حذرت السلطات العسكرية الإيرانية اليوم الخميس، من زعزعة الأمن ومن أي تغيير على حدودها الجغرافية، فضلاً عن استعراض القوات المسلحة الإيرانية أسلحة جديدة في ذكرى الحرب مع العراق، وإجراء مناورات عسكرية في مياه الخليج، وحديث رسمي عن مناورات مشتركة قريباً مع روسيا والصين في المحيط الهندي.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، على صفحته بمنصة "روبيكا"، إن "القوات المسلحة الإيرانية، إذ تحترم بالكامل حسن الجوار مع الجيران وتلتزم بالمقررات الدولية المبنية على المصالح المشتركة، تعلن أنها لن تتحمل أي زعزعة للأمن وأي تغييرات حدودية ستشكل تهديداً لمنافع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ولم يشر باقري إلى التطورات على أي من الحدود الإيرانية، لكنه على الأغلب يقصد التطورات على الحدود الإيرانية في القوقاز الجنوبي وسط اتهامات إيرانية لتركيا وأذربيجان بالسعي لإنهاء الحدود الإيرانية مع أرمينيا.
وفي السياق، راقبت إيران بقلق شديد الاشتباكات الحدودية المسلحة بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا لتداعياتها المحتملة الكبيرة على حدودها مع البلدين، وموقعها الجيوسياسي في القوقاز الجنوبي، وذلك وسط مخاوف إيرانية من مساع أذربيجانية وتركية للربط البري بين أراضي نخجوان وأذربيجان على ضفتي الحدود الإيرانية الأرمينية لوصول تركيا إلى آسيا الوسطى، مما سيمحو حدود إيران وأرمينيا بطول 38 كيلومتراً، والتي تكتسب أهمية كبيرة لطهران ليس فقط لكونها تربط بأرمينيا، بل لأنها أيضاً أحد الممرات المهمة لوصول إيران إلى أوروبا ودول أخرى، فضلاً عن أن إزالتها ستصب لمصلحة تركيا وتقلل من نفوذها الجيوسياسي في القوقاز.
استعراض للقوات الإيرانية
أجرت القوات المسلحة الإيرانية في طهران اليوم الخميس، في ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، استعراضاً عسكرياً بجوار مزار مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، كاشفة فيها عن أسلحة جديدة، منها صواريخ بالستية.
وكشفت قوات الحرس الثوري الإيراني، عن صاروخي "خيبر شكن" ورضوان، بعيدي المدى، مشيرةً إلى أنها "قادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية".
علماً بأن صاروخ "خيبر شكن" يوصف بأنه "صاروخ استراتيجي" وهو من الجيل الثالث للصواريخ بعيدة المدى للحرس، يعمل بوقود صلب، وذو وزن خفيف، كما ويتمتع الصاروخ بسرعة عالية حسب المصادر الإيرانية، ويمكنها إصابة أهدافها على شعاع ألف و450 كيلومترا.
كذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن صواريخ جديدة للدفاع الجوي، معلنا رفع مدى صواريخ منظومة "سوم خرداد" للدفاع الجوي إلى 200 كيلومتر، فيما كان يبلغ مدى صواريخها سابقا 105 كيلومترات.
مناورات في الخليج
أجرت القوات المسلحة الإيرانية، اليوم الخميس، "مناورات بحرية كبيرة" في مياه الخليج ومضيق هرمز، مستعرضةً فيها أسلحة بحرية جديدة.
وأفاد التلفزيون الإيراني، بأن الحرس الثوري استعرض لأول مرة بارجة تحمل اسم قائد فيلق القدس السابق، الجنرال قاسم سليماني، مشيراً إلى أن البارجة مزودة بمنظومة قاذفة للصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة السطح.
وأعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، أن القوات البحرية الإيرانية من الجيش والحرس الثوري شاركت في المناورات العسكرية في الخليج ومضيق هرمز، مضيفا أن 1444 قطعة بحرية إيرانية ثقيلة وخفيفة ومتوسطة، تشاركت في هذه المناورات، لـ"إظهار السيادة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز الاستراتيجي".
مناورات مشتركة مع الصين وروسيا
في نفس السياق، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، اليوم الخميس، أن بلاده ستجري مع روسيا والصين مناورات مشتركة قريباً.
وأضاف باقري وفق وكالات الأنباء الإيرانية، أن هذه المناورات ستجري شمال المحيط الهندي، قائلاً إن دولاً أخرى مثل باكستان وسلطنة عمان قد تشارك فيها أيضاً.
كما وأكد باقري أن "ردع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد بلغ مرحلة الاستدامة والفاعلية، والأعداء لا يجرؤون على الإعلان عن تهديداتهم وإجراءاتهم ضد إيران"، على حد تعبيره.