اتفاق على استئناف مفاوضات فيينا النووية قبل نهاية نوفمبر

27 أكتوبر 2021
باقري: سنعلن عن التاريخ الفعلي لاستئناف المفاوضات الأسبوع المقبل (فيسبوك)
+ الخط -

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، مساء اليوم الأربعاء، في ختام مباحثاته مع منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكه مورا، أنه تم الاتفاق بينهما على استئناف مفاوضات فيينا النووية "قبل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني"، في حين أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان رفض بلاده استئناف مفاوضات فيينا النووية من النقطة التي توقفت عندها في جولتها السادسة، خلال يونيو/حزيران الماضي.

وأشار باقري إلى أنه سيتم الإعلان عن "التاريخ الدقيق لاستئناف المفاوضات الأسبوع المقبل"، موضحاً في تغريدة على صفحته في "تويتر" حول مباحثاته مع مورا، أنه "أجريت حواراً جاداً وبنّاءً مع أنريكي مورا بشأن العناصر الضرورية لمفاوضات ناجحة".  

وقال خلال لقائه المفاوض الأوروبي في بروكسل، إن "الجمهورية الإسلامية لن تتنازل عن مطلبها بالحصول على ضمانات لعدم تكرار النكث بالعهد والسلوك غير القانوني لبقية الأطراف"، وفقاً لما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية.  

وأشار باقري إلى "تجربة نكث الولايات المتحدة بتنفيذ الاتفاق النووي لعدة سنوات وانسحابها الأحادي وغير القانوني من الاتفاق والتقاعس الأوروبي عن العمل بالتعهدات"، مؤكداً أن "ما يهم إيران هو رفع مؤثر للعقوبات وعودة علاقاتها التجارية والاقتصادية إلى حالة طبيعية". وأضاف المسؤول الإيراني أن "أي اتفاق يجب أن يحقق هذه المطالب الإيرانية". 

وبحسب "إرنا"، فإن الطرفين ناقشا العقبات أمام المفاوضات المقبلة واتفقا على استئنافها قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.  

يأتي هذا في حين قال عبد اللهيان، خلال مؤتمره الصحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية دول جوار أفغانستان، إن طهران تقبل بـ"صيغة فيينا، التي تبلورت خلال المفاوضات"، معلناً أن السلطات الإيرانية ستقرر حول تاريخ استئناف المفاوضات مع مجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي "بعد تقييم مباحثات باقري كني مع أنريكي مورا". 

وأوضح الوزير الإيراني أن "هذا التقييم لن يأخذ وقتا طويلاً وسنستأنف المفاوضات قريباً مع 1+4"، مشيراً إلى أن بلاده بدأت المفاوضات النووية من جديد قبل أسبوعين في طهران، في إشارة إلى المباحثات مع مورا خلال زيارته إلى إيران يوم 15 من الشهر الجاري. 

وعن طبيعة المفاوضات بين إيران والاتحاد الأوروبي، قال وزير الخارجية الإيراني إنها تدور حول "كيفية المفاوضات بعد استئنافها مع 1+4 وكيف نركز على القضايا على نحو تعود به جميع الأطراف إلى تعهداتها بالاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن من دون تفويت الوقت". 

ودعا أمير عبد اللهيان إلى رفع جميع العقوبات عن إيران كترجمة لعودة الأطراف إلى الاتفاق النووي، مؤكداً أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران "حتمية"، لكن تاريخها غير محدد بعد، مع الإشارة إلى أن المباحثات مع غروسي ستتناول قضايا فنية والتعاون الثنائي.

 يُشار إلى أن زيارة غروسي هي الثانية من نوعها خلال الفترة الأخيرة، بعد زيارة قام بها يوم 12 سبتمبر/ أيلول الماضي إلى طهران، تُوجت باتفاق مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بشأن استبدال بطاقات ذاكرة الكاميرات الموضوعة في المنشآت النووية الإيرانية من دون تسليم بياناتها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث ربطت طهران تسليمها بالتوصل إلى اتفاق في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.  

لكن غروسي بعد أيام من عودته من زيارة إيران، اتهمها بـ"التقاعس عن الوفاء الكامل بشروط الاتفاق" من خلال رفض دخول مفتشي الوكالة الدولية لموقع "تسا" النووي في كرج القريبة من طهران، غير أن إيران أكدت أن الاتفاق مع غروسي لا يشمل هذا الموقع الذي تعرض لـ"عملية تخريبية" خلال يوليو/ تموز الماضي، عازية ذلك إلى استمرار التحقيقات الأمنية والقضائية بشأن هذه العملية. 

وفيما أكد وزير الخارجية الإيراني، اليوم الأربعاء، أن بلاده لن تستأنف مفاوضات فيينا من النقطة التي انتهت عندها، سبق أن أكدت الولايات المتحدة وحتى روسيا رفضهما لذلك، مع دعوتهما إلى استئناف المفاوضات من حيث وصلت إليه جولتها السادسة. 

