أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، أنّ عملية إعادة إعمار قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، سوف تتم من خلال الحكومة الفلسطينية باتفاق جميع الدول، مشيرًا إلى أنه سوف يتم تشكيل فريق لمتابعة عملية إعادة الإعمار.
وأشار اشتية، في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية، التي عقدت بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إلى أنّ عددًا من الوزراء وصلوا الأسبوع الماضي إلى قطاع غزة، للبدء بعملية حصر الأضرار التي أصابت البنية التحتية والمباني السكنية والأبراج، إضافة إلى حصر الأضرار التي لحقت بجميع القطاعات، وخاصة الصحة، والكهرباء، والمرافق الاقتصادية والزراعية، ومؤسسات الحكم المحلي.
وأوضح اشتية أنه سيتم تشكيل فريق من الوزراء والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمتابعة عملية إعادة الإعمار، مؤكداً أنه "تم الاتفاق مع جميع دول العالم على أنّ إعادة الإعمار ستتم من خلال الحكومة الفلسطينية".
وقال اشتية إنّ "الأشقاء في الدول العربية، التي قمنا بزيارتها خلال الأيام الماضية، أكدوا ضرورة إيجاد مسار سياسي ينهي الاحتلال، وحشد الدعم من أجل القدس، وإعادة إعمار قطاع غزة"، مضيفًا أنه أجرى محادثات مثمرة مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والحكومة القطرية، كما أكد أن اللقاءات التي جرت أيضًا مع الأردن والكويت وسلطنة عمان كانت في غاية الأهمية.
وفي ما يتعلق بملف المصالحة، أعرب اشتية عن أمله بأن تتوج اللقاءات التي تجرى حالياً في القاهرة بين فصائل العمل الوطني بالنجاح، لطي صفحة الانقسام وإغاثة أهل قطاع غزة، مشيرًا إلى ضرورة البناء على ما حققه الشعب الفلسطيني من تضامن دولي لتعزيز الوحدة الوطنية.
كما أشار اشتية إلى أهمية نجاح هذه اللقاءات لمواجهة المخاطر والتحديات، التي ما زالت تواجه القضية الفلسطينية بعد مرور 73 عاماً على النكبة، و54 عاماً على احتلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية خلال حرب الخامس من يونيو/حزيران عام 1967.
وفي سياق منفصل، قال اشتية إنّ سلطات الاحتلال وضعت حجر الأساس لنحو 350 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة بيت إيل المقامة على أراضي محافظة رام الله والبيرة، إضافة إلى الاستيلاء على نحو 600 دونم من أراضي قرى (بيتا، وقبلان، ويتما)، خلال الشهر الماضي، لصالح التوسع الاستيطاني.
وأشار اشتية إلى أن المستوطنين، بدعم من قوات الاحتلال، يواصلون اعتداءاتهم على القرى والبلدات المستهدفة أراضيها بالمصادرة، مثمنًا صمود أبناء الشعب الفلسطيني في بيتا، ودير استيا، وكفل حارس، ونعلين، وكفر قدوم، أمام إرهاب المستوطنين.
وقال اشتية إنّ "ثبات المقدسيين ورباطهم في بيوتهم وأحيائهم وفي المسجد الأقصى حملا سلطات الاحتلال على منع تنظيم (مسيرة الأعلام) في شوارع البلدة القديمة"، مؤكداً أنّ "الإرادة الفلسطينية التي جسدّها الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده قادرة على تحقيق الكثير".
ووجّه اشتية التحية لعائلة الكرد المقدسية قائلاً "نطمئن أنّ قضيتنا العادلة بيد جيل صلب قادر على الدفاع عن قضيته بصموده وكلمته وبصورة من هاتفه لتصل إلى العالم أجمع، هذا الصوت لن يستطيع الاحتلال إسكاته لا بالاعتقال ولا بالقمع".
وقدّم رئيس الوزراء الفلسطيني تعازي الحكومة لعائلات شهداء الدفاع عن الأرض في جبل صبيح في بيتا وشهيد جامعة بيرزيت، وجميع الشهداء الذين ارتقوا وهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم.
وأدان اشتية ما يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 من عمليات تنكيل واعتقال، بسبب تضامنهم مع أبناء شعبهم في الأراضي المحتلة، مطالباً المنظمات الحقوقية الدولية بـ"التدخل لوقف ما يتعرضون له من اضطهاد وعنصرية".