أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم السبت، أنّ المسار الدبلوماسي بشأن أوكرانيا ما زال "مفتوحاً"، لكنه يتطلب "وقف التصعيد" من موسكو، وذلك خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي اتهم الولايات المتحدة بـ"شنّ حملة دعاية" عن عدوان روسي محتمل.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في بيان له، أنّ غزواً لأوكرانيا، الذي تُتهم روسيا بالتخطيط له، "سيؤدي إلى رد حازم وكبير وموحد عبر الأطلسي".
.@SecBlinken spoke with FM Lavrov to urge the Russian Federation to take concrete steps to de-escalate and choose the diplomatic path. https://t.co/SBEMTDk94k
— Ned Price (@StateDeptSpox) February 12, 2022
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، في وقت سابق اليوم، أنه سيتحدّث مع نظيره الروسي، في محاولة أخيرة لتجنّب غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي في فيجي: "لا نزال نرى مؤشرات مقلقة جداً على تصعيد روسي، بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود مع أوكرانيا". وتابع: "إذا كانت روسيا مهتمة فعلاً بحلّ الأزمة، التي افتعلتها بنفسها، من خلال الدبلوماسية والحوار، فنحن مستعدّون للقيام بذلك".
من جانبه، وصف لافروف اتهامات واشنطن التي تقول إنها تخشى غزواً روسياً خلال الأيام المقبلة بـ"الاستفزازات"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.
وأشار لافروف إلى أنّ "الحملة الدعائية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن عدوان روسي على أوكرانيا تهدف إلى الاستفزاز"، وحض السلطات في كييف على الشروع في "حل عسكري لمشكلة دونباس" وهي المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا على الحدود مع روسيا، حيث تقاتل القوات الأوكرانية انفصاليين موالين لروسيا بدعم من موسكو منذ ثماني سنوات، وفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية.
اتصال أيضاً بين أوستن وشويغو
كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الجيش الروسي قوله إنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الأميركي لويد أوستن بحثا القضايا الأمنية، في اتصال هاتفي، اليوم السبت.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان لها، إنّ أوستن تحدث لنظيره الروسي، وناقشا "تنامي القوة العسكرية في القرم وحول أوكرانيا".
ماكرون وبوتين
بالتوازي مع ذلك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين، السبت، خلال مكالمة هاتفية، من أن "حوارا صادقا لا يتلاءم مع تصعيد عسكري" على الحدود الأوكرانية، على ما أعلن الإليزيه.
وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن الزعيمين تحادثا ساعة و40 دقيقة في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى ثني بوتين عن غزو أوكرانيا. ويفترض أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرئيس الروسي في وقت لاحق السبت.
وأوضح الإليزيه أن ماكرون وبوتين "أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار" حول "سبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك" في شرق أوكرانيا و"شروط الأمن والاستقرار في أوروبا".
وتابع أن الرئيس الفرنسي "نقل مخاوف شركائه الأوروبيين وحلفائه".
الولايات المتحدة تسحب جنودها من أوكرانيا بشكل شبه كامل
وتوازيًا مع الجهود الدبلوماسية، أمرت الولايات المتحدة بسحب شبه كامل للجنود الأميركيين المتبقين في أوكرانيا، حيث يدربون القوات الأوكرانية، بهدف "إعادة نشرهم في مواقع أخرى في أوروبا"، على ما أعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي السبت.
وأوضح كيربي، في بيان، أن وزير الدفاع لويد أوستن اتخذ القرار بشأن العناصر الـ160 من الحرس الوطني من ولاية فلوريدا "من باب الحيطة، حرصا على سلامتهم وأمنهم".
وقال المتحدث إن "إعادة الانتشار هذه لا تعكس تغييرا في تصميمنا على دعم القوات الأوكرانية، لكننا نعطي قدرا من المرونة لطمأنة حلفائنا ومنع أي عدوان".
وتقوم قوات الاحتياط في الحرس الوطني الأميركي منذ 2015 بمناوبات لتدريب الجيش الأوكراني، إلى جانب جنود من بلدان أخرى من الحلف الأطلسي، ولا سيما كندا وألمانيا.
مسؤولون: مدربون عسكريون أميركيون بصدد مغادرة أوكرانيا
وكان مسؤولان أميركيان، قد قالا لـ"رويترز"، إنّ نحو 150 جندياً أميركياً من الحرس الوطني بولاية فلوريدا الأميركية موجودون في أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية، بصدد مغادرة البلاد مع تزايد خطر الغزو الروسي.
وأضاف المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أنّ القرار اتخذ بعد أن أمرت وزارة الخارجية بعض موظفي السفارة الأميركية في أوكرانيا بالمغادرة.
روسيا تستدعي الملحق العسكري الأميركي بعد "انتهاك" غواصة مياهها الإقليمية
واليوم السبت، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أنّ وزارة الدفاع استدعت الملحق العسكري الأميركي، بعد أن شكّت مما وصفته "انتهاك" غواصة أميركية مياهها الإقليمية في أقصى الشرق. وقال الجيش الروسي في وقت سابق إنه استخدم "الوسائل المناسبة" لإجبار الغواصة الأميركية على مغادرة المياه الروسية بعد أن تجاهلت السفينة طلب المغادرة.
وبحسب الجيش، تم رصد الغواصة بالقرب من جزر كوريل في المحيط الهادي أثناء قيام روسيا بإجراء مناورات بحرية.
الرئيس الأوكراني يعتبر أن التحذيرات من غزو روسي "تثير الهلع"
في الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إنّ التحذيرات من غزو روسي وشيك لبلاده تثير "الهلع"، مطالباً بدليل قاطع على هجوم مخطط له.
وأضاف زيلينسكي أمام الصحافيين "كل هذه المعلومات تثير الهلع فحسب ولا تساعدنا"، وأوضح أنه "إذا كانت لدى أي شخص معلومات إضافية حول احتمال حدوث غزو بنسبة 100% فليزوّدنا بها".
واحتشد عدة آلاف من الأوكرانيين في كييف، اليوم السبت، لإظهار الوحدة وسط المخاوف من غزو روسي. وتجمع الأوكرانيون بوسط كييف وهم يهتفون "المجد لأوكرانيا" ويحملون أعلام أوكرانيا ولافتات كتب عليها "الأوكرانيون سيقاومون" و "الموت للغزاة".
وتقول الولايات المتحدة إنّ روسيا قد تغزو أوكرانيا "في أي وقت" خلال الأيام المقبلة. وصرّح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، عقب اجتماع افتراضي للقادة الغربيين الرئيسيين، بأنّ هجوماً مماثلاً هو "احتمال فعلي جداً"، لكن الاستخبارات الأميركية لا تعرف ما إذا كان الرئيس الروسي قد "اتخذ قراراً نهائياً" بهذا الصدد أم لا.
وأوصت العديد من الدول، من أبرزها ألمانيا وهولندا، رعاياها بمغادرة أوكرانيا، كما طلبت السفارة الأميركية في كييف، السبت، من جميع موظفيها غير الأساسيين المغادرة أيضاً.
وفي غضون ذلك، تتواصل الجهود الدبلوماسية، ومن المفترض أن يتحادث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، مع نظيرَيه الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون.
(رويترز، فرانس برس)