توفي رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، اليوم الجمعة، متأثراً بجروح أصيب بها في أعقاب هجوم تعرّض له خلال حدث انتخابي في منطقة نارا.
وقالت وسائل إعلام يابانية في وقت سابق، إن رجلاً فتح النار على آبي (67 عاماً) من الخلف بمسدس محلي الصنع على ما يبدو، بينما كان يلقي كلمة في مدينة نارا بغرب البلاد.
وهذه أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على رجل يبلغ من العمر 41 عاماً، يشتبه في أنه نفذ الهجوم. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن المشتبه به ويدعى تيتسويا ياماجامي قوله للشرطة إنه كان غير راضٍ عن آبي وأراد قتله. وأفادت الشرطة بأن المشتبه به في تنفيذ الهجوم من سكان نارا. وقالت وسائل إعلام إنه خدم في الجيش الياباني حتى 2005. وامتنع وزير الدفاع نوبو كيشي عن التعليق.
Officials say former Japanese Prime Minister Abe Shinzo has been confirmed dead. He served as the country's prime minister twice. Here is a chronology. #nhkworldhttps://t.co/CKPAs8t8uZ
— NHK WORLD News (@NHKWORLD_News) July 8, 2022
وأكد المستشفى وفاة آبي بعد ظهر الجمعة، بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي.
وقال الطبيب هيديتادا فوكوشيما من مستشفى نارا الجامعي، "نُقل شينزو آبي (إلى المستشفى) عند الساعة 12,20. كان القلب متوقفاً لدى وصوله. حاول الأطباء إنعاشه، لكن للأسف توفي عند الساعة 17,03" (08,03 بتوقيت غرينتش).
وكانت وسائل إعلام يابانية أفادت في وقت سابق اليوم بأن آبي لم تظهر عليه أيّ مؤشّرات حيويّة بعد نقله إلى المستشفى. ونقلت محطّة "إن إتش كيه" الوطنيّة عن إدارة إطفاء محلية، أنّ رئيس الوزراء السابق آبي يبدو أنّه يعاني من توقّف وظيفة القلب والجهاز التنفّسي، وهي عبارة مستخدمة في اليابان قبل تأكيد الوفاة رسميًا.
Second video shows the attempted assassination of former Japanese Prime Minister Shinzo Abe
— BNO News (@BNONews) July 8, 2022
NOTE: Video not graphic, but viewer discretion is advised pic.twitter.com/BZNGHP78ds
وأكدت الحكومة اليابانية اليوم، أن آبي كان ضحية هجوم مسلّح في منطقة نارا بغرب البلاد. وصرح المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو لصحافيين بأنه "تم إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق آبي حوالى الساعة 11,30 صباحاً في نارا. أوقف رجل يشتبه بأنه مطلق النار".
وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أكد في وقت سابق اليوم، أن آبي في "حالة خطرة جداً" بعد تعرضه لإطلاق نار، مضيفاً "أصلي ليبقى رئيس الوزراء السابق آبي على قيد الحياة"، مشيراً إلى أن ما حصل "عمل همجي خلال الحملة الانتخابية التي تشكل أساس الديمقراطية. عمل لا يغتفر إطلاقاً وأدينه بأشد العبارات".
وداهم عناصر من الشرطة اليابانية منزل الرجل المشتبه بتنفيذه الهجوم، على ما ذكرت هيئة البث الوطنية اليابانية. وأظهرت مشاهد بثتها الهيئة، عدداً من عناصر الشرطة المزودين بالمعدات الواقية وحاملين الدروع، وهم يدخلون مبنى قالت هيئة البث إنه منزل رجل اعتقل بعد الهجوم بشبهة محاولة القتل.
وقالت شابة كانت في مكان الحادث، إن آبي "كان يلقي كلمة ووصل رجل من خلفه"، مشيرة إلى أن "الطلقة الأولى بدت وكأنها لعبة، ولم يسقط، وسمع دوي انفجار كبير. الطلقة الثانية كانت أكثر وضوحاً، وتمكنا من رؤية الشرارة والدخان". وتابعت "بعد الطلقة الثانية أحاط به الناس وقاموا بتدليك قلبه".
وأشار مصدر من الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم لوكالة جيجي برس للأنباء، إلى أن آبي وقع أرضاً وكان ينزف من رقبته.
بدوره، قال رجل الأعمال ماكوتو إيتشيكاوا، الذي كان في مكان الحادث، لـ"رويترز": "كان هناك دوي قوي ثم دخان"، مضيفاً أن السلاح كان بحجم كاميرا التلفزيون. وأضاف "في الطلقة الأولى، لم يعرف أحد ما كان يحدث، ولكن بعد الطلقة الثانية، تصدت له ما بدت أنها قوة خاصة".
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة واسيدا، أيرو هينو، أن إطلاق النار هذا لم يسبق له مثيل في اليابان. وقال "لم يحدث أبداً شيء كهذا من قبل".
ويرافق أفراد أمن مسلحون كبار السياسيين اليابانيين، لكنهم غالباً ما يقتربون من الجمهور، خاصة في أثناء الحملات السياسية عندما يلقون خطباً في الشوارع ويصافحون المارة.
وفي عام 2007، تعرض حاكم ناجازاكي لإطلاق نار على يد أحد أفراد عصابات الياكوزا، مما أودى بحياته. واغتيل رئيس الحزب الاشتراكي الياباني خلال خطاب ألقاه عام 1960 على يد شاب يميني بسيف ساموراي قصير. وتعرض عدد قليل من السياسيين البارزين بعد الحرب لهجمات، لكنهم لم يصابوا بأذى.
وتطبّق اليابان واحداً من أشد القوانين صرامة في مراقبة الأسلحة في العالم. وعدد القتلى في حوادث إطلاق نار في هذا البلد الذي يضم 125 مليون نسمة، ضئيل جداً. وإجراءات الحصول على ترخيص بندقية طويلة ومعقدة حتى للمواطنين اليابانيين، الذين يجب عليهم أولاً الحصول على توصية من جمعية الرماية ثم الخضوع لمراقبة صارمة من قبل الشرطة.
وكان آبي رئيس الوزراء الذي بقي في السلطة لأطول مدة في تاريخ البلاد. فقد شغل المنصب في 2006 لمدة عام، ثم من 2012 إلى 2020 عندما اضطر للاستقالة لأسباب صحية.