تظاهر، اليوم السبت، آلاف الأشخاص في مدينة غلاسكو أكبر مدن اسكتلندا، داعين إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، ومنددين بموقف الحكومة البريطانية والحكومات الغربية من العدوان ودعمها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا إلى المظاهرة (لجنة الطوارئ المعنية بالإبادة الجماعية في غزة - بإسكتلندا GGECscot)، وهي تحالف يضمّ طيفاً واسعاً من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الاسكتلندية الداعمة للقضية الفلسطينية ونقابات عمالية وروابط مشجعي أندية رياضية.
وأطلق التحالف على مظاهرة اليوم اسم "المظاهرة الوطنية الاسكتلندية ضد الإبادة الجماعية في فلسطين"، وقد شاركت فيها حشود من أغلب المدن والقرى الاسكتلندية، وانطلقت من ساحة غلاسكو جرين وجابت أرجاء مدينة غلاسكو التي تعد أكبر مدن اسكتلندا.
وحثّ المنظمون المشاركين على كتابة أسمائهم على أيديهم، كبادرة تضامن مع السكان المحاصرين في غزة، الذين استخدموا هذه الطريقة ليتم التعرّف إليهم ودفنهم مع أقاربهم في حالة مقتلهم، وقالت الدعوة: "دعونا نكون صوتاً لأولئك الذين يواجهون تحديات يوميّة، إن أسماءنا المكتوبة ترمز إلى إحساسنا بالمسؤولية المشتركة وموقفنا الثابت ضد الظلم".
وقالت لجنة الطوارئ المعنية بالإبادة الجماعية في غزة "إن المظاهرة تهدف إلى أن نظهر للسياسيين عندما نقول: إننا نريد وقف إطلاق النار الآن، فإننا نعني ذلك".
وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من الصمت الدولي إزاء المذابح وحرب الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، وطالبوا بعدم نسيان الأسباب الجذرية لما يحدث اليوم، في إشارة إلى الاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية ونظام الفصل العنصري الذي تتبعه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
وقال متحدثون باسم التحالف المنظم للمظاهرة: "إننا نطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والعيش في حرية وأمان وأن يحظى بحقوق الإنسان الكاملة".
وبدأت المظاهرة بمؤتمر تحدّث فيه عدد من الشخصيات العامة والبرلمانيين والنقابيين الاسكتلنديين، الذين طالبوا الحكومة الاسكتلندية باتخاذ خطوات واضحة وقوية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة. وتحدثت طبيبة فلسطينية من سكان غزة تدرس في اسكتلندا، واصفة جانباً من معاناة أهل غزة في ظل القصف المستمر والحصار.
وشارك في المظاهرة السفير حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة، الذي ألقى كلمة في المتظاهرين وشدّد على أهمية الدور الذي تقوم به الشعوب في الضغط على صناع القرار لرفض الممارسات الإجرامية لجيش الاحتلال.
وأعرب زملط لـ"العربي الجديد" عن تقديره التضامن الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية في كل أنحاء المملكة المتحدة، وبشكل خاص في اسكتلندا، وأوضح زملط أنه التقى رئيس الوزراء الاسكتلندي وعدداً من أعضاء البرلمان ورئيس المعارضة، وأن الجميع يقفون مع حق الشعب الفلسطيني، موضحاً أنه يأمل: "أن يسفر هذا الضغط الشعبي المستمر عن تغيير الحكومة موقفها والمطالبة بإنهاء فوري لهذا العدوان".
وتشهد العديد من مدن اسكتلندا فعاليات مستمرة للتضامن مع غزة منذ بدء العدوان، فإضافة إلى المظاهرات الأسبوعية المنتظمة الحاشدة في المدن الاسكتلندية الكبرى، نُظّمت وقفات احتجاجية عدة واعتصامات محدودة في محطات القطارات الرئيسية، وإضراب أسبوعي لأطفال المدارس تضامناً مع أطفال فلسطين، ووقفات جماهيرية أمام مصانع السلاح للضغط على العاملين لعدم السماح بتصدير أية أسلحة إلى الأراضي المحتلة.