اتفاق على استمرار عمل حكومة الجلالي لإنهاء الفوضى في دمشق

08 ديسمبر 2024
سوريون يحتفون بانهيار نظام الأسد في دمشق، 8 ديسمبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت دمشق فوضى بعد إسقاط بشار الأسد، حيث تم الاتفاق بين أحمد الشرع ومحمد الجلالي لضمان استمرار عمل المؤسسات حتى تشكيل حكومة جديدة، مع دعوة للحفاظ على الأملاك العامة والوحدة الوطنية.
- أكد الجلالي على التعاون مع القيادة الجديدة ونقل الملفات الحكومية بسلاسة، مشيراً إلى أن المؤسسات التربوية والصحية والكهرباء والنفط ملك للشعب، بينما دعا الشرع القوات العسكرية لتسليم المؤسسات بشكل رسمي.
- سيطرت المعارضة على دمشق بعد معارك، وفر الأسد، واحتفل السوريون بإسقاط النظام، بينما أكد مبعوث الأمم المتحدة على أهمية الحوار والوحدة في المرحلة الانتقالية.

شهدت مدينة دمشق حالة من الفوضى خلال الساعات الأولى التي تلت الإعلان عن إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيما أُعلن عن اتفاق بين قائد عمليات "ردع العدوان" أحمد الشرع، الملقب بالجولاني، ورئيس حكومة النظام السوري محمد الجلالي، لمتابعة عمل المؤسسات الحكومية حتى تشكيل حكومة جديدة. وأظهرت مقاطع مصورة اصطحاب مسلحين مجهولين رئيس الحكومة السابقة محمد الجلالي في سيارة. وذكرت مصادر إعلامية في دمشق أن الجلالي التقى بالشرع بدون مزيد من التفاصيل.

وكان الجلالي قد دعا، مباشرة بعد إسقاط نظام بشار الأسد، جميع السوريين، إلى الحفاظ على الأملاك العامة للدولة، لأنها ملك لجميع السوريين. وقال الجلالي، في كلمة له بثت على مواقع التواصل الاجتماعي "أيها السوريون (الغالين) على قلبي والذين أنا منكم وأنتم مني، أنا في منزلي ولم أغادره، وذلك بسبب انتمائي وعدم معرفتي لأي بلد آخر غيره".

وتابع: "وطننا في هذه الساعات من الإحساس بالقلق والخوف رغم أنهم جميعاً حريصون على هذا البلد ومؤسساته ومرافقه، فإنني وحرصا على المرافق العامة للدولة والتي ليست ملكاً لي وليست ملكاً لأي أحد آخر إنما هي ملك لكل السوريين، فإننا نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص على مقدرات هذا البلد وذلك للحفاظ على مقدراته".

وأضاف رئيس حكومة النظام السوري: "أهيب بالإخوة المواطنين جميعاً عدم المساس بأي أملاك عامة، لأنها في النهاية هي أملاككم، وأنا هنا في منزلي ولم أغادره ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية، بحيث أضمن استمرار عمل المؤسسات العامة ومؤسسات مرافق الدولة وإشاعة الأمان والاطمئنان للإخوة المواطنين، وإنني أتمنى على الجميع أن يفكروا بعقلانية في وطنهم، وإننا نمد يدنا حتى للمعارضين الذين مدوا يدهم، وأنهم تعهدوا بأنهم لن يمدوا يدهم إلى أي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري".

وقال الجلالي: "لقد كنت دائما أعمل ليل نهار في القطاع الخاص وفي القطاع العام وفي الحكومة، وأمام عيني وأمام نظري مصلحة هذا الوطن وهذا البلد، وإننا نؤمن بسورية لكل السوريين، وبأنها بلد جميع أبنائها، وبأن هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار والعالم من دون أن تدخل في أي تحالفات وتكتلات إقليمية".

وأضاف "أن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري، ونحن مستعدون للتعاون معها، نقدم كل التسهيلات الممكنة، بحيث يتم نقل الملفات الحكومية المختلفة بشكل سلس ومنهجي، بما يحفظ مرافق الدولة. لدينا مؤسسات تربوية وجامعات وهيئات صحية وكهرباء ونفط على قلتها غالية على قلوبنا، وقد دفع ثمنها من عرق السوريين وتعبهم وجهدهم، وإننا لسنا حريصين على أي منصب".

في المقابل، وجّه أحمد الشرع، الملقب بالجولاني، رئيس "هيئة تحرير الشام"، وقائد العمليات العسكرية للمعارضة السورية نداء جاء فيه: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق (الجلالي) حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".

بدوره، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، في حديث لقناة "الجزيرة مباشر"، أوردته وكالة رويترز، اليوم الأحد، إنهم سيجتمعون مع دول عربية وأوروبية والأمم المتحدة للاتفاق على المرحلة التالية. من جهته، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسن، في بيان نشر اليوم الأحد، على "رغبة واضحة عبّر عنها ملايين السوريين في وضع ترتيبات انتقالية تكون محكمة وشاملة". وحث الدبلوماسي جميع السوريين على "إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء مجتمعهم"، مضيفا أنه "مستعد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل".

وتمكنت فصائل المعارضة السورية بعد المعارك التي بدأتها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، من السيطرة اليوم الأحد على العاصمة دمشق وإرغام رئيس النظام السوري بشار الأسد على الفرار إلى خارج البلاد، لتنتهي بذلك حقبة سوداء في تاريخ سورية وتبدأ صفحة عهد جديد.

وكان ملاحظاً عدم انتشار قوات غرفة عمليات "ردع العدوان" في الساعات الأولى لسقوط النظام، فيما بدأت أرتال هذه القوات تصل تباعا. في حين أحرق مجهولون فرع الأمن الجنائي بمنطقة باب مصلى، وتعرضت مؤسسات حكومية وأمنية أخرى لعمليات اقتحام، من بينها "فرع فلسطين" وفرعا "المخابرات الجوية" و"الأمن العسكري" في دمشق، حيث أخرج المئات من المعتقلين. فيما أكدت المصادر أن سجن المزة العسكري الذي يضم معتقلين معارضين كان خاليا من المعتقلين وسط مخاوف الأهالي على مصيرهم. وشهدت معظم الساحات السورية احتفالات شعبية بإسقاط رئيس النظام، كان أكبرها في ساحة العاصي بحماة، كما كان لافتا تحطيم تماثيل الأسد في اللاذقية وطرطوس.

(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون