دعا وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني إلى إجراء "تنسيق سياسي رفيع المستوى" مع الجزائر بشأن ثلاثة ملفات إقليمية رئيسية وحيوية بالنسبة للبلدين، تخص دعم تونس، ودعم حل الأزمة في ليبيا وفي منطقة الساحل.
ودعا تاجاني، خلال مكالمة هاتفية مساء أمس الأربعاء مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، إلى "العمل بتنسيق وثيق لدعم تونس وتسهيل المصالحة الوطنية في ليبيا، ودعم استقرار منطقة الساحل".
وأفادت مذكرة نشرتها وزارة الخارجية الإيطالية، بأن تاجاني شدد خلال حديثه إلى الوزير الجزائري "على أهمية التعاون الإيطالي الجزائري من أجل استقرار وأمن منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وتتوافق مواقف الجزائر وروما على دعم تونس ومنعها من الانهيار بسبب مخاوف من الاضطرابات الداخلية التي تنعكس على الجزائر، خاصة مع تدفق الآلاف من التونسيين على الولايات الحدودية الجزائرية للتزود بالمواد الغذائية والتموينية، وبسبب مخاوف روما من تدفق المزيد من المهاجرين غير النظاميين على السواحل الإيطالية القريبة من السواحل التونسية، بالإضافة إلى توافق الطرفين على دعم مسار تنظيم الانتخابات في ليبيا، وكذا ملف محاربة الإرهاب في منطقة الساحل واستبعاد النفوذ الفرنسي.
وفي السياق، كشفت وكالة "نوفا" الإيطالية، أمس الأربعاء، أن اتصالات إيطالية جزائرية تركز على الملف التونسي. ولم تستبعد الوكالة الإعلان عن مبادرات جديدة من الجانب الإيطالي أو الجزائري لدعم تونس، التي يحظى وضعها المالي باهتمام كبير من قبل روما والجزائر التي قدمت بالفعل 300 مليون دولار كمساعدات لتونس، حيث أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في آخر حوار تلفزيوني أن الجزائر "لن تتخلى عن تونس وستمنع انهيارها".
وخلال المكالمة الهاتفية بين الوزير الجزائري ونظيره الإيطالي، ذكّر الأخير بالهدف الرئيسي للحكومة في روما، و"المتمثل في جعل إيطاليا مركزاً للطاقة في البحر الأبيض المتوسط"، مشيراً إلى أن "إيطاليا عازمة على توسيع مجالات التعاون الاقتصادي مع الجزائر، وبشكل خاص قطاعات الابتكار، مثل الصناعة الزراعية والتكنولوجيات الطبية الحيوية والبنى التحتية الرقمية".