الأمم المتحدة تحذّر من تجدد القتال على نطاق أوسع في سورية

14 سبتمبر 2022
تقرير أممي جديد يحذر من تصعيد وتيرة القتال في سورية (جورج أرفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، في تقرير جديد، من أن القتال الدامي في سورية يهدد بتصعيد العنف في البلاد.

وقال رئيس لجنة التحقيق بشأن سورية التابعة للأمم المتحدة، باولو سيرجيو بينيرو، للصحافيين في جنيف: "لا تستطيع سورية تحمّل العودة إلى القتال على نطاق أوسع، لكن هذا هو ما قد تتجه إليه"، وأضاف: "كان لدينا اعتقاد في وقت ما أن الحرب انتهت تماماً في سورية"، لكن الانتهاكات الموثقة في التقرير تثبت عكس ذلك.

وخلص التقرير المؤلف من 50 صفحة إلى أن "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني" ازدادت في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الستة الماضية.

وأشار التقرير إلى اندلاع قتال في شمال شرقي سورية وشمال غربيها، تسبب في سقوط عشرات القتلى من المدنيين، وحدّ من إمدادات الغذاء والماء.

وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، وثقت اللجنة مقتل قادة سابقين للمعارضة، والعديد من مداهمات المنازل، واستمرار التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز.

وقال عضو اللجنة هاني مجلي إن الضربات الجوية الروسية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة زادت بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية. وأضاف للصحافيين: "نشهد تصاعد العنف".

كما وثّقت اللجنة أكثر من 12 غارة للاحتلال الإسرائيلي في أنحاء سورية في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، من بينها هجوم على مطار دمشق الدولي، أدى إلى توقفه عن العمل لمدة أسبوعين تقريباً.

ولم تنقطع منذ نحو أربع سنوات عمليات تنظيم "داعش" في البادية السورية وفي ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات، إلا أنّ وتيرة هذه العمليات ارتفعت في الآونة الأخيرة.

ويتخذ تنظيم "داعش" من البادية السورية مسرحاً لعملياته، مستفيداً من اتساع رقعته الجغرافية للهروب من القصف الجوي. وينفذ التنظيم عمليات على طول هذه البادية وعرضها، التي تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظات دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، السويداء.

إلى ذلك، لم تتوقف عمليات التنظيم في ريف دير الزور الشرقي الواقع شمال نهر الفرات، والخاضع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي كانت أعلنت، مطلع عام 2019، نهاية التنظيم في ما بات يُعرف بـ"منطقة شرق نهر الفرات".

 مجلس الأمن يناقش آخر تطورات الوضع في سورية

في سياق متصل، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، خلال جلسة لمجلس الأمن حول سورية، اليوم الأربعاء، إن كثيرًا من النازحين في سورية يعانون الحاجة والعجز والإصابات. وأن قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات في مخيم "الهول" شمال شرقي سورية لا تزال "محدودة" هذه الفترة.

وكشف غريفيث إلى أنه لم يصل من الدول المانحة، خلال مؤتمر بروكسل السادس لتمويل خطط الاستجابة الإنسانية في سورية والمنطقة، سوى ربع ما تعهد به المانحون. وأكد أن الخطة الإقليمية للاجئين السوريين وبناء قدرتهم على الصمود تحتاج 6.1 مليارات دولار.
من جانبه طالب مندوب النظام السوري في مجلس الأمن بسام صباغ بوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وأكد أن هذه الاعتداءات تستوجب من مجلس الأمن إدانتها ومحاسبة "إسرائيل" على أفعالها.

كما اتهم سفير النظام السوري، بحسب وكالة أنباء النظام "سانا"، الولايات المتحدة بدعم "الميلشيات الانفصالية"، و"نهب ثروات الشعب السوري"، إلى جانب فرضها "إجراءات قسرية غير شرعية تفاقم معاناته".

وحول مسار العملية السياسية في سورية، وإمكانية تحقيق تقدم من خلال هذه الاجتماعات، قال المعارض السوري يحيى العريضي، لـ "العربي الجديد"، إن هذه الاجتماعات أصبحت "روتينية"، وهو أمر "مؤذٍ للقضية السورية".

ونوّه العريضي إلى تغيّب المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن عن الجلسة التي تسبق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب عدم تحقيق أي تقدم يذكر في آفاق العملية السياسية، لاسيما مع استمرار إصرار بيدرسن على تكرار ذات الأسطوانة، وطرح "مبدأ خطوة مقابل خطوة"، واستمرار فشل هذا النهج الذي لم يصل لأي نتائج.

ورأى العريضي أن "الإرادة بين الدول لا تزال غير متوفرة، وهناك تضارب مصالح بين الدول تتعارض مع رؤية الشعب السوري"، مستدركاً بقوله: "رغم ذلك، الملف السوري لا يمكن أن يموت، لأن السوريين بيدهم أوراق كثيرة، أهمها توثيق إجرام النظام، ومسألة اللاجئين، والوضع الاقتصادي والمعيشي، وبالتالي لا يمكن لأحد إعادة تأهيل هذا النظام المتهالك".

 

المساهمون