الفلسطينيون يشيعون جثامين أربعة شهداء في الضفة الغربية

08 أكتوبر 2022
من تشييع الشاب مهدي لدادوة في رام الله (العربي الجديد)
+ الخط -

شيّع آلاف الفلسطينيين، اليوم السبت، في الضفة الغربية، 4 شهداء ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في جنين ورام الله وقلقيلية.

وفي رام الله، شيّعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد الفتى مهدي لدادوة (17 عاماً)، الذي ارتقى متأثراً بجروح أُصيب بها مساء أمس الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية المزرعة الغربية، شمال غرب رام الله، عندما حاول أهالي القرية منع المستوطنين من اقتحام منزل المواطن محمد صالح شريتح.

وانطلق الموكب الجنائزي، صباح اليوم السبت، من المستشفى الاستشاري العربي شمالي رام الله، وصولاً إلى وسط بلدة المزرعة حيث حمله الشبان على الأكتاف وقد لف بالعلم الفلسطيني وأكاليل الزهور، قبل أن يُنتقل به إلى منزل ذويه حيث ودعته والدته بالدموع، وودعته النساء بالزغاريد، قبل أن يوارى الثرى، بعد ظهر اليوم، في مقبرة البلدة.

وخلف الجنازة خرجت فتيات ونساء فلسطينيات يهتفن للشهيد، تتوسطهن والدته، هتفن تحية للشهيد مهدي، وللمقاومة في جنين ونابلس، وهتف الشبان المشاركون في الجنازة باسمه وبأسماء الشهداء الفلسطينيين، لا سيما الشهيد جميل العموري الذي يلقب في جنين بـ"مجدد الاشتباك"، وهتفوا ضد جيش الاحتلال وللمقاومة.

الصورة
الآلاف يشيعون جثامين 4 شهداء في جنين ورام الله وقلقيلية
شيّعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد الفتى مهدي لدادوة (العربي الجديد)

بدورها، قالت والدة الشهيد لـ"العربي الجديد": "إن ابنها الذي لم يتجاوز 17 عاماً كان عاملاً، وكان خرج مع أصدقائه قبل استشهاده بساعات؛ وعاد إلى المنزل قبل أن يخرج مرة أخرى ويصل إليها نبأ استشهاده، لتخرج إلى المشفى وتجده قد فارق الحياة".

ووصفت والدة الشهيد ابنها بـ"الجريء"، وهو كما قالت "كان محبوباً من الجميع"، مشيرة إلى أنه "كان يتوجه مع الشبان لمواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين الذين اعتادوا على اقتحام مناطق في البلدة"، وأنه كان قال لها إنه "يتمنى الشهادة".

أما عم الشهيد ماجد لدادوة فأكد، لـ"العربي الجديد"، أن "ابن شقيقه توجه مع الشبان إلى مكان اقتحام المستوطنين، أمس، من أجل إنقاذ أحد الشبان بعد إصابته برصاص الاحتلال، فأصيب بالرصاص الذي أطلقه جيش الاحتلال باتجاهه من مسافة قصيرة".

كما أكد الصحافي محمد شريتح، من بلدة المزرعة الغربية، والذي كان موجوداً وقت الحادثة، لـ"العربي الجديد"، تلك المعلومات، مشيراً إلى أن "المستوطنين يقتحمون منطقة عين مياه تسمى حرّاشة في البلدة بشكل أسبوعي تقريباً، بحماية جيش الاحتلال".

وتابع شريتح أن "المستوطنين يعتدون عادة على صاحب عين المياه تلك، ما يدفعه لطلب النجدة فور اقتحام المنطقة، وقد توجه الشبان إلى هناك وأصيب أحدهم، فجاء الشبان ومن بينهم الشهيد مهدي محاولين الوصول إلى المكان، لكن الاحتلال أطلق الرصاص في اتجاه كل من حاول الاقتراب، واندلعت المواجهات التي أصيب خلالها مهدي في صدره، ما أدى إلى استشهاده، بينما اعتدى جيش الاحتلال على عدد من الأهالي الذين تمكنوا من تخليص المصاب من بين أيدي جنود الاحتلال".

في غضون ذلك، شيع الفلسطينيون في مدينة قلقيلية (شمالاً) جثمان الشهيد الطفل عادل داوود (14 عاماً)، حيث انطلق موكب تشييع داوود من مستشفى قلقيلية الحكومي صوب منزله لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم الصلاة عليه في المسجد القديم، قبل تشييعه محمولاً على الأكتاف صوب مقبرة المدينة.

وردد المشيعون الهتافات الغاضبة والمنددة بجريمة قتل الطفل، والمطالبة بالرد على جرائم الاحتلال التي لا تتوقف، وخلال مواراته الثرى، ألقيت بعض الكلمات، التي أكدت أن الرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على حد سواء يكون بإنهاء الانقسام الفلسطيني والتوحد على برنامج سياسي، وسط دعوات لرصّ الصفوف وتجاوز الخلافات.

وكان داوود أصيب، عصر أمس الجمعة، برصاصة في رأسه، أطلقها عليه أحد جنود الاحتلال خلال وجوده قرب جدار الفصل العنصري الذي يلتف حول مدينة قلقيلية.

وفي جنين، شارك الآلاف، يتقدمهم مسلحون ملثمون، في وداع الشهيد محمود الصوص (19 عاماً)  الذي قتله الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، خلال اقتحامه الواسع مدينة ومخيم جنين.

ومن مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، انطلقت مسيرة التشييع، حيث أطلق المقاومون الرصاص في الهواء تأكيداً منهم على مواصلة التصدي لقوات الاحتلال، فيما ردد المشاركون الهتافات التي تنعى الشهيد وتؤكد المضي قدماً على درب الشهداء.

وفي طوباس، شمال شرق الضفة الغربية المحتلة، شيع الفلسطينيون، بعد عصر اليوم السبت، جثمان الشهيد الشاب أحمد محمد دراغمة (19 عاماً) الذي استشهد خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في مدينة جنين، صباح اليوم.

الصورة
تشييع جثامين 4 شهداء في جنين ورام الله وقلقيلية
جثمان الشهيد الشاب أحمد محمد دراغمة(العربي الجديد)

وقبيل نقله إلى مسقط رأسه، شيعه الفلسطينيون في جنين، وساروا به في شوارع المدينة تكريماً له لمشاركته في التصدي للاقتحام الإسرائيلي للمدينة، ومن ثم جرى نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى التركي في طوباس، ومنه إلى بيته، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة.

وبعد أداء الصلاة عليه في مسجد طوباس القديم، انطلق موكب التشييع بمشاركة الآلاف الذين رددوا الهتافات المناهضة للاحتلال والداعمة للمقاومة، كما أطلق مسلحون النار في الهواء، وسط تأكيدات على المضي قدماً في مقاومة الاحتلال، وصولاً إلى مقبرة طوباس حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.

ويرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية، منذ بداية العام الحالي، إلى 164 شهيداً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية،

على صعيد منفصل، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المشاركين من الوصول إلى مهرجان "يوم التراث" الفلسطيني، في خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل (جنوباً)، وفق تصريحات لمنسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، الشاب خالد محمد شريتح ووالديه، بعدما داهمت منزل العائلة في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، بينما اعتقلت الشاب أيهم رومانين قرب جدار الفصل العنصري المقام غرب رام الله، بعد تغيبه يوماً كاملاً عن عائلته. كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين آخرين من بيت لحم.

المساهمون