احتجاجات السويداء.. 114 يوماً في الساحات

08 ديسمبر 2023
احتجاجات السويداء مستمرة لليوم الـ 114 على التوالي (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت ساحة الكرامة استمرار احتجاجات السويداء لليوم الـ 114 على التوالي مع توافد آلاف المحتجين من أبناء مدن وأرياف المحافظة، تأكيداً على تمسكهم بمطالبهم برحيل نظام الأسد وفق القرارات الأممية.

وتميزت هذه الجمعة بانضمام تجمعين جديدين للاحتجاجات هما "تجمع الضباط المتقاعدين" و"تجمع القطاع المهني"، في استمرار لما انطلق قبل أسابيع من انضمام تجمعات نقابية للاحتجاجات وتأكيداً على الطابع التنظيمي المدني الذي بدأ يسود الحراك منذ دخوله شهره الثاني.

ووفقاً لشبكة "الراصد" المحلية، فإن تجمع الضباط المتقاعدين ضم أسماء بارزة من الضباط المتقاعدين في السويداء كالعميد المتقاعد نايف العاقل الذي كان سابقاً من أشد المؤيدين للنظام.

ويشكل الطابع النقابي الذي انبثق بحسب الناشط المدني، هاني عزام، نقلة نوعية وتغييراً بنيوياً قد يكون له دور عظيم في المستقبل المأمول في المحافظة، ويضيف عزام لـ"العربي الجديد" أنه يعتقد أن هذا النموذج سينتقل "بالعدوى إلى كل البقاع السورية، وخاصة بعد تصحر الفكر السياسي والنقابي وانحساره تحت العباءة البعثية التي سيطرت على كل مفاصل القرار وكتمت أنفاس الناس".

وشهدت محافظة السويداء خلال الأسبوع المنصرم انتفاضات أهلية قادها الحراك وتم خلالها ترحيل محتويات وأثاث مقرين لحزب البعث في كل من مدينتي شهبا والقريا ومن مقار فرق في قرى وبلدات أخرى، وأدى ذلك، بحسب ما نشره الأهالي على صفحات التواصل الاجتماعي، إلى الكشف عن عشرات التقارير الكيدية التي خطها البعثيون بأهاليهم.

واعتبر البعض في المحافظة أن هذه الخطوة ضرورية على اعتبار أن "الشعب الحزبية" هي في المرتبة الثانية بالهيكل التنظيمي للبعث، فيما اعتبر البعض أن هذه الحركة عبثية على اعتبار أن البعث سقط ضمنياً من حساباتهم ولم يعد يشكل شيئاً في نظرهم.

احتجاجات السويداء مستمرة لليوم الـ 114 على التوالي (العربي الجديد)
احتجاجات السويداء مستمرة لليوم الـ 114 على التوالي (العربي الجديد)

ومن الناحية الأمنية بدأت دوريات ليلية يومية نظمها تجمع "أبناء الجبل" تجوب شوارع وأحياء المدن الرئيسية والقرى والبلدات لتأمينها منعاً لحدوث جرائم الخطف والسلب والقتل والاغتيال، التي بدأ يلوح بها ويسوق لها بعض الإعلاميين الموالين للسلطة عبر حساباتهم الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك لمواجهة تجارة المخدرات.

احتجاجات السويداء بمواجهة التحدي الأمني

وقال الناشط المدني، منيف رشيد، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتراز الأمني بات ضرورة ملحة" في ظل الشائعات التي يطلقها من أسماهم بـ"أبواق النظام"، معتبراً أن "هؤلاء لا ينطقون عن الهوى إنما يقولون ما يؤمرون به من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام، وإن مثل هذه الشائعات لا تأتي من باب التكهن إنما من باب التخطيط المسبق كما عودتنا هذه السلطة".

وأضاف رشيد أن "فشل السلطة على مدار ما يقارب أربعة أشهر في جر أبناء المحافظة للاقتتال الأهلي، وفشلها باستثارة الأطياف على بعضها البعض على المستويين المحلي والوطني لم يروقا لها، لذلك ليس من المستبعد أن تبدأ الفتنة بالطريقة التي تنتهجها في درعا عن طريق الاغتيالات والتي تديرها في اتجاهين حيث من الممكن أن تقوم بقتل موالين لها أو اغتيال معارضين لها ثم بعد ذلك تبث أخباراً تثير الدم فيه بين الأهالي".

وفي شأن آخر، تلقت عائلة الشاب مؤنس الصحناوي من قرية بارك في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء، أمس الخميس، نبأ وفاته في معتقله بسجن صيدنايا في القسم العسكري.

ووفقاً لما ذكرته مصادر محلية، فإن الشاب كان اعتقل بتهم جنائية قبل ثلاثة أعوام في مدينة السويداء، بعدما داهمت شقته مجموعة مسلحة تابعة للأمن العسكري، حيث قال أقرباء له إن التهم الموجهة إليه ملفقة، وإن من قاموا باعتقاله مجموعة من الخارجين عن القانون وتجار المخدرات.

وأشارت المصادر إلى أن الشاب كان أصيب بشلل مفاجئ منذ أيام قُبيل وفاته، حسب البلاغ الصادر عن إدارة السجن، فيما ذكر مقربون من الشاب أن جثته كانت بحالة مزرية وأن جسده نحيل التصق عظمه بجلده، فيما تحدث آخرون عن وجود علامات تعذيب على جسده.

وقالت الناشطة الحقوقية والمحامية، سلام عباس، لـ"العربي الجديد" إنه يمكن "لذوي القتيل توثيق حالته الجسدية بصور وتسجيلها لدى المنظمات الأممية، لضمان نيل حقه في محاسبة قاتليه إن ثبت تورط إدارة السجن بمقتله مهما كانت أسباب الاعتقال".

وبحسب مصادر موثوق بها من قرية بارك، مسقط رأس الضحية، فإن صدمة موت الصحناوي كانت كبيرة على الموالين للسلطة قبل المعارضين؛ خاصة أنه لا توجد أي تهمة بحقه تستدعي تعذيبه وسجنه في صيدنايا السجن الذي يطلق عليه السوريون (المسلخ البشري).

المساهمون