استشهاد فلسطيني بعد محاصرة قوات الاحتلال منزلاً في نابلس شمالي الضفة

26 يوليو 2023
قوات الاحتلال تعتقل تسعة مواطنين من بيت لحم (Getty)
+ الخط -

استشهد شاب فلسطيني، اليوم الأربعاء، بعدما اقتحمت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية المنطقة الغربية لمدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية، في إسناد لقوة خاصة تسللت إلى مشارف مخيم عين بيت الماء غربيّ المدينة، وحاصرت منزلاً فيه.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب، باستشهاد الشاب محمد عبد الحكيم نعيم ندى (23 عاماً) جراء إصابته برصاصة مباشرة في الصدر خلال اقتحام جيش الاحتلال مدينة نابلس.

وأكد شهود عيان من المخيم لوسائل الإعلام أن جيش الاحتلال أصاب ندى بالرصاص وتركه ينزف ولم يسمح لطواقم الإسعاف بالاقتراب منه لأكثر من نصف ساعة. وباستشهاد ندى يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 209 شهداء.

وفي التفاصيل، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوة خاصة من جيش الاحتلال تسللت إلى المخيم المعروف باسم مخيم العين، وعندما اكتشفها المقاومون اشتبكوا معها وتبادلوا إطلاق النار، قبل أن يدفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المكان عبر الحاجز العسكري المقام على مدخل بلدة دير شرف غربيّ مدينة نابلس، الذي يؤدي شارعه الرئيسي إلى المخيم.

وذكرت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" - كتيبة نابلس، في بيان مقتضب، على حسابها على "تليغرام": "مجاهدونا يكتشفون أمر قوة خاصة في مخيم العين ويستهدفونها بصليات كثيفة من الرصاص. وقام المقاومون بتفجير عبوات محلية الصنع على مدخل المخيم في طريق الآليات العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي يحاصر جيش الاحتلال مداخل المخيم، وأطلقت طائرة مسيّرة في سمائه".

وانسحبت قوات الاحتلال من مخيم عين بيت الماء بعد عمليتها التي استغرقت أقل من ساعة.

وتسللت القوة الخاصة بسيارة تحمل رقماً فلسطينياً إلى داخل المخيم، وحاصرت منزل الشاب نور بسيوني واعتقلته بعد اشتباك مسلح مع المقاومين، قبل أن تنسحب.

وأُصيبت أمرأة بجراح بعد أن صدمت آلية عسكرية سيارتها مباشرةً في الشارع الرئيسي المحاذي للمخيم، فيما أُصيب شاب آخر من عائلة بسيوني بعد أن اعتدى عليه الجنود بالضرب بأعقاب البنادق بشكل وحشي.

مئات يشيعون الشهيد

وشيع الفلسطينيون، عصر الأربعاء، جثمان الشهيد ندى في مسقط رأسه بمخيم عين بيت الماء بمشاركة شعبية واسعة وعلى وقع هتافات غاضبة.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، حيث حمل الشهيد على الأكتاف ملفوفاً بعلم فلسطين، وجاب به المشيعون، وعددهم بالمئات، شوارع المدينة وصولاً إلى منزل الشهيد في المخيم حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، وبعد أداء صلاة الجنازة على جثمان الشهيد في ساحة بالمخيم أكمل المشيعون طريقهم باتجاه مقبرة المخيم حيث ووري جثمانه الثرى، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الناطق الإعلامي باسم مؤسسات وفعاليات نابلس، غسان حمدان.

ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان صحافي، بأشد العبارات "جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال وأدت إلى استشهاد الشاب ندى"، معتبرة أن هذه الجريمة هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف لجرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

حملة اعتقالات بالضفة

إلى ذلك، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات في مناطق متفرقة من الضّفة، طاولت 42 فلسطينياً، بينهم أسرى سابقون وأطفال.

ووفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني، فإنّ قوات الاحتلال اعتقلت تسعة فلسطينيين من بيت لحم، بينهم فتى، وثمانية من جنين، وسبعة من طوباس، بينهم الأسير السابق والجريح رايق بشارات (46 عاماً).

وأشار نادي الأسير إلى أنّ بشارات بُترت يداه عام 2002، واستشهدت زوجته، وأصيب نجله، وتعرض للمطاردة واعتقل عام 2003، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 9 سنوات، وأفرج عنه عام 2012، وأُعيد اعتقاله في عام 2021 خاض خلاله إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 53 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداريّ.

ولفت نادي الأسير إلى أن بقية الاعتقالات توزعت على محافظات: رام الله والبيرة، طولكرم، نابلس، القدس، وسلفيت. 

وأكّد نادي الأسير أنّ عمليات الاعتقال في تصاعد مستمر، حيث تشكّل أبرز أدوات الاحتلال الإسرائيليّ الثابتة والممنهجة التي يستخدمها، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ منذ العام المنصرم، وذلك في محاولة مستمرة لتقويض أي حالة مواجهة متصاعدة.

يُشار إلى أنّ الاحتلال اعتقل في النصف الأول من العام الجاري ما يزيد على 4000 فلسطيني.

إلى ذلك، اندلع اشتباك مسلح بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين في بلدة برقين، غرب جنين، شماليّ الضفة الغربية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان من البلدة.

على صعيد منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى في القدس المحتلة بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة.

كذلك أُصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بلدة بيتا، جنوب نابلس، شماليّ الضفة، وفق ما أكده الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، في تصريح صحافي.

وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال استولت على تسجيلات كاميرات مدرسة "بيرقوزا" خلال اقتحامها بلدة بيتا.

وأُصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، أمس الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة نعلين، غرب رام الله.

واقتحمت مجموعة من المستوطنين، أمس الثلاثاء، بحماية قوات الاحتلال، مساكن ومنشآت بمسافر يطا، جنوب الخليل، جنوبيّ الضفة الغربية، وفتشتها.

المساهمون