الأسيرة القيادية خالدة جرار تعاني ظروفاً قاسية: أختنق في زنزانتي

28 اغسطس 2024
الأسيرة خالدة جرار خلال محاكمة في عوفر، 10 أغسطس 2015 (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **ظروف العزل القاسية:** تعاني خالدة جرار من عزل انفرادي في زنزانة مغلقة تماماً منذ 16 يوماً، مع انقطاع الماء وتأخير وجبات الطعام الرديئة، مما يجعلها تشعر وكأنها في فرن.

- **إجراءات انتقامية ممنهجة:** تؤكد هيئة شؤون الأسرى أن عزل جرار هو جريمة متعمدة ضمن إجراءات انتقامية ممنهجة، مع تصعيد سياسات العزل الانفرادي والجماعي منذ بدء حرب الإبادة.

- **تاريخ الاعتقال والنضال:** اعتُقلت جرار في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحُوِّلت إلى الاعتقال الإداري، وتواجه ظروف اعتقال قاسية وحرمان من وداع ابنتها المتوفاة.

تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، عزل الأسيرة والناشطة الحقوقية خالدة جرار في زنزانة انفرادية في عزل سجن (نفي تيرتسيا)، منذ 16 يوماً في ظروف "قاسية وصعبة جداً"، بحسب ما قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني عقب زيارة أجرتها محامية جرار.

وروت خالدة جرار لمحاميتها الظروف الصعبة التي تمر بها، قائلة: "أنا أموت يومياً. الزنزانة أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء، فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير أُغلِق لاحقاً بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى (بالأشناف) في باب الزنزانة أُغلِقَت، وهناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي، وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة".

وتابعت الأسيرة جرار التي تعاني من عدة مشاكل صحية: "ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية، ولم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (علبة) الماء لأشرب، يحضرونها بعد 4 ساعات على الأقل. وبالنسبة إلى الخروج إلى ساحة السّجن (الفورة)، سُمِح لي مرة واحدة بعد مرور ثمانية أيام على عزلي، كذلك يتعمدون تأخير وجبة الطعام الرديئة لساعات".

وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أنّ استمرار عزل الأسيرة خالدة جرار "جريمة متعمدة تنفذها إدارة السّجون بحقّها، خصوصاً أن إدارة السّجون رفضت الإفصاح عن مدة العزل أو أسبابه". وحمّلت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرة جرار ومصيرها، معتبرة أن عزلها يأتي في إطار الإجراءات الانتقامية الممنهجة التي تنفذها إدارة السّجون بحقّ الأسرى، وهو جزء من الجرائم الممنهجة التي تنفذها بشكل غير مسبوق بمستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة.

وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال خالدة جرار 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي من منزلها في رام الله، وحُوِّلَت إلى الاعتقال الإداري، وقد صدر بحقها أمرا اعتقال إداري. وطوال المدة الماضية كانت جرار محتجزة في سجن (الدامون) إلى جانب الأسيرات، إلى أن نُقلت إلى العزل أخيراً. ومنذ اعتقالها، تواجه القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما جميع الأسرى والأسيرات ظروف اعتقال قاسية وصعبة، وعمليات تنكيل وجرائم ممنهجة.

وتشكّل سياسة العزل الانفرادي إلى جانب إجراءات العزل الجماعي التي فرضت على الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، إحدى أبرز السياسات التي صعّدت منها بحقّ الأسرى والأسيرات، التي تعتبر من أخطر السياسات التي مارستها منظومة السّجون الإسرائيلية بحقّ الأسرى على مدار عقود طويلة. يُشار إلى أنّ خالدة جرار أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية ونائب سابق في المجلس التشريعي، وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت خلال اعتقالها السابق. وجرار واحدة من بين (87) أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن يقبعن في سجن (الدامون)، من بينهن أسيرة حامل، وأمهات، ومن بينهن أمّ لشهيد، بالإضافة إلى شقيقات شهداء وأسرى، وأسيرات سابقات، وطالبات، وصحافيات، وناشطات، ومحاميات.

وصعّدت قوات الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة من حملات الاعتقال بين صفوف النّساء، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوفهن نحو 355، في معطى لا يشمل النساء اللواتي اعتقلن من غزة ويقدر عددهن بالعشرات، بحسب بيان نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.