اغتيال رئيس بلدية بدرعا و"الجيش الوطني" ينفي إرسال مقاتلين إلى أوكرانيا

24 مارس 2022
تتواصل عمليات الاغتيال في درعا (Getty)
+ الخط -

تتواصل عمليات الاغتيال في درعا، جنوبي سورية، والتي طاولت، اليوم الخميس، رئيس المجلس البلدي في مدينة الصنمين، شمال درعا، محمود محمد العتمة، فيما نفى الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، أن يكون قد أرسل مقاتلين إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا.

وأكد الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن مجهولين اغتالوا بالرصاص العتمة، اليوم الخميس، مشيراً إلى أن العتمة عمل رئيساً للمجلس البلدي في مدينة الصنمين، بعد اغتيال رئيس المجلس البلدي السابق عبد السلام الهيمد في أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

وكان قد جرى قبل أيام قليلة اغتيال رئيس المجلس البلدي تيسير حمدي العقلة في مدينة جاسم، شمالي درعا، حيث تم أيضاً استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين. وقد بدأ أيضاً بالعمل كرئيس مجلس بلدي في مدينة جاسم، بعد اغتيال رئيس المجلس السابق في يناير/ كانون الثاني 2021.

مقتل مدني بقذائف النظام غرب حلب

كما قضى مدني، اليوم الخميس، إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية، استهدف قرى وبلدات بريف حلب الغربي، ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

وقال الناشط محمد الضاهر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الحاج محمد عمر عبد الكريم، وهو مهندس مُسن يتحدر من بلدة تقاد بريف حلب الغربي، قضى ظهر اليوم، الخميس، وأُصيب شخص آخر بجروح متفاوتة، إثر قصف مدفعي طاول منازل المدنيين في قرية بلنتا القريبة من مدينة الأتارب، غربي محافظة حلب"، مضيفاً أن "قصفاً مماثلاً طاول قرى وبلدات كفر عمة، وكفر تعال، وتقاد، وتديل، في الريف ذاته، دون وقوع إصابات بشرية".

إلى ذلك، استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، مقرات قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتمركزة ضمن "الفوج 46" غرب محافظة حلب، مُعلنةً عن تحقيق إصابات مباشرة نتيجة الاستهداف، مؤكدةً أن "القصف يأتي رداً على استهداف المناطق الآمنة".

اغتيال صيدلاني بريف دير الزور

في سياق منفصل، قضى صيدلاني مدني، مساء الخميس، إثر استهدافه برصاص مجهولين في بلدة أبو حردوب شرقي محافظة دير الزور، شرقي البلاد.

وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، من دير الزور في حديث لـ"العربي الجديد، إن "مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على الشاب عبد الحميد الصالح، البالغ من العمر 38 عاماً، وهو صيدلاني في المنطقة، بالقرب من دوار الكتاب وسط البلدة ما أدى لوفاته على الفور"، مؤكداً أن "الأهالي عثروا على جثة الصيدلي بعد مقتله".

وأشار البوكمالي إلى أن "الصالح كان عائداً من صيدليته إلى المنزل، وهو ينحدر من بلدة أبو حردوب ذاتها، وليس له أي صلة سواءً بحزب سياسي أو عسكري".

وكان أحمد العجان، وهو أحد وجهاء عشيرة العنابزة، قد قُتل يوم أمس الأربعاء، إثر استهداف برصاص خلايا يرجح أنهم يتبعون لخلايا تنظيم "داعش"، في بلدة جزرة البوشمس بريف دير الزور الغربي، بحجة التعامل مع "قسد". وفق أبناء البلدة.

من جهة أخرى، واصلت الطائرات الحربية الروسية غاراتها الجوية، مستهدفة بشكلٍ مكثف كهوف ومغاور تتخذها خلايا تنظيم "داعش" أوكاراً لها في بادية الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، في حين طاولت الغارات مغاور جديدة اكتشفتها المليشيات المرتبطة بروسيا ضمن سلسلة جبال العمور القريبة من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، في ظل مواصلة المليشيات المرتبطة بروسيا الدفع بتعزيزات عسكرية إلى بادية الرقة الغربية، لكبح خلايا التنظيم بعد الخسائر الفادحة التي تلقتها خلال الأيام الماضية.

