أكد مسؤولون أمنيون عراقيون أن الهجمات التي تشنّها الفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بإيران، على القواعد الأميركية، منذ أسبوعين، ما زالت ضعيفة، من ناحية الأضرار التي تحدثها داخل تلك القواعد، وتأثيرها في المشهد الأمني العام.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نُفذ 12 هجوماً بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا، على قاعدتي حرير، وعين الأسد، ومعسكر فيكتوريا، الملاصق لمطار بغداد غربيّ العاصمة العراقية. وتضم تلك المواقع الثلاثة المئات من العسكريين الأميركيين وقوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرزها البريطانية والفرنسية.
ولم توقع الهجمات التي أعلنت واشنطن التصدي لعدد منها قبل وصولها إلى أهدافها، خسائر، وهو ما قد يشير إلى عدم رغبة الفصائل الحليفة لإيران في التصعيد كثيراً، وإلى أن هجماتها تأتي في سياق التخلص من الحرج الذي تواجهه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال مسؤول أمني عراقي رفيع اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ الجهات الأمنية اتخذت إجراءات مشددة لمنع الهجمات على القواعد التي تضم جنوداً أميركيين في البلاد، مبيّناً أنّ "من الواضح أن نوعية أو قوة تلك الهجمات ليست كافية لإيقاع خسائر أو أضرار.. نحو نصفها لم يصب أهدافه".
وأشار إلى أنّ "ضعف الهجمات قد يرجع إلى اندماج عدد من الفصائل المسلحة ضمن الحكومة والبرلمان، وهذا ما يجعلها ملتزمة نوعاً ما التوجه الحكومي". وبيّن أنّ "الكثير من الفصائل لم تشارك بالهجمات، وأن مواقف البعض منها غير معلن، وبعضها الآخر يعلن مواقف داعمة للهجمات، إلا أنه لم يشارك فعلياً فيها". وأكد أنّ "استمرار الهجمات على هذه الوتيرة سيجعلها من دون أي تأثير يذكر".
وتحاول قيادات الفصائل المسلحة إلقاء الكرة بملعب الحكومة والبرلمان، من خلال لغة التهديد العالية ضد المصالح الأميركية، والمطالبة بإخراج قواتها من العراق، وهي مطالب ذات سقف عالٍ جداً، قياساً بالهجمات المحدودة.
من جهته، اتهم عضو حركة "حقوق"، الجناح السياسي لحزب الله العراقي، حسين الكرعاوي، واشنطن بالضغط على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بشأن الحرب على غزة، خشية من "استمرار ضربات المقاومة والتحول نحو المواجهة المباشرة ضد قواتها في العراق وسورية".
وأكد في تصريح لمحطة إخبارية عراقية، أول أمس الاثنين، أنّ "أميركا تحاول جهد الإمكان إبعاد العراق عن دائرة الصراع الفلسطيني – الصهيوني من خلال ممارسة الضغوط على السوداني كي يكون خارج هذه المواجهة وإيقاف دعمه للقضية الفلسطينية، خصوصاً بعد أن اتضح موقف العراق على وجه الخصوص من هذا الصراع".
وأضاف أنّ "أميركا تعلم جيداً ما تملكه المقاومة العراقية من قوة وتأثير وقدرة على إحداث الفارق وإفشال مخططات قواتها في سورية والعراق، وأنها تخشى من عمليات المقاومة العراقية، حيث استشعرت الخطر من تحولها إلى المواجهة المباشرة، وخصوصاً في حال تحرُّك القوات الأميركية نحو التدخل المباشر لمناصرة الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني".
وكان زعيم تحالف "الفتح" ضمن "الإطار التنسيقي" هادي العامري، قد دعا، الاثنين، الحكومة العراقية إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحديد جدول زمني جدي ومحدد وقصير الأمد لخروج القوات الأميركية من العراق، محذراً من تسويف الملف "كما حصل سابقاً".
واستأنفت الفصائل العراقية المسلحة، في الأيام السابقة، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على القواعد التي تضم جنوداً أميركيين في العراق، في سلسلة هجمات قالت الفصائل إنّها تأتي رداً على مشاركة الولايات المتحدة ودعمها للاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة.