إيران: تعرضنا أخيراً لـ120 هجوماً سيبرانياً وحصلنا على "معلومات استراتيجية" من معتقلين فرنسيين

25 أكتوبر 2022
إيران تواصل إلقاء اللوم على الخارج (أوزان غزلجي/ Getty)
+ الخط -

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن البلاد تعرضت خلال الأيام الأخيرة لـ120 هجوما إلكترونيا استهدفت بنيتها التحتية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الأجهزة الأمنية حصلت على "معلومات استراتيجية" من فرنسيين معتقلين بتهمة "التجسس".

كما تواصلت اليوم الاحتجاجات الطلابية في إيران وسط دعوات للتظاهر، غدا الأربعاء، في أربعينية الشابة مهسا أميني، التي توفيت في السادس عشر من الشهر الماضي، وفجرت وفاتها، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة "الحجاب غير المحتشم"، احتجاجات وردود فعل واسعة في إيران.

وحول الهجمات الإلكترونية، قال قائد ما يعرف بـ"الدفاع الإيراني السلبي"، العميد غلام رضا جلالي، في مؤتمر صحافي، إن إيران تعرضت لـ120 هجوما سيبرانيا "ثقيلا" خلال الأيام العشرين الأخيرة، متحدثا عن أن المنظومات الإلكترونية المحلية تصدت لهذه الهجمات ونجحت في إحباط 90 في المائة منها.

وفي إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، اتهم جلالي الولايات المتحدة، ومن سماهم بـ"الأعداء"، بالسعي لتحويل إيران إلى سورية أو ليبيا أخرى، متحدثا عن تعرضها لـ"أكبر هجوم إعلامي وإلكتروني ومعرفي". وقال إن هذه الهجمات "لو شنت ضد بلد آخر لسقط"، على حد زعمه. لكن جلالي أكد في الوقت ذاته أن "الأعداء أخفقوا في تحقيق أهدافهم في إيران".

إلى ذلك، ما زالت الاحتجاجات في إيران مستمرة بشكل أو بآخر في أسبوعها السادس، فشهدت البلاد، خلال الأيام الأخيرة، تجمعات احتجاجية متعددة في مدارس للبنات والجامعات، تخللتها، في بعض الأحيان، مواجهات بين الطلاب المحتجين وأمن بعض الجامعات والطلاب الأعضاء في منظمة "الباسيج" التابعة للحرس الثوري، بعد محاولات طلاب وطالبات توحيد أماكن تناول الطعام بين الجنسين.

وشهدت عدة جامعات في طهران ومدن يزد وهمدان وشهر كرد تجمعات طلابية اليوم الثلاثاء، وسُجل حتى حدود منتصف اليوم تجمع احتجاجي في جامعة "خواجه نصير الطوسي" في طهران، وسط إطلاق هتافات سياسية. وانتشرت خلال اليومين الأخيرين، دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لإحياء أربعينية الشابة مهسا أميني. وأظهرت الفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي حضورا مكثفا لقوات الأمن والشرطة وقوات مكافحة الشغب في الساحات والشوارع الرئيسية في طهران ومدن أخرى.

ومساء أمس الإثنين، انتشرت أنباء غير رسمية عن اقتحام قوات الشرطة مدرسة ثانوية للبنات في طهران، وإصابة طالبات، وحتى وفاة واحدة منهن، لكن الشرطة الإيرانية نفت هذه الرواية قائلة إن قوات الشرطة، بعد ظهر الإثنين، راجعت مكانا مجاورا للمدرسة لفض نزاع.

وأضافت الشرطة، في إفادتها الصحافية التي أوردتها وكالات الأنباء الإيرانية، بأن هذا العراك بالقرب من المدرسة أثار قلق الطالبات وأسرهن، داعية إلى عدم الاهتمام لـ"الشائعات" على العالم الافتراضي.

إلا أن الرواية غير الرسمية المنتشرة على شبكات التواصل تقول إن مدرسة "صدر" للبنات شهدت احتجاجات من الطالبات الرافضات قرار إدارة المدرسة بالتفتيش الجسدي للبنات، مشيرة إلى أن ذلك دفع أسر بعض الطالبات إلى الذهاب إلى المدرسة والتجمع للاحتجاج على الخطوة.

وفي السياق، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عن وزارة التعليم والتربية، أن مديرة المدرسة قررت تفتيش الطالبات لمنع حملهن الهواتف المتنقلة، ما أدى إلى الاحتجاج على الأمر، نافية وفاة أي طالبة في الحادث.

قصة "الجواسيس الفرنسيين"

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، مسعود ستايشي، اليوم الثلاثاء، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، عن الحصول على "معلومات قيمة استراتيجية مختلفة من الجواسيس الفرنسيين" المعتقلين في إيران، من دون الإشارة إلى عددهم.

وأضاف ستايشي أن ملف هؤلاء الفرنسيين "مهم وله أبعاد عدة"، قائلا إنه في مرحلة التحقيقات والعمل يجري بـ"دقة وسرعة".

كما أشار المسؤول الإيراني إلى اعتقال إيرانيين مرتبطين بهؤلاء الفرنسيين، قائلا إنهم يواجهون تهم التواطؤ ضد الأمن القومي والتجسس.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، قد قالت في وقت سابق، في مقابلة مع إذاعة "فرانس أنتر"، إن خمسة فرنسيين معتقلون في إيران، ثم أجرت اتصالا مع نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للمطالبة بالإفراج العاجل عنهم.

وسبق أن أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية عن اعتقال تسعة رعايا أوروبيين خلال الاحتجاجات الأخيرة في إيران، مشيرة إلى أنهم اعتقلوا "خلال وجودهم بساحة الشغب أو وراء كواليس المؤامرة".

وتدعي الحكومة الإيرانية أن ما تشهده البلاد من احتجاجات واضطرابات "مؤامرة"، متهمة الولايات المتحدة الأميركية ودولا أوروبية بـ"تدبيرها".

واعتقلت السلطات الإيرانية، خلال مايو/ أيار الماضي، المواطنين الفرنسيين، سسيل كوهلر وزوجها جاك باري، اللذين زارا إيران بتأشيرة سياحية. وبث التلفزيون الإيراني، خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما قال إنه "اعترافات" من هذين المواطنين. وتحدثا عن أنهما "قاما بالتجسس" على إيران، وأن زيارتهما إلى إيران كانت بهدف "التحضير لثورة وإسقاط النظام الإسلامي في إيران".

إلا أن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت، حينها، أنّ بث إيران ما وصفته بأنه "اعترافات" بالتجسس هو "مسرحية غير لائقة ومثيرة للاشمئزاز وغير مقبولة ومخالفة للقانون الدولي".

المساهمون