نفي إرسال مقاتلين لأوكرانيا

إلى ذلك، أعلنت "غرفة القيادة الموحدة" (عزم)، العاملة ضمن "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، عن استهداف مناطق تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف حلب الشمالي، ردًا على القصف الذي تعرضت له مدينة أعزاز، أمس الأربعاء. وأوضحت أنه جرى قصف مواقع وتحصينات "قسد" بالمدفعية في مدينة تل رفعت، شمالي حلب، بحسب ما نشرته الغرفة عبر "تويتر". كما طاول القصف مواقع قسد في قرى المعلق وصيدا، شمالي الرقة. 

وكان شخص قد قُتل وأُصيب ستة آخرون أمس جراء قصف تعرضت له مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، واتُهمت قسد وقوات النظام بالوقوف خلفه. 

من جهة أخرى، أكدت "هيئة ثائرون للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني" عدم صحة التقارير الصادرة عن "بعض الجهات الإعلامية والحقوقية"، حول إرسال مقاتلين من الجيش الوطني للقتال في أوكرانيا مقابل مبالغ مالية.

واعتبر البيان، الصادر اليوم الخميس، أن التقارير تهدف إلى "تشويه سمعة الجيش الوطني المناضل من أجل كرامة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب"، مؤكداً وقوف "الجيش الوطني" إلى جانب الشعب الأوكراني، وتعاطفه معه "لما يتعرض له من جرائم حرب، لكن دون إرسال قوات للمشاركة في التصدي للغزو الروسي".

وكانت منظمة "سوريون من أجل العدالة" قد ذكرت أن عدة فصائل، وأبرزها فرقة "السلطان مراد" التي يقودها فهيم عيسى، عمدت إلى تسجيل أسماء مئات المقاتلين الراغبين بالقتال في أوكرانيا.

وذكرت المنظمة، في تقرير لها أمس الأربعاء، أنها تواصلت مع ثلاثة مقاتلين سجلوا أسماءهم، إضافة إلى قيادي أكد تسجيل نحو ألف اسم، دون الحصول على الموافقة التركية النهائية لبدء عمليات النقل، خاصة بالنسبة للمقاتلين ذوي الخبرة القتالية العالية.

كما أكد بعض المقاتلين المعارضين، من بينهم شخصيات محلية معروفة، رغبتهم بالقتال في أوكرانيا، ونشروا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل المقاتل في صفوف الجيش الحر سهيل الحمود، الملقب بـ"أبو التاو"، الذي أبدى استعداده القتال في أوكرانيا ضد روسيا.

في المقابل، أكدت تقارير متقاطعة أنه تجري في مناطق سيطرة النظام السوري عمليات تسجيل واسعة للراغبين في القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا. 

وذكرت منظمة "سوريون من أجل العدالة" أنها حصلت على معلومات تؤكد قيام شركة أمنية سورية تعمل كطرف وسيط لصالح شركة "فاغنر" الروسية، بنقل مقاتلين سوريين موجودين في ليبيا، وتحديداً في مدينة بنغازي، إلى سورية، من أجل نقلهم إلى روسيا للمشاركة بعدها في المعارك الدائرة في أوكرانيا كمرتزقة إلى جانب القوات الروسية.

وتقول المنظمة إنها رصدت ازدياد وتيرة عمليات تسجيل أسماء مقاتلين راغبين بالقتال في أوكرانيا كمرتزقة في عدة محافظات سورية خاضعة لسيطرة النظام، لكنها لم تستطع حتى الآن التحقق من رحلات جوية مباشرة نقلت هؤلاء المقاتلين إلى روسيا، حتى تاريخ إعداد تقريرها في 16 من الشهر الجاري.

المساهمون