أكد بيان صدر مساء اليوم السبت في ختام زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إلى طهران، أنّ الجانب الإيراني وافق "طوعاً" على زيادة عمليات التحقق والمراقبة للوكالة "عندما تقتضي الحاجة".
ويتكون البيان الختامي لزيارة غروسي، الذي أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية" من ثلاثة بنود، يؤكد البند الأول فيه أنّ التعامل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران سيبنى على "روح التعاون مع مراعاة جميع صلاحيات الوكالة والحقوق والتعهدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس اتفاق الضمانات" الملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وجاء في البند الثاني: "بشأن القضايا العالقة المرتبطة باتفاق الضمانات حول المواقع الثلاثة، فإنّ إيران على استعداد لاستمرار التعاون وتقديم المعلومات ومنح المزيد من الوصول لهذه الأماكن لأجل معالجة هذه القضايا".
والبند الثالث من البيان يؤكد أنّ "إيران ستسمح للوكالة طوعا بتنفيذ المزيد من أنشطة التحقق والمراقبة عندما تقتضي الحاجة"، مشيراً إلى أنّ "الطرفين سيتفقان على طريقة تنفيذ ذلك، خلال اجتماع فني سينعقد قريباً في طهران".
من جانبه، قال غروسي، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي في فيينا بعد عودته من إيران، إنّ الحوار مع الجانب الإيراني حقق "تحسناً ملحوظاً" خلال الزيارة.
وأضاف أنه بموجب الاتفاق مع إيران ستتم إعادة تشغيل بعض أجهزة المراقبة في المنشآت الإيرانية النووية "قريباً"، مشيراً إلى اتفاق على زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو النووية على بعد 120 كيلومتراً من العاصمة طهران "بنسبة 50%".
وتابع غروسي أنّ الوكالة ستبدأ العمل مع طهران لوضع "معايير قوية" لتنفيذ البيان الختامي في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى عقد اجتماعات تقنية مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهذا الخصوص.
وأكد أنه اتفق مع الجانب الإيراني على السماح للوكالة بالوصول إلى المعلومات والأماكن، مضيفا أن الوكالة ستواصل تحقيقاتها بشأن المواقع الثلاثة بأسرع وقت.
وتعد قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية، كانت قد أعلنت أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين. وتوصل الطرفان إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنها لم تنفذ، وتحولت قضية المواقع الثلاثة لتصبح العقبة الرئيسية أمام الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية الحالية خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وصل إلى طهران، أمس الجمعة، وأجرى جولتي مباحثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أمس واليوم، قبل أن يلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وجاءت زيارة غروسي لطهران قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، الإثنين المقبل، والذي سيناقش فيه تطورات الملف النووي الإيراني.