وفي السياق، أكد المفاوض الروسي إلى مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، يوم 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، في تغريدة عبر "تويتر"، على ضرورة استئناف المفاوضات من النقطة التي وصلت إليها بحلول 20 يونيو/ حزيران وليس من الصفر.

والتقى كني، اليوم الأربعاء، مورا في بروكسل، وأجرى معه مباحثات خلف الأبواب المغلقة.

إلى ذلك، أعلنت ممثلية إيران لدى الاتحاد الأوروبي في تغريدة على "تويتر"، في أعقاب لقاء باقري ومورا، أن طهران مستعدة للتفاوض مع جميع الأطراف للتوصل إلى حلّ. وأضافت أن المباحثات بدأت اليوم مع الاتحاد الأوروبي "لتنفيذ كامل وعملي للاتفاق النووي من قبل جميع الأطراف بما فيه رفع العقوبات غير القانونية".

وكان باقري قد قال في تصريحات للتلفزيون الإيراني، قبيل اللقاء مع مورا، إن مباحثاتهما تأتي استكمالاً للنقاشات "المفيدة" خلال زيارة المسؤول الأوروبي إلى طهران يوم 15 من الشهر الجاري.

وأكد باقري كني أن هذه المباحثات تهدف إلى "إيجاد أرضيات لازمة ومناسبة لإطلاق مفاوضات جادة بغية التوصل لاتفاق يحقق نتائج عملية".

واستبق المسؤول الإيراني لقاء مورا بإجراء مباحثات حول القضايا الثنائية وأفغانستان وقضايا دولية أخرى مع الأمينة العامة لوزارة الخارجية البلجيكية ثيودورا جينتزيس، بحسب تغريدة نشرها عبر "تويتر".

وقبيل توجهه إلى بروكسل لاستكمال المباحثات مع الاتحاد الأوروبي، قال باقري كني في عدة تغريدات على "تويتر"، إنه سيجري حواراً مع مورا بشأن "مفاوضات تحقق النتائج"، في إشارة إلى مفاوضات فيينا النووية المتعثرة.

وحذر واشنطن من مواصلة سياسة الضغوط القصوى على بلاده، والتي وصفها بأنها "فاشلة"، مؤكداً أن استمرار هذه السياسة "لن يزيل بكل تأكيد العقبات أمام المفاوضات لإلغاء العقوبات غير القانونية والظالمة، بل سيزيد من تعقيدات المفاوضات الكثيرة". وشدد باقري كني على أن "إيران عازمة على إجراء مفاوضات ترفع العقوبات الظالمة وغير القانونية بشكل كامل ومؤثر، وتضمن تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية معها، وتوفر ضمانات معتبرة لها لعدم النكث بالعهد".

ويأتي إجراء إيران مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي وسبل إحيائه، فيما تطالبها الولايات المتحدة الأميركية وأطراف الاتفاق بالعودة سريعاً إلى مفاوضات فيينا لمواصلة المباحثات لإحياء الاتفاق النووي، مع تحذيرات أميركية من نفاد الوقت وأن نافذة المفاوضات لن تظل مفتوحة للأبد، إلا أن إيران بالتوازي مع تأكيداتها على أنها ستعود قريباً إلى مفاوضات فيينا، تقول إنها تقوم حالياً بإجراء مراجعة داخلية للجولات الست السابقة من هذه المفاوضات وهي شارفت على الانتهاء، لكنها في الوقت نفسه، تخوض مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تحضيراً لاستئناف مفاوضات فيينا بهدف "معالجة التحديات والعقبات التي حالت دون التوصل إلى نتيجة خلال الجولات التفاوضية الست السابقة"، حسب تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة.

ويرى مراقبون أن إيران تهدف أيضاً إلى كسب الوقت لتحقيق المزيد من التطوير لبرنامجها النووي قبل العودة إلى مفاوضات فيينا، لاستخدام ذلك ورقة ضغط خلالها.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، في تعليقه على مباحثات بروكسل، أن "الاتحاد الأوروبي منسق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، ونحن ندعم تعاون الاتحاد مع إيران بهذا الشأن، لكن مع ذلك كما أعلنّا سابقاً أيضاً، فالوجهة النهائية يجب أن تكون فيينا، وألا تكون عاصمة أوروبية أو مدينة أوروبية أخرى". وأضاف: "إذا كان هدف إيران كما تعلن هو العودة إلى الاتفاق النووي، فعليها إبداء التعاون في إطار مفاوضات فيينا. لن يستطيع أي عضو آخر تقديم إجابة عن الأسئلة التي تطرحها طهران مثل الضمانات والعقوبات والقضايا المرتبطة بالعقوبات. هي مسائل يجب حلها مع الولايات المتحدة في فيينا، أقله بشكل غير مباشر مثلما حدث في الجولات الست للمفاوضات".

وانطلقت مفاوضات فيينا خلال إبريل/ نيسان الماضي، بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، لكنها توقفت في 20 يونيو/ حزيران الماضي، بعد انتهاء الجولة السادسة، بناء على طلب من إيران بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكن المفاوضات لم تستأنف بعد رغم مرور أكثر من 3 أشهر على الانتخابات.

المساهمون