عُقد اجتماع جديد بين وفد من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ووفد من النظام السوري في مدينة الرقة شمالي البلاد، أمس الاثنين، من دون التوصل إلى جديد حول مطالب الطرفين، تزامناً مع اتهام النظام السوري "قسد" بالاستمرار في عمليات اعتقال المعلمين بمناطق سيطرتها، في وقت جدّد الجيش التركي قصفه على مواقع المليشيات في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن وفداً من "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" التقى، أمس الاثنين، بوفد من النظام السوري بحضور روسي في مدينة الرقة، لبحث الأزمة المستمرة بين الطرفين في محافظة الحسكة وارتداداتها على المناطق الأخرى التي تشهد تماساً بين النظام و"قسد" في شمال سورية.
وذكرت المصادر أن اللقاء شهد مفاوضات بين الطرفين حول إنهاء "قسد" حصار النظام في الحسكة وإنهاء حصار النظام "قسد" في حلب، وزيادة كمية النفط الموردة من "قسد" للنظام وزيادة كمية القمح أيضاً، كما جرى طرح موضوع ضم مقاتلي "قسد" إلى جيش النظام، إلا أن الموضوع الأخير لم تُجرَ مناقشته بشكل جدي.
وقالت المصادر إن مطالب "قسد" تركزت حول الإفراج عن عناصر لها تعتقلهم قوات النظام، ووضعت الإفراج عنهم شرطاً أولياً للسير في عملية فك الحصار عن النظام في الحسكة، كما طالبت بفك الحصار عن مناطق سيطرتها في مدينة حلب وريفها والسماح بدخول مادة الطحين إلى أفرانها.
وتزامناً مع المفاوضات، قالت مصادر إن "قسد" أفرجت عن "أمين شعبة حزب البعث في رأس العين" بعد اعتقاله في منطقة أبو راسين بريف الحسكة بتهمة التحريض على التظاهر ضدها قبل أيام، وفي تلك الأثناء، اتهمت وكالة "سانا" الرسمية "قسد" باعتقال عشرة معلمين في مدينة الحسكة.
وقالت الوكالة إن "قسد" واصلت ممارساتها الإجرامية بحق المعلمين الذين يدرسون المناهج الحكومية في مدينة الحسكة وريفها، حيث اختطفت اليوم عدداً من المعلمين في مدينة الحسكة واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وأضافت أن مسلحي المليشيا "شنوا حملة مداهمات في عدد من الأحياء السكنية في مدينة الحسكة، واختطفوا 10 معلمين بذريعة قيامهم بتدريس الطلبة المناهج الحكومية الرسمية المقررة من وزارة التربية السورية، واقتادوهم إلى جهات مجهولة."
وكانت مصادر لـ"العربي الجديد" قد أفادت أمس بأن "قسد" أفرجت عن عدد من المعلمين، كانت قد اعتقلتهم سابقاً في مدينتي عامودا ورميلان بريف الحسكة على خلفية إعطائهم دروساً خاصة وفق مناهج وزارة التربية التابعة لحكومة النظام، حيث تمنع "قسد" التدريس خارج المناهج التي أقرتها "الإدارة الذاتية" التابعة لها.
وبدورها، منحت قوات التحالف الدولي ضد "داعش" في الحسكة "قسد" مزيداً من الإمدادات العسكرية واللوجستية، عبر قافلة جديدة مؤلفة من 40 شاحنة دخلت، مساء أمس، إلى محافظة الحسكة قادمة من كردستان العراق عن طريق معبر الوليد البري الرابط بين مناطق "قسد" والعراق. وتمدّ واشنطن "قسد" بالمساعدات العسكرية تحت راية الحرب على تنظيم "داعش".
إلى ذلك، قالت مصادر "العربي الجديد" إن الجيش التركي جدّد الليلة الماضية قصفه على مواقع "قسد" في قريتي مرعناز وعلقمية في ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى قريتي عين دقنة وبيلونية، وذلك رداً على قصف مدفعي من "قسد" طاول ناحية الباب الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري". وقصف الجيش التركي أيضاً قرى البويهج وجب مخزوم وقرية الحوتة في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، موقعاً أضراراً مادية في مواقع "قسد".
وتشهد مناطق التماس بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" توتراً مستمراً وقصفاً متبادلاً بشكل شبه يومي، على خلفية محاولات تسلّل من "قسد" إلى مناطق الأخير، واتهام الجيش الوطني أيضاً "قسد" بالوقوف وراء عمليات التفجير التي تضرب مناطق سيطرته.
قتلى بريف حماة
قتل طفلان، اليوم الثلاثاء، في ناحية مصياف بريف حماة، وسط سورية، جراء إطلاق النار عليهما من قبل والدهما، فيما قتل شخص وأصيب ثمانية آخرين جراء انفجار ألغام في مناطق تخضع لقوات النظام السوري بريفي حماة وإدلب. فيما عين النظام السوري ضابطاً جديداً في قيادة قوات حرس الحدود.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن رجلاً أقدم اليوم على قتل طفليه بطلقات نارية في قرية خان جلميدون في منطقة جب رملة التابعة لناحية مصياف في ريف حماة الغربي، مضيفة أن الأسباب لم تكن واضحة وراء إقدام الرجل على قتل طفليه حيث نقلت جثتيهما إلى المستشفى الوطني في مصياف بينما تلاحق قوات النظام الأب.
وذكرت المصادر أن "الرجل مصاب باضطراب نفسي وكانت قد اعتقلته قوات النظام سابقاً بعد محاولته الانتحار بفتح قنبلة يدوية"، وشككت مصادر أخرى في الرواية مشيرة إلى أنه إذا كان مختل أو مصاب بإضرابات نفسية كيف سمح النظام بإطلاق سراحه. وقالت المصادر إن الرجل كان عنصراً في مليشيات النظام السوري وحصل على السلاح من خلال انتمائه إليها سابقاً.
إلى ذلك، جرح شخصين جراء انفجار لغم أرضي في منطقة وادي العذيب بريف حماة الشمالي الشرقي بالقرب من الطريق الواصل بين السلمية وخناصر، كما جرح آخرين جراء انفجار لغم في منطقة صوران بريف حماة الشمالي خلال عمل الشخصين في أرض زراعية، وبحسب مصادر "العربي الجديد" نقل الجرحى إلى المستشفى الوطني في مدينة حماة.
ورجحت المصادر بأن اللغمين من مخلفات الحرب بين النظام والمعارضة وتنظيم "داعش" في ريف حماة، وكانت قد وقعت حوادث كثيرة سابقاً خلفت عشرات القتلى والجرحى، جراء انفجار ألغام ومقذوفات خلفتها حرب النظام على المعارضة في ريف حماة الشمالي، وحرب النظام على "داعش" في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وتحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أيضاً عن مقتل شخص وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح جراء انفجار لغم بهم في مزارع مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، خلال عملهم في تقليم أشجار الفستق الحلبي.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري أجرت تغييراً جديداً في القيادات العسكرية التابعة لها، حيث عينت "اللواء أحمد معلا" في قيادة قوات حرس الحدود المعروفة بـ"الهجانة" بدلاً من اللواء "علي حماد عارفة".
وكان رئيس النظام في بداية العام الجاري قد منح اللواء أحمد مع مجموعة من الضباط لقاء وفائهم له ومشاركتهم المستمرة في تنفيذ أوامره، وجل هؤلاء الضباط متهمون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية".