احتدام سباق التسلح بين الصين والهند

23 يوليو 2024
عربتان للجيش الهندي في الهيمالايا، 19 مايو 2024 (توصيف مصطفى/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إطلاق دبابة زوراوار الخفيفة**: كشفت الهند عن دبابة خفيفة محلية الصنع "زوراوار" مخصصة للتضاريس الجبلية في منطقة الحدود المتنازع عليها مع الصين، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول عام 2027.

- **مواصفات ومميزات الدبابة**: تتميز بوزنها الخفيف (25 طناً)، وقدرتها البرمائية، وسرعتها القصوى (65 كم/ساعة)، ومزودة بمدفع 105 ملم، وصواريخ، ورشاشات، ونظام استشعار تحذيري بالليزر.

- **التحديات والمقارنات مع الصين**: تواجه الهند تحديات في سباق التسلح مع الصين التي تمتلك تفوقاً عددياً وتكنولوجياً، مما يثير شكوكاً حول قدرة الهند على إدخال الدبابة نطاق الخدمة في الوقت المحدد.

كشفت الهند النقاب قبل أيام عن دبابة خفيفة محلية الصنع من طراز "زوراوار"، مخصصة لمنطقة الحدود المتنازع عليها بين الصين والهند في جبال الهيمالايا. ووفق صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية، الأحد الماضي، فإن هذه الدبابة أكثر ملاءمة للتضاريس الجبلية من الدبابات القتالية الثقيلة للجيش الهندي. ومن المتوقع دخولها الخدمة في غضون ثلاث سنوات. وأضافت الصحيفة أن نيودلهي كشفت بعد عامين ونصف العام فقط من التطوير، عن نموذج أولي لهذه الدبابة، وهي نتاج مشروع مشترك بين منظمة البحث والتطوير الدفاعية الحكومية وشركة التصنيع "لارسن آند توبرو"، وقد ظهرت لأول مرة في السادس من يوليو/تموز الحالي في منشأة اختبار بولاية غوجارات شمال غربي البلاد. وقد تمت تسميتها تيمناً بالجنرال الهندي زوراوار سينغ (1784 ـ 1842)، الذي هزم الصينيين في حرب دوغرا ـ التيبت (مايو/أيار 1841 ـ أغسطس/آب 1842). ووقعت المعركة حينها في منطقة وادي غالوان في لاداخ، حيث وقعت اشتباكات متقطعة بين الصين والهند بين مايو 2020 ويناير/كانون الثاني 2021.


كاي فنغ: الهند لا تزال بعيدة جداً في سباق التسلح فالصين تملك الأفضلية

التجارب الهندية

ونقلت "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" عن رئيس منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية سمير كامات، قوله: إن تجارب التطوير للعمل في الصحراء والارتفاعات العالية، من المتوقع أن تكتمل في غضون ستة أشهر، ومن المقرر بعد ذلك تسليمها إلى الجيش الهندي لإجراء المزيد من التجارب، وأن تدخل الدبابة الخدمة بحلول عام 2027. وكانت السلطات الهندية العسكرية قد تقدمت من منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية بطلب للحصول على دبابة خفيفة جديدة في إبريل/نيسان 2021 بعد أن أرسل الجيش الصيني دباباته الخفيفة "تايب 15"، إلى الخطوط الأمامية، إذ لم يكن لدى الجيش الهندي سوى دبابات قتال ثقيلة من طراز "تي 90" و"تي 70"، وهي غير مناسبة للتضاريس الجبلية الوعرة.

وبدأ تطوير دبابة زوراوار في أعقاب الاشتباك الحدودي الذي وقع عام 2020 مع الصين، هو الأسوأ منذ أربعة عقود، والذي أسفر عن مقتل 20 جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين. واستمرت قوات الجانبين في المواجهة في منطقة الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا منذ ذلك الحين ولا تزال المحادثات متعثرة. كما أرسل الجانبان المعدات والأفراد إلى المنطقة وأجريا تدريبات بالذخيرة الحية. وتتقاسم الصين والهند آلاف الكيلومترات من الحدود غير المحددة، المعروفة باسم خط السيطرة الفعلية، والتي تمتد على سلسلة من أعلى جبال العالم، بمتوسط ارتفاع يزيد عن 4 آلاف متر.

ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، عن الخبير العسكري الصيني لو جي بينغ، قوله إن الدبابات الثقيلة ستتأثر بالارتفاع، وأنه عادة تنخفض قوة المحرك بنسبة 1% في كل مائة متر من الصعود. لذا على هضبة ترتفع أربعة آلاف متر، فإن 40% من قوة المحرك تنفد. وأضاف: لكن باعتبارهما دبابتين خفيفتين، فإن النموذج الأولي من دبابة زوراوار والدبابة الصينية "تايب 15" أظهرا تمتعهما بمحرك عالي القدرة وجسم خفيف نسبياً، مما جعلهما أكثر رشاقة وأكثر ملاءمة للتضاريس الجبلية في الهيمالايا. وعن مميزات "زوراوار"، قال لو إن "وزنها يبلغ 25 طناً، ولديها وحدات عائمة قابلة للإزالة تجعلها برمائية، وهي شبيهة بالدبابة تايب 15 التابعة للجيش الصيني التي دخلت الخدمة منذ عام 2018، ويتم تشغيلها بواسطة طاقم مكون من ثلاثة أفراد ولديها مدفع رئيسي عيار 105 ملم". وأضاف: تتمتع كلتا المركبتين بصواريخ يتم إطلاقها من المدافع والرشاشات، فضلاً عن محطات أسلحة يتم التحكم فيها عن بعد، وقاذفات قنابل آلية. كما تبلغ السرعة القصوى لمركبة "زوراوار" 65 كيلومتراً في الساعة، بينما يمكن لمركبة "تايب 15" الوصول إلى سرعة 70 كيلومتراً في الساعة. ومن بين ميزاتها أيضاً أنها تحتوي على نظام استشعار تحذيري بالليزر للكشف عن الصواريخ المضادة للدبابات، ويمكنها نشر قنابل الدخان تلقائياً إذا تمت إضاءة الدبابة بواسطة شعاع ليزر للعدو.


يوان تشو: أشك في قدرة دبابة زوراوار على دخول الخدمة خلال ثلاث سنوات

الصراع بين الصين والهند

في رده على سؤال لـ"العربي الجديد"، حول تأثير طبيعة المنطقة على شكل وأدوات الصراع بين الصين والهند وكيف يمكن أن يفرض ذلك مقاربات واستعدادات عسكرية تقليدية قد لا تنفع معها التكنولوجيا العسكرية المتطورة، قال الباحث في الشؤون العسكرية في معهد "نان جينغ" للبحوث والدراسات الاستراتيجية، يوان تشو، إن جيش التحرير الشعبي الصيني أول من تنبه إلى هذه النقطة، وبادر إلى نقل مدرعاته الخفيفة من نوع "تايب 15" إلى الشريط الحدودي بين الصين والهند قبل أكثر من ثلاث سنوات. ولفت إلى أن عبور التضاريس والجسور والأنفاق الصغيرة والطرق الضيقة في تلك المناطق، كان صعباً بالنسبة للدبابات الثقيلة وغيرها من المعدات العسكرية الضخمة، لذلك كان الخيار بنقل الدبابات الخفيفة إلى المناطق النائية عن طريق القطارات والطائرات العسكرية. وإذ اعتبر أن إقدام الهند على هذه الخطوة مجرد محاكاة للتجربة الصينية، فإن يوان شكك في إمكانية دخول الدبابة زوراوار نطاق الخدمة في ظرف ثلاث سنوات. وقال إن الأمر يتطلب الكثير من المكونات الدقيقة والأجهزة المتطورة غير المتوفرة في الهند، وهو ما قد يشكل تحدياً كبيراً لنيودلهي خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن عدم الحصول على هذه التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي تساعد في عمليات الاستشعار عن بعد وتحديد الأهداف ستجعل المدرعة مجرد تابوت حديدي للجنود داخلها.

من جهته، قال الخبير في الشؤون الآسيوية المقيم في هونغ كونغ، كاي فنغ، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الهند لا تزال بعيدة جداً في مسألة سباق التسلح في منطقة الهيمالايا، إذ إن بكين تملك أفضلية من حيث التمركز والانتشار العددي للقوات البرية، وكذلك استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل المسيّرات التي تنقل الصور وتقدم الإشارات المباشرة والسريعة إلى المدرعات الخفيفة المنتشرة على الأرض والتي تتميز بمرونة الحركة في المناطق الوعرة. ولفت إلى أن الجيش الصيني يمتلك 175 ألف مركبة مدرعة صغيرة الحجم، بينما لا تزال الهند تتطلع لتطوير دبابات خفيفة من طراز زوراوار التي يصل عددها إلى 59 دبابة لا تزال تحت الاختبار. وأضاف أن الهند لديها سجل سيئ في مسألة التطوير الذاتي، وتجارب فاشلة كثيرة، منها مراحل التأخير التي شهدت تطوير الدبابة القتالية الهندية الرئيسية أرجون قبل دخولها نطاق الخدمة في عام 2004.

المساهمون