استمع إلى الملخص
- أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تسريب وثيقتين سريتين تتعلقان بخطط إسرائيل لضرب إيران، وتحقق في كيفية تسريب الوثائق التي نُشرت عبر "تليغرام".
- الوثائق المسربة كانت متاحة في إطار تحالف "خمس أعين" الاستخباراتي، ويعمل المسؤولون على تحديد كيفية الحصول عليها وما إذا كان هناك تسريب متعمد أو اختراق.
احتجت بعثة إيران في الأمم المتحدة في رسالة، أمس الاثنين، إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن، رسمياً على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن بشأن علمه بطبيعة الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران وتوقيته، واصفة إياها بأنها "مستفزة ومقلقة جداً".
وقال المندوب الإيراني سعيد إيرواني في رسالته إنّ تصريحات بايدن تمثل "موافقة ضمنية ودعم صريح لاعتداء عسكري غير شرعي للكيان الإسرائيلي على إيران"، مضيفاً أنها "تتعارض مع المزاعم الأميركية المتكررة بشأن دعم خفض التصعيد في المنطقة".
وأوضح إيرواني أن الإدارة الأميركية ستكون شريكة في تنفيذ إسرائيل اعتداءات على إيران بسبب هذه التصريحات و"التدخل الأميركي عبر توفير الدعم التقني والتسليحي المتطور منه وإرسال منظومات الثاد للدفاع الجوي إلى إسرائيل، حيث إنها تحرض هذا الكيان وتزيد من جرأته على هجمات عدوانية على إيران". وحمّل إيرواني الولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة لدورها في تحريض إسرائيل وتشجيعها وتسهيل أي إجراءات عدوانية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى التنديد بهذا التهور بشكل صريح.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أيضاً قد علّق، السبت الماضي، في منشور على منصة إكس على تصريحات بايدن، قائلاً إنّ من لديه العلم بزمان الهجوم الإسرائيلي على إيران وكيفيته وقد زود الاحتلال بالمعدات والإسناد لـ"مثل هذه الحماقة سيتحمل مسؤولية أي خسارة محتملة".
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد كشف الجمعة الماضي، خلال زيارة للعاصمة الألمانية برلين، عن علمه بطبيعة الرد الذي تريد إسرائيل القيام به ضد إيران بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو/ تموز الماضي والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، والعميد الإيراني عباس نيلفروشان مسؤول ملف لبنان في "فيلق القدس" بالحرس الثوري اللذين اغتيلاً في غارة إسرائيلية على بيروت، في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي.
قلق أميركي إزاء تسريب معلومات مخابرات حول خطط إسرائيل لضرب إيران
في الشأن ذاته، نقلت "رويترز" عن البيت الأبيض، الاثنين، قوله إنّ الولايات المتحدة لا تزال "قلقة للغاية" بشأن تسريب وثيقتين شديدتي السرية للمخابرات حول استعدادات إسرائيل لشن ضربة للرد على إيران. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين إنه لا يوجد ما يشير إلى تسريب وثائق إضافية، موضحاً أنّ المسؤولين الأميركيين على اتصال بنظرائهم الإسرائيليين بشأن التسريبات.
وتحقق الولايات المتحدة في تسريب وثائق سرية تتضمن تقييماً بشأن خطط إسرائيل للهجوم على إيران، وفقاً لثلاثة مسؤولين أميركيين تحدثوا لوكالة أسوشييتد برس، فيما أشار مسؤول رابع إلى أن الوثائق تبدو رسمية وحقيقية. وتُعزى الوثائق إلى الوكالة الوطنية الأميركية للاستخبارات الجغرافية المكانية ووكالة الأمن القومي، وتشير إلى أن إسرائيل مستمرة في نقل أصول عسكرية من أجل شنّ هجوم عسكري على إيران رداً على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني المكثف الذي وقع في أول أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وكانت الوثائق متاحة للمشاركة في إطار تحالف "خمس أعين" الاستخباراتي، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا. ونُشرَت الوثائق، التي تحمل علامة "سري للغاية"، على الإنترنت عبر تطبيق "تليغرام"، وكانت شبكة "سي أن أن" وموقع أكسيوس الإخباري أول من تطرّق إلى واقعة التسريب. وتحدث المسؤولون شرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنه غير مصرَّح لهم بمناقشة الأمر علناً.
وينظر التحقيق أيضاً في كيفية الحصول على الوثائق، بما في ذلك إذا ما كان تسريباً متعمداً من عضو داخل مجتمع الاستخبارات الأميركية أو حُصِل عليها بطريقة أخرى مثل حدوث اختراق، وما إذا كان قد سُرِّبَت أي معلومات استخباراتية أخرى، وفقاً للمسؤول. وفي إطار هذا التحقيق، يعمل المسؤولون على تحديد كل من كان لديه إمكانية للوصول إلى الوثائق قبل نشرها.