استياء غربي من واشنطن بعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان

16 اغسطس 2021
ميركل: التدخل الغربي في أفغانستان "لم يكن نجاحه" على قدر الآمال المعقودة (Getty)
+ الخط -

تتوالى الانتقادات الشديدة للولايات المتحدة وبينها مواقف من الجانب الغربي، بعد استيلاء حركة "طالبان" على السلطة في أفغانستان، ما يكرس فشل عشرين عاماً من الالتزام العسكري لحلف شمال الأطلسي في هذا البلد.

ومن وزير الدفاع البريطاني وصولاً إلى المستشارة الألمانية وخليفتها المحتمل، لم يخف الحلفاء الأوروبيون لواشنطن امتعاضهم وسط مشاهد الذعر في مطار كابول لآلاف الأفغان وهم يحاولون يائسين الفرار من بلادهم.

وبعد عقدين من الوجود العسكري الغربي، باتت أفغانستان في أيدي "طالبان" التي تقوم بدوريات في شوارع كابول ودخلت القصر الرئاسي.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن عودة "طالبان" إلى السلطة التي طردها منها الأميركيون في 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر /أيلول هي "فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تُحلّ في ليلة وضحاها".

وهو حدث نادر في العلاقات المميزة بين لندن وواشنطن، بحيث انتقدت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون علناً منذ عدة أيام القرار الأميركي بالانسحاب، والذي أدى الى رحيل قوات حلف الاطلسي وبينها جنود من ألمانيا وبريطانيا.

وفي ألمانيا، الحليف التقليدي الآخر للولايات المتحدة، كان الاستياء واضحاً فيما تنشط السفارات لإجلاء رعاياها والموظفين الأفغان الذين عملوا لديها. واعتبرت المستشارة أنجيلا ميركل الإثنين أن التدخل الغربي في أفغانستان "لم يكن نجاحه" على قدر الآمال المعقودة، على الرغم من الضربات التي تلقّاها تنظيم القاعدة منذ العام 2001.

وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي في برلين "من المسلّم به أن القاعدة لم تعد قادرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة انطلاقاً من أفغانستان كتلك التي شنّتها في 11 أيلول/سبتمبر 2001"، لكنّها شددت على أن "كل الأمور الأخرى التي تلت لم تتكلل بالقدر نفسه من النجاح ولم تتحقق وفق ما خطّطنا له".

وكانت المستشارة التي تغادر السلطة في ختام انتخابات تشريعية في 26 سبتمبر/أيلول تطرقت سابقاً أمام مسؤولي حزبها الى أسباب "سياسية داخلية" وراء الانسحاب الأميركي.

أكبر إخفاق

واعتبر وزير الخارجية الألماني الاثنين أن المجتمع الدولي "أساء تقدير" الوضع في أفغانستان. وأوضح هايكو ماس "لا شيء إضافياً لنقوله. نحن جميعاً، الحكومة، أجهزة الاستخبارات، المجتمع الدولي، اسأنا تقدير" الوضع في أفغانستان.

وقد اعتبر رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي تتزعّمه المستشارة الألمانية الإثنين أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو "أكبر إخفاق" للحلف الأطلسي منذ تأسيسه.

وقال رئيس الحزب أرمين لاشيت إن استيلاء حركة "طالبان" على السلطة بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي يبيّن بوضوح أن "تدخّل المجتمع الدولي لم يتكلّل بالنجاح". وتابع "إنه أكبر إخفاق لحلف شمال الأطلسي منذ تأسيسه، ونحن أمام تحوّل تاريخي".

خطأ

وأمام هذه الانتقادات غير المسبوقة منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، سيتحدث الرئيس جو بايدن عند الساعة 19,45 ت غ حول الوضع في أفغانستان.

وكان بايدن أكد في آخر خطاب علني له في 10 أغسطس /آب أنه "غير نادم" على قرار سحب كل الجنود الأميركيين من أفغانستان بحلول 31 أغسطس/آب.

المرارة في ألمانيا أكبر، وخصوصاً أنها كانت ثاني دولة مساهمة في القوات الأجنبية في أفغانستان في السنوات العشرين الماضية، خلف الولايات المتحدة مع حوالى 150 ألف عنصر.

وتحدث وزير الخارجية الأسبق يوشكا فيشر الاثنين عن "خطأ". وقال فيشر، الذي كان يشغل منصب وزير خارجية ألمانيا في بدء تدخل حلف الأطلسي في أفغانستان عام 2001، "لم أتوقع مثل هذا القرار بالانسحاب سريعاً". وأضاف "نرى تداعياته اليوم". وتريد ألمانيا نشر جنود في أفغانستان لإجلاء آخر الرعايا الأفغان المهددين بحسب مصادر برلمانية.

من جهتها، استأنفت روسيا اتصالات مع "طالبان". ويلتقي سفيرها في كابول الثلاثاء ممثلين عن "طالبان"، بحسب مبعوث الكرملين الى أفغانستان زامير كابولوف.

وعلى عكس الدول الغربية التي سارعت لإجلاء دبلوماسييها من البلاد في خضم بسط حركة "طالبان" سيطرتها في نهاية الأسبوع، أعلنت روسيا أنها ستبقي سفارتها في كابول مفتوحة.

وتسعى روسيا التي كانت مستعدة لوصول "طالبان" إلى السلطة، إلى تجنب زعزعة استقرار منطقة نفوذها في آسيا الوسطى. وكانت موسكو أكدت وسخرت في الأيام الماضية من فشل منافسها الأميركي بعد عشرين عاماً من الحرب في أفغانستان.

(فرانس برس)