الإجراءات التي أطلقها الرئيس التونسي عام 2021، بعد إقدامه على حلّ البرلمان المنتخب في 2019، وإلغاء دستور 2014، وتمريره دستوراً جديداً في استفتاء 25 يوليو/تموز 2022.
ودعت كذلك إلى "وحدة الصف لكل القوى الحية التي أصبحت كلها دون استثناء في مرمى الاستهداف العشوائي لسلطة انقلاب غاشم خذلت الشعب وراحت توهمه بتحسن أوضاعه المعيشية وازدهار اقتصاده مقابل تصفية خصومه السياسيين السلميين".
نقيب الصحافيين التونسيين: مؤشر "خطير" على تهديد حرية الإعلام
وأكد نقيب الصحافيين التونسيين محمد ياسين مهدي الجلاصي، الاثنين، أنّ "عملية إيقاف نورالدين بوطار مدير إذاعة موزاييك إف إم الخاصة، مؤشر خطير على التهديدات التى تتعرض لها حرية الصحافة في تونس الآن، خاصة وأنّ بوطار هو زميل صحافي قبل أن يكون مدير محطة إذاعية".
وأضاف، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه الإيقافات تعكس حالة التخبط التى يعيشها النظام اليوم، فهو يسعى من خلال ذلك إلى الهاء الرأي العام عن الأزمة التى تعيشها تونس منذ مدة وكان لها انعكاس سلبي على الجو العام فى البلاد المتميز بشدة التوتر".
وحذر من أنّ "الأسئلة التي طُرحت على بوطار حول الخط التحريري لإذاعة "موزاييك إف إم، أثناء إيقافه، تعكس الرغبة من قبل النظام في إسكات كل الأصوات الناقدة له، ورسالة تهديد لبقية وسائل الإعلام حتى تدخل بيت الطاعة وإلا فإنها ستتعرض إلى نفس المصير الذى تعرض له مدير إذاعة موزاييك إف إم".
يذكر أنه تم نهاية الأسبوع الماضي إيقاف الناشط السياسي، خيام التركي والقيادي السابق المستقيل من حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي.