اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية في مصر مع استمرار الاعتقالات و"خطة فينزل"

30 يوليو 2023
أعلنت الجهاد الإسلامي مقاطعة الاجتماع بسبب الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني (فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق اليوم الأحد اجتماعات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مصر، التي تُعقَد بدعوة من الرئيس محمود عباس وحضوره شخصياً، في ظل مقاطعة حركة "الجهاد الإسلامي"، واستمرار الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحملة الاعتقالات التي طاولت مقاومين من مختلف الفصائل.

ويرى قياديون في الفصائل أن اجتماع الأمناء العامين في مدينة العلمين يأتي في الوقت الذي تنفذ فيه السلطة على الأرض خطة الجنرال مايكل فينزل، المنسق الأمني الأميركي في القدس، للقضاء على المقاومة، وذلك استجابة لتفاهمات اجتماعي العقبة في فبراير/ شباط، وشرم الشيخ في مارس/ آذار.

وقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، ماهر الأخرس، إن الحركة تمسّكت بعدم المشاركة في لقاء أمناء الفصائل في مصر اليوم، بسبب استمرار الاعتقال السياسي، ونهج السلطة، واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

بحسب ما أكد الأخرس في تصريحات لـ"العربي الجديد"، فإن عدد المعتقلين من حركة "الجهاد الإسلامي" لدى السلطة بلغ 13 معتقلاً في جنين فقط من إجمالي 20 معتقلاً في الضفة الغربية. وتشير معطيات لحركة "حماس" إلى أن عدد المعتقلين السياسيين تجاوز الـ63 معتقلاً.

ورغم اجتماع الأمناء العامين، فإن الأجهزة الأمنية استمرت في حملة الاعتقالات حتى الليلة التي سبقت الاجتماع، وطاولت عموماً أسرى محررين ومقاومين بشكل أساسي من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، إضافة إلى أسرى محررين من الجبهتين الديمقراطية والشعبية، وحركة "فتح".

ويرى الأخرس أن "السلطة تنفذ خطة الجنرال فينزل على الأرض في جنين ونابلس وبقية مدن الضفة الغربية، التزاماً بتفاهمات اجتماعَي العقبة وشرم الشيخ". وقال: "كل المعطيات على الأرض تشير إلى ما سبق، من نصب السلطة الحواجز العسكرية على جميع مداخل محافظة جنين، وبعض بلداتها وقراها، ومضاعفة أعداد الأمن وآلياتهم العسكرية، وانتشارهم في المحافظة مباشرة، بعد انتهاء العملية الإسرائيلية في مخيم جنين في الخامس من يوليو/ تموز الجاري".

وتابع: "ازدياد شراسة الاعتقالات السياسية والاستدعاءات من قبل الأجهزة الأمنية، مع تهديد الرئيس أبو مازن شخصياً في كلمته في مخيم جنين بأنه لن يكون هناك سوى سلاح واحد، عدا عن زيادة رواتب عناصر الأمن، كلها معطيات تؤكد أن السلطة تنفذ خطة فينزل".

وكانت السلطة الفلسطينية قد زادت رواتب الرتب الدنيا من المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية بمقدار (400 شيكل) نحو (100 دولار).

وقال دبلوماسي أوروبي اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إن الأمن الفلسطيني يواجه مشكلة حقيقية تتعلق بتسرب المئات من عناصره من الرتب الدنيا للعمل في إسرائيل كعمال بسبب ضعف الرواتب، وزاد الأمر سوءاً مع صرف 80% من الرواتب بسبب اقتطاعات إسرائيل من عائدات الضرائب الفلسطينية.

وتابع: "هناك تركيز الآن على تقوية الأجهزة الأمنية الفلسطينية لإعادة سيطرتها على الأرض، لكن الوصول إلى هذا الهدف ليس سهلاً".

ويقول عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال حويل: "بالمشاهدات نستطيع القول إن خطة فينزل يجري تنفيذها على الأرض".

وأكد حويل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن فينزل سيفشل كما فشل من سبقه، مثل كونداليزا رايس وتوني بلير وكيث دايتون "لأنهم جميعاً لديهم طرح واحد، ومفاده أن الوضع الفلسطيني يجب حله أمنياً مع رشى اقتصادية".

وأضاف: "كل ما يطرح الآن هو تأمين حماية الاحتلال، وهو أمر غير مقبول، وهو حل أمني لا يخدم الشعب الفلسطيني، لأن مشكلتنا سياسية، والحل الأمني يعني حماية الاحتلال ومصالحه وإطالة عمره وإلحاق ضرر شديد بالقضية الفلسطينية". وقال: "جميع التصريحات الصادرة عن قادة الاحتلال تقول صراحة إنها مهدت الطريق للسلطة للسيطرة على مخيم جنين، والسلطة أكدت أنها لن تقتحم المخيم، لكنها تسيطر على محيطه وتقيم الحواجز العسكرية".

وتتبع أجهزة الأمن الفلسطينية أساليب عدة، لاجتثاث المقاومة ومنع أي نشاط مقاوم للاحتلال، منها الاحتواء والقيام بتسويات مع المطلوبين، تضمن ابتعادهم عن أي نشاط مقاوم، أو اعتقالهم وإخضاعهم للتعذيب، وتقديمهم للمحاكمة، وغالباً ما تكون التهمة "حيازة سلاح"، وحتى الذين أجرت معهم "تسوية" تضمن لهم عدم ملاحقتهم من الاحتلال تبقيهم تحت أعينها، وتطلب منهم الحضور لمقارّ الأمن بشكل مستمر.

على سبيل المثال، طلبت أجهزة الأمن من عشرة من الذين كانوا محسوبين على كتيبة "عرين الأسود" أو القريبين منهم، الحضور إلى مقارّ الأمن من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى التاسعة من مساء يوم الجمعة الماضي، لضمان عدم مشاركتهم أو ظهورهم في التأبين الذي دعت إليه الكتيبة في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مؤسسيها بالبلدة القديمة في نابلس.

ويعتبر مكتب المنسق الأمني الأميركي في القدس (USSC) الذي يترأسه الجنرال فينزل، الحاضنة لبقية جنرالات الأمن من مختلف الجنسيات، بريطانيا وكندا وهولندا على سبيل المثال، الذين يجتمعون وينسقون مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وشهدت الأسابيع الماضية، بعد انتهاء عملية اقتحام مخيم جنين، اجتماعات وزيارات من رام الله إلى جنين، شملت أعلى الرتب الأمنية، ومساعدي فينزل ونائبيه الذين اجتمعوا مع قادة الأمن في رام الله وجنين، بهدف تقوية الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وإعادة سيطرتها على الأرض.

المساهمون