استمع إلى الملخص
- **الأنظمة العسكرية والتحولات السياسية**: تحكم الدول الثلاث أنظمة عسكرية وصلت عبر انقلابات، وابتعدت عن فرنسا، داعية إلى "مجتمع سيادي للشعوب" بعيدًا عن هيمنة القوى الأجنبية.
- **جهود المصالحة والتحديات المالية**: دعا زعماء غرب أفريقيا إلى الحوار مع الدول المنسحبة، مع مناقشة تمويل قوة إقليمية لمكافحة الإرهاب بتكلفة 2.6 مليار دولار سنويًا، وسط تأكيد بقاء الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو في منصبه.
حذّرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، في قمتها، الأحد، من أن المنطقة تواجه "التفكك" بعدما أعلن الحكام العسكريون في النيجر ومالي وبوركينا فاسو الانسحاب من إيكواس وتأسيس اتحاد جديد منافس. وكانت الدول الثلاث قد أعلنت تشكيل اتحاد كونفدرالي جديد، وشكّل اجتماعها الأول قبيل انعقاد قمة إيكواس اختبارا آخر للتكتل الإقليمي الذي انفصلت عنه في وقت سابق من هذا العام.
وأتى هذا التحدي بينما تواجه إيكواس أيضا عنفا مسلحًا آخذا في التوسع ومشكلات مالية بالإضافة إلى مصاعب في حشد قوة إقليمية. ولم يكن واضحا بعد القمة في أبوجا كيف سيكون رد فعل التكتل حيال تبني النيجر ومالي وبوركينا فاسو معاهدة لتأسيس "اتحاد دول الساحل" في نيامي السبت. لكن رئيس مفوضية إيكواس عمر عليو توراي قال إن الدول الثلاث بانفصالها تخاطر بمواجهة "عزلة سياسية" وخسارة استثمارات بملايين الدولارات. وأكد توراي أن انفصال النيجر ومالي وبوركينا فاسو من شأنه أيضا أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن وإعاقة عمل القوة الإقليمية المقترح إنشاؤها منذ فترة طويلة، وحذّر من أن "منطقتنا تواجه خطر التفكك".
تحكم بوركينا فاسو ومالي والنيجر أنظمة عسكرية وصلت إلى السلطة في انقلابات بين 2020 و2023 وتواجه أعمال عنف ينفذها مسلحون. وابتعدت هذه الدول عن فرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة، وطردت القوات الفرنسية من أراضيها، حيث دعا رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني إلى إنشاء "مجتمع سيادي للشعوب يكون بعيدا عن هيمنة القوى الأجنبية".
وقال تياني في اجتماع مجموعة الساحل في نيامي، السبت، إن شعوب الدول الثلاث "أدارت ظهرها نهائيا للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا"، رافضا نداءات إيكواس للعودة إلى صفوفها. وكان قرار الدول الثلاث بالانسحاب مدفوعا جزئيا باتهامها لباريس بالتلاعب بالجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وعدم تقديم الدعم الكافي للجهود المناهضة للمسلحين. ودعا الكثير من زعماء غرب أفريقيا إلى استئناف الحوار، وكانت قمة الأحد هي الأولى للرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي الذي قال في مايو/ أيار إن المصالحة ممكنة. وقال ديوماي الأحد: "علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب انسحاب هذه الدول الشقيقة الثلاث من إيكواس"، مضيفا أن هناك حاجة إلى إصلاحات لـ"تكييف إيكواس مع الأوضاع الراهنة". وتدهورت علاقة النيجر مع إيكواس عقب الانقلاب الذي وقع في يوليو/ تموز 2023 وجاء بالجنرال تياني إلى السلطة، حيث فرض التكتل حينها عقوبات وهدد بالتدخل عسكريا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم. وتم رفع العقوبات في فبراير/ شباط لكن العلاقات لا تزال مضطربة.
وتناقش الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أيضا طريقة تمويل "قوة إقليمية لمكافحة الإرهاب واستعادة النظام الدستوري"، ودعت إلى إنشاء قوة أولية من 1500 جندي، وكان أحد الاقتراحات يقضي بحشد لواء من 5000 جندي بكلفة تبلغ نحو 2.6 مليار دولار سنويا. وقامت إيكواس بتدخلات عسكرية في الماضي، لكن تهديدها بالقيام بذلك بعد الانقلاب في النيجر تلاشى. وبينما يواجه التكتل تحديات إقليمية، حذر توراي من أنه يواجه أيضا "وضعا ماليا مزريا". وأكدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بقاء الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو في منصبه رئيسا لها، رغم التقارير التي تحدثت عن خلاف بشأن إعادة تعيينه.
(فرانس برس)