استفتاء الجزائر: تعليق كامل للاقتراع في القبائل.. ونسبة المشاركة في حدود 5.88% عند 11 صباحاً
أعلن رئيس هيئة الانتخابات في الجزائر محمد شرفي، ظهر الأحد، أن "99 في المئة من مكاتب التصويت الخاصة بالاستفتاء الشعبي على الدستور فتحت أبوابها". فيما ذكرت مصادر أن غالبية مراكز التصويت في ولايات منطقة القبائل (ذات غالبية السكان الأمازيغ) لم تفتح أبوابها بسبب تخريبها من قبل الرافضين لإجراء الاستفتاء، ولعدم توفر الظروف الأمنية المناسبة، قبل أن يعلن عن تعليق كامل للاقتراع في المنطقة.
وقد جرى الاستفتاء الشعبي للدستور الجديد بوتيرة أبطأ في مدن وبلدات منطقة القبائل، ذات الغالبية الأمازيغية، بسبب إقدام محتجين رافضين لإجراء الاستفتاء على غلق عدد من مكاتب الاقتراع وتخريبها، وحرق صناديق التصويت، وفي ظل مسيرات مؤيدة للحراك الشعبي ومناوئة للسلطة.
وأعلنت سلطة الانتخابات بولاية بجاية غلق ثلاثة مكاتب تصويت فتحت فقط في كامل الولاية، بينما لم تفتح مجموع مكاتب التصويت الموجودة في 52 بلدية تابعة لها، والتي أنهي فيها الاستفتاء منتصف النهار على نسبة تصويت بلغت 0.28 في المئة.
وأعلن يوسف غربي، مندوب هيئة الانتخابات بولاية تيزي وزو، التي سجلت أدنى نسبة تصويت 0.03 في المئة، في تصريح صحافي، غلق مكاتب التصويت في 63 بلدية من مجموع 67 بلدية بالولاية لأسباب أمنية، واستمرار التصويت فقط في 42 من مجموع 697 مركز تصويت.
وقال غربي، في تصريح صحافي: "قررنا توقيف الاستفتاء حتى لا تحدث مصادمات بين السكان الرافضين للاستفتاء والشرطة، وتجنبا لأي انزلاق. وعلى الساعة الواحدة سيتم إجراء فرز 209 أوراق للناخبين الذين صوتوا في الولاية من قبل القضاة".
واقتحم شبان رافضون للاستفتاء مكاتب التصويت في مدينة ذراع الميزان بولاية تيزي وزو، وقاموا بتخريب مكتب التصويت وبعثرة الأوراق والمواد الانتخابية. كما شهدت مدينة تيزي وزو نفسها مناوشات بين الشرطة ومحتجين يرفضون إجراء الاستفتاء. وفي بلدة آث ورتيلان بولاية سطيف نظمت مسيرة رفضا للانتخابات، كما شهدت مدن بشلول وأمشدالة والأصنام بولاية البويرة قرب العاصمة الجزائرية مناوشات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يطالبون بوقف الاقتراع.
وشهدت مدن عدة بولاية بجاية، شرقي الجزائر، مسيرات رفضا للاستفتاء، أحرق خلالها الشباب العجلات المطاطية.
وشهدت مدينة خراطة اليوم مسيرة رافضة للاستفتاء. وفي بلدية سمعونوآ معوش بالولاية نفسها، اقتحم مجموعة من الناشطين الرافضين لإجراء الاستفتاء مقر مندوبية السلطة الوطنية للانتخابات ومراكز الاقتراع، وقاموا برمي أوراق التصويت ومواد انتخابية أخرى في الشارع.
اقتحم شبان رافضون للاستفتاء مكاتب التصويت في مدينة ذراع الميزان بولاية تيزي وزو، وقاموا بتخريب مكتب التصويت وبعثرة الأوراق والمواد الانتخابية. كما شهدت مدينة تيزي وزو نفسها مناوشات بين الشرطة ومحتجين يرفضون إجراء الاستفتاء.
وفي أوقاس بالولاية ذاتها، نظم رافضون للاستفتاء الليلة الماضية مسيرة انتهت باقتحام مقر البلدية، وإخراج أوراق التصويت وحرقها، دون أن تتدخل قوات الشرطة.
وامتد رفض إجراء الاستفتاء بحدة أقل إلى الخارج. ففي فرنسا شهدت بعض مراكز الانتخاب الخاصة بالجالية الجزائرية محاولة بعض الناشطين منع الناخبين من التصويت، في مدن مارسيليا وباريس وليون، ما استدعى طلب القنصلية من الشرطة تأمين مكاتب الاقتراع.
كما تجمع ناشطون أمام مركز التصويت الخاص بالجالية في بيرمنغهام في لندن.
وأطلق ناشطون دعوات للتظاهر اليوم في العاصمة الجزائرية، لكن السلطات الأمنية تحكم مراقبة المداخل الرئيسية للعاصمة، وتنتشر بشكل كبير في وسطها، لمنع أي تجمع أو مظاهرة.
ونشرت السلطات أعدادا كبيرة من قوات الأمن والشرطة في العاصمة خاصة، وفي المدن الكبرى، منعا لأية مظاهرات للحراك ورافضي الانتخابات.
نسب التصويت
إلى ذلك، أعلن رئيس هيئة الانتخابات أن النسبة الأولية للمشاركة في الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد بلغت 5.88 في المئة، إلى حدود الساعة 11 صباحا، بعد ثلاث ساعات من فتح مكاتب الاقتراع وبدء التصويت.
وقال شرفي، خلال تقديمه بيانات أولية حول الاستفتاء، إن عدد الناخبين الذين صوتوا في الثلاث ساعات الأولى يقارب 1.3 مليون ناخب، من مجموع 24.4 مليون ناخب مسجلين في اللائحة الانتخابية.
وسجلت أعلى نسبة تصويت بولايات الجنوب، كولاية اليزي القريبة من الحدود مع ليبيا بـ18 في المئة، وتمنراست القريبة من الحدود مع مالي بـ12 في المئة، فيما سجلت الولاية النفطية ورقلة، وعلى غير العادة، أدنى نسبة تصويت في ولايات الجنوب بثلاثة في المئة.
ولا تزال نسبة التصويت متدنية في ولايات شرقي الجزائر، حيث لم تتجاوز في ولاية برج بوعريريج وأم البواقي وسطيف حدود 5 في المئة، و5.4 في أم البواقي، بينما سجلت ولاية عين الدفلى والمدية قرب العاصمة الجزائرية نسبة 7 في المئة، وبين أربعة إلى خمسة في المئة في ولايات وهران وتلمسان غربي البلاد.
وكانت مكاتب الاقتراع قد فتحت أبوابها في الثامنة من صباح اليوم، في 1541 بلدية، تضم 13 ألف مركز اقتراع، وأكثر من 60 ألف مكتب تصويت، إضافة إلى 43 مركز تصويت للجالية في الخارج، أمام الناخبين في خامس استفتاء شعبي حول الدستور، بهدف السماح لأكبر عدد ممكن من الناخبين للتصويت.
وقررت السلطة الوطنية للانتخابات السماح للمواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية بالتصويت بمجرد إظهار بطاقة هوية دون الحاجة لبطاقة الناخب.