الأجهزة الإسرائيلية تختلف حول استئناف "حماس" نشاطها العسكري

08 سبتمبر 2014
مصادر إسرائيلية: "حماس" تطور قدراتها العسكرية (سعيد خطيب/فرانس برس/getty)
+ الخط -

لا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وما نتج عنه من هزائم تكبّدها جيش الاحتلال، يثير خلافات على المستويين السياسي والعسكري، داخل إسرائيل، خصوصاً بعدما فجر أمس الأحد، مصدر سياسي إسرائيلي لم يكشف عن هويته، قنبلة في وجه القيادات العسكرية، عبر إعلانه أن حركة المقاومة "حماس"، استأنفت نشاطها في حفر الأنفاق واستعادة قوتها العسكرية وتصنيع صواريخ "75"، غير أنّ المؤسسة الأمنية والعسكرية سارعت إلى نفي هذا الأمر.

وقال المصدر السياسي، إن حركة "حماس" تعدّ نفسها للمواجهة المقبلة، وقد بدأت تهريب الأسلحة إلى قطاع غزّة مع إعادة تصنيع الصواريخ. وأشار إلى أن الحركة لم تبدأ من الصفر، إذ تشير التقديرات إلى أنها حافظت على 40 في المائة من قدراتها الصاروخية، وأنها استعدت للمواجهة في عملية "الجرف الصامد"، منذ انتهاء المواجهة في عدوان "عمود السحاب" في عام 2012.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذه التصريحات التي نسبتها الصحف الى مصدر سياسي رفيع المستوى، مع التلميح إلى أنه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أثارت غضباً داخل صفوف جيش الاحتلال وأجهزة الأمن، التي نفت أن تكون لديها أي معلومات تثب صحة هذه الأقوال وقالت: إن تصريحات المسؤول السياسي لا أساس لها من الصحة.

وذكرت جهات أمنية وعسكرية إسرائيلية، أن سبب هذه التصريحات الصادرة عن جهات سياسية تعود بالأساس إلى اعتبارات سياسية وحزبية داخلية في محاولة تصوير عدوان "الجرف الصامد" أنه عملية فاشلة.

وتزامنت الضجة التي ثارت في إسرائيل مع تصريحات أشدّ وطأة على حكومة بنيامين نتنياهو، أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي أمس، خلال مؤتمر صحافي، أقرّ فيه أن مطلب نزع سلاح المقاومة وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح "غير واقعي"، ولا يمكن تحقيقه في المرحلة الراهنة. غير أنه قال: على إسرائيل في المقابل تسعى الى إطاحة حركة "حماس" كي لا تبقى الجهة الحاكمة في قطاع غزة.

وبالرغم من أنّ تصريحات ليبرمان تصبّ في خانة التنافس الحزبي ومساعيه الى ضرب نتنياهو، إلا أنّه سار على درب نتنياهو في المساواة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وحركة "حماس"، مدعيّاً أن الأخيرة لا تقل خطراً عن "داعش"، وأنّ أيّاً من العملاء الذين أعدمتهم "حماس" بعد الحرب، لم تكن له أية علاقة بإسرائيل.

من جهته، اعتبر نائب الوزير في ديوان نتنياهو، عضو الكنيست، أوفير أكونيس، أن تصريحات ليبرمان، وتصريحات المصادر السياسية المختلفة التي تحاول الطعن في إنجازات عدوان "الجرف الصامد"، تنطلق من دوافع حزبية وسياسية تفوح منها رائحة الانتخابات والسعي الى إجراء انتخابات مبكرة.

في المقابل، كشفت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، أن الجيش والأذرع الأمنية رفضت اقتراح الخارجية الإسرائيلية بنشر قوات دولية في غزة. وقالت الإذاعة إن المصادر الأمنية تعتبر هذا الاقتراح غير فاعل وغير مجد بالنظر إلى تجربة نشر قوات دولية على الحدود مع لبنان وسورية.

المساهمون