مندوب الجزائر خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول غزة: حاضر يتسم بالمعاناة ومستقبل غير مؤكد
استمع إلى الملخص
- أشار إلى أن الحصار العسكري على غزة يعد جريمة حرب، حيث يمنع دخول المساعدات الغذائية، معتبراً أن هذا يعكس سياسة إسرائيلية متعمدة للتجويع وتجاهلًا للقانون الإنساني.
- أكدت السفيرة الأميركية أن الولايات المتحدة تراقب الوضع لضمان عدم تطبيق سياسة تجويع في غزة، بينما زعم المبعوث الإسرائيلي أن المشكلة تكمن في حماس.
أكد مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أن الاحتلال الإسرائيلي يقدم عرضا منحرفا في قطاع غزة عبر تجويع المدنيين في القطاع، ويستخدم الجوع سلاحاً ضد المدنيين. وقال بن جامع خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن حول الوضع في غـزة: "اجتمعنا اليوم مرة أخرى لأن الأزمة الإنسانية في غزة، وخاصة في المنطقة الشمالية من القطاع، وصلت إلى مستوى كارثي، وبينما يحتفل المجتمع الدولي اليوم بيوم الغذاء العالمي، يكافح الفلسطينيون في غزة من أجل العثور على الطعام، وحاضرهم يتسم بالمعاناة والحرمان، ومستقبلهم غير مؤكد".
ووصف بن جامع قادة الاحتلال بالسادية، وقال: "يبدو أن الدوافع السادية للمسؤولين داخل السلطات الإسرائيلية لا تعرف حدوداً عندما يتعلق الأمر بإلحاق العذاب بالمدنيين الفلسطينيين"، ودان بشدة قصف الاحتلال محيط مستشفى الأقصى الذي نجم عنه استشهاد أربعة أشخاص على الأقل حرقا، وقال إنه "عرض منحرف يقدمه المحتل لمدى قدسية الحياة البشرية".
وذكر المندوب الجزائري أن "المجتمع الدولي يحيي يوم الغذاء العالمي، بينما غـزة تواجه الجوع"، مضيفا أن "الاحتلال قام بالاستعمال غير الأخلاقي لتجويع المدنيين سلاحاً، وبإغلاق نقاط المعابر وتجاهل قرارات مجلس الأمن". وقال إن تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الصادر في الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، أكد أنه "لم تدخل أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، مبينا أن "الحصار العسكري الذي يحرم المدنيين من وسائل البقاء الأساسية ليس أمراً غير مقبول فحسب، بل إنه جريمة حرب، وإن تجويع المدنيين باعتباره أسلوباً من أساليب الحرب محظور صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي".
وتساءل المندوب الجزائري: "من المدهش أن حملة التطعيم الثانية التي بدأت في 14 أكتوبر وصلت إلى 157 ألف طفل في اليومين الأولين، إذاً، كيف يمكننا تطعيم هؤلاء الأطفال، ولكننا لا نستطيع إطعامهم؟ وكيف يمكننا تأمين الشاحنات التي تنقل اللقاحات، ولكن ليس تلك التي تحمل المواد الغذائية الأساسية؟"، مضيفا أن "الاستنتاج الحتمي هو أن هذا ليس ضررًا جانبيًا، بل سياسة إسرائيلية متعمدة ومدروسة للتجويع".
واعتبر بن جامع أن الإحاطة التي قدمتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة "تعد بمثابة شهادة مروعة أخرى من المجتمع الإنساني، وتقدم الحقيقة الصارخة المتمثلة في أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تتجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب، بل تدوس على جوهر الكرامة الإنسانية"، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تقيم اعتبارا لأي طرف كان: "من الواضح أن السلطات الإسرائيلية لا تنصت لأحد، لا لمحكمة العدل الدولية ولا للجمعية العامة ولا لهذا المجلس ولا حتى لحليفهم الأقرب"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
في السياق، نقلت "رويترز" عن ليندا توماس غرينفيلد، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، قولها إن الولايات المتحدة تراقب الوضع من أجل ضمان أن تظهر أفعال إسرائيل على الأرض أنها لا تطبق "سياسة تجويع" في شمال قطاع غزة. وذكرت أمام مجلس الأمن المكون من 15 دولة عضوا أن مثل هذه السياسة ستكون "مروعة وغير مقبولة وستكون لها تبعات بموجب القانونين الدولي والأميركي".
وأضافت توماس غرينفيلد: "تقول حكومة إسرائيل إن هذه ليست سياستها، وإن الأغذية والإمدادات الأساسية الأخرى لن تُمنع، وسنراقب الوضع من أجل رؤية أن أفعال إسرائيل على الأرض تطابق هذا التصريح". وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها يتعين عليها أن تتخذ خطوات في الشهر المقبل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وإلا فستواجه قيودا محتملة على الدعم العسكري الأميركي.
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، خلال الجلسة، إن إسرائيل "تظل ملتزمة بالعمل مع شركائنا الدوليين على ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها" في قطاع غزة، زاعما، بحسب ما نقلت "رويترز"، أن "المشكلة في غزة هي ليست نقص المساعدات. المشكلة هي حماس التي تخطف المساعدات وتسرقها وتخزنها وتبيعها لتغذية آلتها في وقت يعاني فيه المدنيون". وواصل مزاعمه بالقول: "لا نستهدف البقاء في غزة على الأمد الطويل ولا رغبة لدينا في إدارة الشؤون اليومية في القطاع".