الأرجنتين تأمر بمصادرة طائرة فنزويلية بناء على طلب أميركي

12 اغسطس 2022
فتّش عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الطائرة بعد ظهر الخميس (Getty)
+ الخط -

ذكرت وسائل إعلام محلية أنّ الأرجنتين أمرت، يوم الخميس، بمصادرة طائرة فنزويلية محتجزة في بوينس آيرس منذ يونيو/حزيران بناء على طلب من الولايات المتحدة، وسط شكوك بأنّ الطائرة إيرانية الأصل قد تكون لها علاقة بالإرهاب.

وتسببت القضية في توتر بين فنزويلا والأرجنتين، اللتين حاولتا، صباح الخميس، تخفيف حدة الخلاف بالقول إنه لم يكن هناك أي خلاف دبلوماسي بسبب الطائرة.

واحتج وفد فنزويلي رسمي، الخميس، لدى سفارة الأرجنتين في كراكاس على احتجاز الطائرة. حيث زار وزير النقل رامون فيلاسكيز ونواب موالون للحكومة السفارة للاحتجاج على ذلك، بينما تجمع عشرات العاملين في شركة الخطوط الجوية الحكومية في الخارج وهم يهتفون "أعيدوا الطائرة وطاقمها!".

وكان في استقبال الوفد السفير الأرجنتيني أوسكار لابورد. وسلّم الوفد الفنزويلي السفير وثيقة تتضمن احتجاجاً على استمرار احتجاز الطائرة. وقال فيلاسكيز بعد ذلك: "سلّمنا السفير بعض المراسلات لتتمكن السلطات، النظراء في الأرجنتين، من الجلوس والتحدث عن الوضع وإيجاد أفضل بديل وأفضل حل لهذه المشكلة".

وأضاف: "نتمنى أن تظهر الحقيقة وأن يتجاوب نظام القضاء الأرجنتيني وألا يتفاقم هذا الوضع، الذي يتسم بمخالفة القانون ليبلغ مستويات جديدة.. لنتمكّن من استعادة طائرتنا وطاقمنا".

وكان القاضي الفيدرالي الأرجنتيني فيديريكو فيلينا، قد أمر بمصادرة الطائرة بناء على طلب من الولايات المتحدة، وعلى الرغم من شكاوى من حكومة فنزويلا اليسارية بقيادة نيكولاس مادورو، حسب ما أفادت به وسائل إعلام، مثل وكالة الأنباء الأرجنتينية "تيلام".

وتم التحقيق مع طاقم الطائرة المؤلف من 14 فنزويلياً وخمسة إيرانيين. وسمح القاضي، الأسبوع الماضي، لـ12 من أفراد الطاقم بمغادرة الأرجنتين، وأبقى على أربعة إيرانيين وثلاثة فنزويليين. وهذا القرار في مرحلة الاستئناف حالياً.

وذكرت وسائل إعلام أرجنتينية، أنّ عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي فتشوا الطائرة بعد ظهر الخميس.

وأوقف مسؤولون أرجنتينيون الطائرة، التي باعتها شركة "ماهان إير" الإيرانية لشركة الطيران الفنزويلية "إمتراسور" في يونيو/حزيران. ويخضع كل من "ماهان إير" و"إمتراسور" لعقوبات من قبل الولايات المتحدة.

وكان طاقم الطائرة وهي من طراز بوينغ 747، مكوناً من 14 فنزويلياً وخمسة إيرانيين، وقت وصولها إلى بوينس آيرس قادمة من المكسيك، محملة بشحنة من قطع غيار السيارات، بعدما حاولت دون جدوى دخول أوروغواي.

كما تحدث جهاز الاستخبارات في باراغواي عن ارتباط أحد أفراد الطاقم الإيراني بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

لكن فيلاسكيز قال إنّ تقرير الاستخبارات "منحاز". وأضاف: "لا يمكن القول عن أشخاص أنهم إرهابيون وجواسيس باستخدام تقارير لأجهزة استخبارات نعرف أنها منحازة لطرف ما".

وتؤكد طهران أنّ وضع الطائرة "قانوني تماماً"، وأنّ تجميدها جزء من "عملية دعائية"، مرتبطة بالتوتر بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي.

وسعت المتحدثة باسم حكومة يسار الوسط الأرجنتينية غابرييلا سيروتي، أمس الخميس، إلى خفض حدة الخلاف الواضح بين البلدين، قائلة إنّ التصريحات الانتقادية من قبل السياسيين الفنزويليين كانت "تعبيرات من جانب أطراف مختلفة في الحياة الفنزويلية"، ولا تشير إلى "واقعة دبلوماسية".

(رويترز، فرانس برس)